آثار ومصرياتأخبارسياحة وسفرمنوعات

سعيد جمال الدين رئيس التحرير يكتب : يا وزير السياحة والآثار ..يا مسئولين .. إنقذوا  مسجد الشيخ رويش  الآثرى بمصر القديمة من الغرق و الإنهيار !!

المسجد بناه أمير اللواء السلطاني 1660 ميلادياً وتسجيله في لجنة حفظ الآثار العربية قبل 115 عاماً برقم رقم 524.

في يوم 12 مارس، 2020 | بتوقيت 8:36 مساءً

أين رجال المجلس الأعلى للأثار من مساجدنا الإسلامية العريقة التى تتعرض للإهمال ، وأصبح شاغلهم الشاغل هو الأثار الفرعونية والتى  جزء لا ينفصل عن حياتنا وتاريخنا العريق.

فمصر دون غيرها من المنطقة العربية والإسلامية التى تتمتع بوجود أثار وشواهد للتاريخ الإسلامى والفتوحات التى صاحبت دخول الإسلام لمصر وما بعدها .

فأشعر بالحزن الشديد نتيجة لإهمال المجلس الأعلى للآثار  لتك الآثار التاريخية التى تدل كل منها عن تاريخ مستقل بذاته تسعى دول ظهرت مؤخراً لأن تثبت إن لها جذور من هذه الآثار .. ولقد هالنى ما وصلنى من فيلم مصور عما حدث خلال الساعات الماضية من غرق مسجد الشيخ رويش بمصر القديمة وأمتلاء المسجد بالمياه لكثر من 100 سم  نتيجة إنخفاض مستواه الإنشائى عن سطح الأرض ، ورغم محاولة أبناء منطقتى المحترمين وشبابهم فى إنقاذ السجاجيد والأثاث الأثرى بالمسجد من المياه ، إلا إنه يتطلب تحركاً سريعاً لإنقاذ هذا المسجد الأثرى الذى يرجع عمره لأكثر من 350 عاماً .

والمسجد القابع على كورنيس مصر القديمة وبجوار قسم مصر القديمة ظل حبيساً للسقالات الخشبية لأكثر من 15 عاما بعدما أصابه التصدع والإنهيار أعقاب زلزال أكتوبر  1992  ، وظل طلية هذه الفترة يمارس فيها الصلاة والمصلون يدعون ربهم خلال أدائهم للصلاة أن ينجيهم حالة إنهياره أو يكتبون عند الله من الشهداء نتيجة لتقاعس المسئولين عن الآثار فى هذه الفترة بدواعى عدم وجود بند مالى للترميم .. وأمام هذا التكاسل  ورغبة أبناء مصر القديمة الكرام فى فك القيود وإنقاذ المسجد الأثرى من القيود التى تحيط بهم ، تم جمع تبرعات لإنقاذه وتم التواصل آنذاك مع المسئولين عن الآثار من أجل تحقيق هدف الماطنين السامى بأن تعود الصلاة إلى هذا المسجد العريق كما كان من قبل 1992.

مسجد الشيخ رويش بمصر القديمة
مسجد الشيخ رويش بمصر القديمة
مسجد الشيخ رويش بمصر القديمة
مسجد الشيخ رويش بمصر القديمة

وهذا المسجد  الذى ندعو إنقاذه من المياة التى  ملئت رواقه وصحنه فقد تم بناءه عام 1660 ميلادية 1071 هجرية .. وفقاً لما ذكره الصديق العزيز المحترم الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف ، وكيل كلية السياحة والآثار ، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق ، فإنه ووفقاً لما كتب فى عام  1903 ميلادية، أثار مسجد عابدى بك رويش، جدلًا كبيرًا، وذلك بسبب تقرير كتبه مهندس لجنة حفظ الآثار العربية بعد أن عاين المسجد حينها أن هذا المسجد من غير المهم قيده ضمن الآثار، وذلك لحداثة بنائه إذ أنه بنى فى عام 1071 هـ/ 1660م، فضلًا عن أنه خالٍ من الفائدة.

وحينها، رأى المهندس في تقريره ضم بعض القطع القيشانى والأربعة ألواح المكتوبة به من حضرة ناظره المحترم الشيخ السادات على ذمة دار الآثار،ولكن على ما يبدو أن اللجنة لم تأخذ برأى هذا المهندس،ولذلك قامت بتسجيل المسجد ضمن الآثار الإسلامية برقم 524.

ومسجد عابدى بك رويش يقع في شارع كورنيش النيل بحى مصر القديمة وهو من إنشاء عابدى بك فى عصر الوالى العثمانى إبراهيم باشا، حيث كان عابدى بك كان من كبار موظفى الدولة فى عصره، فقد كان يشغل منصب أمير اللواء السلطانى، وهذا اللقب يطلق على كبار الأمراء من البكوات والسناجق بصفة خاصة،وكان هؤلاء يصلون إلى رتبة البكوية و الصنجقية تبعًا لقوتهم وعصبيتهم.

الباشا كان يصدر فرمان تبعيتهم ويمنحهم الرتبة بناء على مشورة أو موافقة الديوان وإقرار السلطان العثمانى لتلك الموافقة وكانت تقام حفلة خاصة بمناسبة ذلك التعيين، وهؤلاء الأمراء الكبار كانوا يتولون أهم المناصب وأعلاها شأنًا ومنها كتخدا الباشا – أى نائب الباشا أو نائب الوالى –  وأمير الحج وحكام الولايات الكبرى وغير ذلك.

‏والباب الرئيسى لهذا المسجد يوجد أعلاه لوح رخام منقوش عليه “أنشأ هذا المسجد من فضل الله- تعالى-، وعونه، العبد الفقير المقر بالعجز والتقصير، عابدى بك أمير اللواء السلطانى، ابن المرحوم أمير باكير، غفر الله له، سنة إحدى وسبعين بعد الألف”.

ويتكون تخطيط مسجد عابدى بك من مساحة مربعة تقريبًا، قسمت بواسطة بائكتين إلى 3 أروقة متقاطعة تتكون كل بائكة من عمودين مستديرين ، ويتكون سقف المسجد من مجموعة من القباب الصغيرة المتساوية باستثناء القبة التى تعلو المربع الواقع أمام محراب المسجد فهى أكثر القباب ارتفاعًا.

فهل يشفع تاريخ هذا المسجد فى إنقاذه ويحظى بإهتمام ورعاية حارس الآثار المصرية بمختلف حضاراتها الدكتور خالد العنانى ، وزير السياحة والآثار ، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة ، الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية ،ورئيس حى مصر القديمة ، وسرعة إتخاذ كافة الإجراءات الخاصة بحمايته من توغل المياة فى أساساته وجدرانه وتعرضه للإنهيار .

إننى أكتب هذه الرسالة لإننى كنت ومازلت أحد المحظوظين الذين عاشوا زمناً رائعاًٍ بين جوانب هذا الجامع العريق حيث كنت أقطن بجواره وشاهدت فيه كل الأيام الجميلة والخير والعزة والوفاء .

فهل نحتاج لسنوات كثيرة من أجل تصحيح هذا الوضع الطارئ والذى يستدعى إستنفار الجهود لإنقاذه .. اللهم إنى قد بلغت .. اللهم فأشهد

إنى أريد الإصلاح ما أستطعت .. وما توفيقى إلا بالله سبحانه وتعالى .. عليه وتوكلت .. وإليه إنيب .. وعلى الله العلى القدير قصد السبيل .

سعيد جمال الدين

 

https://www.facebook.com/yasser.eid.313/videos/1527165740781033/