إنه بلا شك أن السياحة العالمية تواجه مأزق مع بدء انتشار فيروس الكورونا ، الا انه هناك حالة من التفاؤل الكبير بتجاوز تلك الأزمة سريعا وفق اخر التقارير الصادرة مؤخرا من منظمة السياحة العالمية ،وكذلك فيما يخص المقصد السياحة المصرى كجزء من منظومة السياحة الدولية.
مما لاشك فيه أن الدولة والحكومة المصرية قامت بتطبيق كافة المعايير والاجراءات الاحترازية بكل دقة لمواجهة الفيروس وفق ما صرحت ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، وبدء من إطلاق موقع خاص ب كورونا بتكليف من رئاسة الجمهورية لتعريف المواطن بكل المعلومات الكافية ،والقرار الحكيم لمجلس الوزراء بتعليق كافة الفعاليات التى ذات طابع تجمعات بشرية،بالإضافة إلى حرص الدولة لتأمين زائريها من الضيوف والسائحين سواء الوافدين والذين بالداخل ،وخاصة بعد الزيارة الايجابية للسيد وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى برفقة وزيرة الصحة وبعض المسؤلين لمدينة الأقصر لبث روح الطمأنينة لزوارها وسائحيها وهى رسالة هامة نظرا لحساسية التوقيت.
لكن الدور الهام حالياً هو خطة وزارة السياحة والآثار وذراعها التنفيذى وهى هيئة تنشيط السياحة للتعامل مع الأزمة الحالية والحد من آثارها السلبية ،وايضا الرؤية المهنية الموضوعة لاستعادة النشاط سريعا فور تجاوز الأزمة وذلك للحفاظ على إستمرار تدفق الحركة السياحية الوافدة إلى مصر وحث متخذى القرار ومنظمى البرامج السياحية بالدول المصدرة للسياحة لمصر لاستمرار إدراج المقصد السياحى المصرى فى كتالوجات السفر مع بذل مزيد من دفع الجهود البيعية والتسويقية وخلق الطلب على مصر خاصة مع قرب إصدار كتالوجات الموسم القادم.
وهنأ لابد من وضع خطة تحرك واضحة المعالم مع استراتيجية مرنة وفق معطيات واقعية مع طبيعة الأسواق الأكثر تأثيرا ،والتعامل بخطة ترويجية ذكية لخلق الطلب من خلال تبنى عدد من المقترحات ودراستها بعناية والاستعانة بخبراء فى مجال الترويج والتسويق بالقطاع الخاص، وليس من داخل الإطار الوظيفى والإدارى الذين لهم تراكم من الخبرات بالداخل والخارج .
وهناك العديد من تلك المقترحات التى يجب تفعيلها وفق توقيعات معينة منها على سبيل المثال لا الحصر..
1- حملة دولية لتسويق المدن السياحية بمصر كل على حدة خاصة التى يخلو منها الفيروس.
2- التركيز على جذب واستهداف الأسواق الأقل تضررا لتعويض النقص فى الطلب مثل الدول الإفريقية و دول أمريكا اللاتينية وغيرها .
3- التركيز على الترويج والتسويق لسياحة الأفراد وتقديم تيسيرات وخدمات متميزة لهم حيث تظهر هذه الفئات بكثرة وقت الأزمات ،لمزيد من الاستمتاع بالسفر فى ظل عدم وجود تجمعات لمجموعات سياحية .
4- استغلال الأزمة فى تقديم تقديم خدمات أكثر تميزا مثلا دخول المتاحف فى المساء، تيسيرات للحصول على فيزا طويلة الفترة أو مجانية حتى تتخطى الأزمة.
5- من المتعارف عليه حالياً فى العديد من الدول التزام الكثير من السياح الذين ألغوا سفرهم بمنازلهم ، ومن ثم فرصة لتقديم دعاية مكثفة عبر وسائل الأنترنت لأفلام متعددة وقصيرة لمنتجات ومناطق جذب سياحية جديدة.
6- تكثيف استخدام موقع الوزارة والهيئة والسوشييال ميديا لنشر كافة الأخبار والتقارير الايجابية..سواء اكتشافات أثرية..وغيرها..
7- إبراز دور الدولة المصرية لتعاونها ومؤازرتها للدول التى أصابها الفيروس بشكل أكثر تضرراً.
8- بدء التواصل بالتنسيق مع وزارة الطيران بالاتصال والتعاقد مع شركات الطيران التى خفضت طيرانها للدول المصابة بقوة وإحلال مصر كبديل وهى فرصة لخلق طلب متزايد على مصر .
٩-تكثيف تنفيذ حملة ترويجية خاصة موجهة إلى المصريين المقيميين بالخارج لزيارة مصر ودعوة أصدقائهم من دول الإقامة خاصة ان معظم هؤلاء المصريين “مواطنيين “حاملين لجنسيات دول الإقامة .
10- حث الوزارة من خلال غرفتى الشركات والمنشات الفندقية لمؤازرة شركائهم فى الخارج من خلال عدم تطبيق أوتحصيل أى مبالغ نتيجة إلغاءات تمت ، مما يوثق العلاقات مستقبلاً.
أما على المستوى الداخلى يمكن دعوة وتحفيز الشركات والمنشات الكبرى بإقامة مؤتمراتهم بمصر، مع الدفع لبعض برامج للسياحة الداخلية وتجنب الظواهر السلبية لها فى السابق ، الا انه ما يعنى القطاع السياحى حالياً هو تجاوز الأزمة الحالية للحفاظ على مكتسبات تدفق الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، وتعاظم الداخل القومى الذى أصبحت السياحة فيه تمثل بعدا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا هام خاصة بعد اهتمام الدولة الكبير مؤخرا بكل سبل دفع القطاع السياحى المصرى إلى الأمام مع باقى القطاعات الاقتصادية الاخرى.