يَعَرف جميع العاملين بصناعة السياحة بأن واحدة من أكبر نقاط الضعف وأكثرها تأثيرًا في صناعة السياحة ،هو أنها بنيت بالكامل حول سلعة تقديرية.
بمعني أن معظم الناس قد لا يضطرون إلى إستعمال وكيل سياحي إلا اذا تطلب منهم ذلك، والا فسيكون إختيارهم مؤخرا يتجه الي الوكيل الافتراضي التكنلوجي الموجود لديهم 24 ساعه داخل تليفونهم المحمول
و علي الجانب الآخر ..دعونا ننظر بإمعان شديد للنظرية التالية :
فإنه على الرغم من النمو الهائل في صناعة السياحة منذ الأحداث المدمرة عالمياً ،ومنذ أزمة السارس ، ومع إستمرار إنتشار فيروس كورونا حول العالم ، تشهد صناعة السياحة إنخفاضًا في الطلب علي السفر،
و مع هذا الواقع المرعب هنا يأتي السؤال والأهم:
ما هو الدور المطلوب من الوكلاء السياحيين وقت الأزمة؟!
وما الدور الذي يلعبه الترويج والتسويق السياحي في وقت تكون فيه شهية السفر منخفضة؟
في واقع الأمر، فإنه قد يتراءي للعامة أن يجادلوا هذه القضية وذلك في كلا الاتجاهين.
أولاً : فلو نظرنا الي المقاصد السياحية المنخفضة المخاطر سنجد لديها كل سبب لتكثيف أنشطتها الترويجية.
وطبعا من غير المنطقي ان يكون الترويج في بعض الأماكن بعينها ،والتي لها علاقه ببعض الجنسيات الممنوعة من السفر شريطة ان تحصل علي تحصين مكلف للغاية للسفر لبعض البلدان بعينها، لا سيما شرائح مجتمعية فقط ،هي ما يجب توجيه الترويج لها وذلك لتلافي الأنواع الاخري في مثل هذا الوقت.
علي نفس الصعيد لقد أصبح الأمر مربكاً يوماً بعد يوم، وذلك من خلال القنوات الإخبارية التي تنهج توجهاَ معينًا لبعض الناس، أو بعض الدول فنجده مخيراً أحياناً ، لو نظرنا إلي إستجابة العالم الواسعة للأزمة وخصوصا علي وسائل التواصل الاجتماعي والفيديوهات القصيرة المتداولة علي الواتس آب ، ولا نعرف من بثها ولأي غرض!!
في حين تجد أن منظمة الصحة العالمية والمجلس العالمي للسفر والسياحة قد نصحا بأن قيود السفر ليست ضرورية – وبالفعل ، كما أكدت منظمة الصحة العالمية ، أن هذا قد يأتي بنتائج عكسية.. – فقد قامت العديد من الدول بالإمتناع عن المبالغة والتمسك فقط بالأرقام بغض النظر عن ما يتناقله العامة وهذا أعتبره الأفضل إلي الآن.
ومن خلال المتابعة اليومية فنجد أن تعليقات العملاء علي مواقع التواصل تشير إلي حد كبير إلى مشاعرهم المترددة تجاه خبراتهم اليومية في شتي الاستنتاجات المسموعة والتي يشاهدوها عن مختلف المقاصد السياحية ،وعلي الجانب الآخر نجد تدافع شركات الطيران لتحفيز الحجز خلال موسم الازمه، كما أن مناطق الجذب السياحي حتى في بعض المناطق غير المتأثرة مازالت فنادقها شاغرة. بالإضافة إلى ذلك ، ومع وجود عناوين جذابة جداً حول مناطق الجذب السياحي قد يتساءل بعض العملاء عن سبب إضطرارهم إلى المخاطرة حتى ولو بمخاطر بسيطة؟
و مع وجود مقاصد سياحية أخرى تستجيب بنبرة أكثر تفاؤلاً، علي سبيل المثال فقد أجلت مثلا بعض الدول البعيده عن الوباء خططها الرامية إلى طرح حملاتها التسويقية في الوقت الحالي ، فقد كانت بعض حملاتها تهدف إلى جذب مليوني زائر إلى دولة بعينها أي ضعف ما كانت قد تحصلت عليه ،ولكنهم مازالوا يحاولون الوصول الي المزيد من التعليقات من عملائهم للاستفادة القصوى من الحملة وعودة الاستثمار.
بطبيعة الحال ، فإن الترويج خلال الأزمة لا يعتمد على ما إذا كان الموقع السياحي يُنظر إليه على أنه خطر كبير أم لا.
فقد يبدوا الترويج لمنتجعات لسويسرا علي سبيل المثال أقل إفادة إذا لم يكن تفشي المرض واسع الانتشار بالقرب منها ، لكن طبيعة هذا الفيروس تعني أن المكان الأقل خطورة قد يكون قريبًا بدرجة عالية ، مما يجعل هذا التخمين صعبًا.
إن الطلب على هذا النمط من أنماط ما قد يسمي سياحة الأزمة أو إذا صح التعبير ما قد يطلق عليه السياحة المتقلبة!! هو بالأحري ظاهرة سياحية جديدة نشهدها لأول مرة.
وبالنظر إلي أماكن معروفه جداً مثل الأهرامات ،وأماكن في بلدان أخري قد تكون شبه خالية، فقد قام العديد من العملاء بنشر سلسلة من التعليقات الإيجابية التي تصور مناطق الجذب السياحي الشهيرة في هذه المنطقة على أنها خالية وممتعة للزيارة في نفس الوقت !!!!
فيما يبدوا للمتخصصين بانه التصنيف الأول من نوعه يترجم علي إنه قد يكون تشجيع المسافرين على الزيارة على الرغم من المخاطر المتصورة.
كاتب المقال
معتز صدقى
عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة
مدير عام شركة ترافكو هوليدايز