دعونا نتفق أولاً على إهتمام الدولة ممثله فى القيادة السياسية الرئيس عبد الفتاح السيسى ،رئيس جمهورية مصر العربية، بصحة و سلامة المواطنين والسائحين معا ، فالسياحة كما هو متعارف عليه هى قاطرة التنمية فى العديد من الدول ومصدر دخل جيد للعملة الصعبة،كما أنه يرتبط بها العديد من الصناعات المغذية.
هذا وطبقاً لسرعة إنتشار فيروس كورونا فى العديد من الدول ومنها مصر وتداعيات ذلك على القطاع السياحى،أصبح لزاماً على المسؤلين التحرك السريع و بأسلوب علمى ومهنى لمحاصرة المرض و القضاء عليه أو الحد من تأثيراته السلبية إلى الحد الأدنى.
وطبقا لما هو متعارف عليه من دورة حياة السائح باى دولة وهى تبدا من لحظة هبوطه بمطار الدولة المضيفة مروراً باستخدامه لمختلف أنواع وسائل المواصلات ،ثم الإقامة بالفنادق ،وزياراته المتعددة لمختلف المناطق السياحية ، وعودته مرة أخرى للمطار و مغادرته.
وخلال تلك الدورة وارد بدرجة كبيرة التعرض للإصابة بفيروس كورونا نتيجة مخالطته للعاملين بهذة النقاط المختلفة فهو إما ناقل الفيروس او ملتقى له وفى كلتا الحالتين خسارة كبيرة.
وفى إطار ذلك سوف أركز على بعض النقاط الخاصة بالإجراءات الإحترازية التى يجب اتباعها فى الفنادق السياحية ،ونعنى بلفظ التدابير الإحترازية هى مجموعة الإجراءات التى تتخذ لمواجهة خطورة موضوع معين بهدف حماية المجتمع… والحديث عن طرق الاصابة بفيروس كورونا هو ناتج عن الرزاز المتطاير من المريض أثناء الكحة أو العطس ،وهو ما يسمى بطريقة الإصابة المباشرة ،أو نتيجة لمس الأسطح ،والأدوات الملوثة برذاذ المريض ،ومن ثم لمس الفم أو الأنف ، وهو ما يسمى بالطريقة غير المباشرة، واخيرا المخالطة المباشرة للمصابين و تنحصر أعراض الإصابة بالمرض فى إرتفاع درجة الحرارة مع الشعور بالتعب والسعال الجاف مع احتقان فى الأنف و التهاب الحلق وصعوبة التنفس.
وعادة ما يزيد من إحتمالية إنتقال العدوى بصورة سريعة هى حالة وجود إعداد كبيرة من الأفراد أو السائحين فى مكان غير متسع بالفندق ، فما هى المناطق أو الأماكن التى يتواجد بها السائحين أو تجمعات الأفراد بكثافة عالية، وفى فترات محددة ،وتفاعلهم المستمر، ..الاجابة على هذا السؤال نجدها فى المناطق التالية :
- المطاعم المختلفة أثناء تقديم الوجبات الثلاث.
- قاعات المؤتمرات و الحفلات أثناء انعقادها.
- الالعاب الجماعية فى حمامات السباحة و الشواطئ.
- منطقة اللوبى وخاصة أثناء عمليات التسكين و المغادرة.
أما بالحديث عن أكثر المناطق التى يتواجد بها العاملين بكثافة عالية بالفنادق وتفاعلهم المستمر مع بعضهم البعض، ومع أدوات عملهم فهى:
- المطبخ باقسامه المختلفة وما يحتويه من أسطح ملامسة للغذاء و قابلة لإنتقال العدوى.
- الإستيوارد وما يحويه من أسطح وأدوات مختلفة قابلة لنقل العدوى.
- الإشراف الداخلى وما يحتويه من أسطح مختلفة قابلة العدوى سواء فى الغرف الخاصة للنزلاء أو مكاتب الموظفين او جميع المناطق العامة .
واخيرا ما هى الإجراءات الاحترازية والوقائية الواجب إتخاذها :
- عدم تكدس جميع المجموعات السياحية فى مطعم واحد لتناول الوجبة بل يتم فتح جميع المطاعم لإعطاء مساحات مناسبة لتحرك النزلاء.
- تأجيل عقد المؤتمرات او الحفلات لحين اشعار اخر بزوال خطر انتقال العدوى.
- تقليص الألعاب الجماعية فى حمامات السباحة و الشواطئ إلى الحد الأدنى.
- تنظيم عمليات التسكين و المغادرة بالتنسيق مع مندوبي شركات السياحة.
- إستخدام الكحول أو الكلور لتطهير الأسطح المختلفة فى المطابخ او الإستيوارد أو المخازن والمنطقة الخلفية للفنادق و المكاتب الإدارية .
- عقد دورات توعوية للعاملين بالفنادق فيما يتعلق بالنظافة الشخصية من مداومة غسيل الأيدى بالماء و الصابون باستمرار لمدة 30 ثانية فى كل مرة أو تنظيف اليدين بمطهر كحول بحيث يغطى جميع أسطح اليدين و فركهما معا .
- تغطية الفم و الأنف
- التوسع فى إستخدام الأجهزة الكاشفة لإرتفاع درجة الحرارة.
- إنشاء مراكز مصغرة للتنبؤ بالأزمات بكل فندق مرتبط بمركز أكبر للتنبؤ بالأزمات بوزارة السياحة أو الإتحاد المصرى للغرف السياحية ،والتواصل المستمر للوقوف على تطور الأحداث والعمل على إيجاد الحلول السريعه.
- الإبلاغ عن أى حالة مصابة والتعامل الأمثل حيالها.
اللهم إحفظ مصرنا من كل مكروه وشر وسوء ،وأرفع عنا البلاء والوباء ما ظهر منه وما بطن ، إنك يا الله على كل شيئ قدير
كاتب المقال
الدكتور وائل محمود عزيز
أستاذ إدارة الفنادق كلية السياحة و الفنادق جامعة المنصورة
الأمين المساعد لشؤن السياحة و الاثار حزب مستقبل وطن بالجيزة
عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية
عضو المجلس المصرى للشئون السياحية