آثار ومصرياتمنوعات

الباحث الاثارى والمرشد السياحى “أحمد السنوسى ” يواصل كتاباته لـ” المحروسة نيوز “عن : بالإثبات فلسطين ليست أرض المعياد كما يدعى الإسرائيليين لأنفسهم  (6)

في يوم 8 مارس، 2020 | بتوقيت 1:00 صباحًا

عهد القضاة:مما يدل على ان بنى إسرائيل (بنى صهيون او الفرع الخارج من مصر) لم يقيموا اية دولة او مملكة بعد دخلوهم ارض فلسطين (منطقة الخليل) هو ما كتب في سفر القضاة نفسه بل هم من اساؤا الى انفسهم أولا وأخيرا.وكان عهد القضاة وكما كتبوا هم استمر الى أربعة قرون كاملة (عهد القضاة يمتد من القرن 13 ق.م إلى عام 1095 قبل الميلاد) وهنا نسال بنى إسرائيل الان:لماذا لم تقيموا مملكة لكم لتثبتوا للعالم بانكم حقا أصحاب هذه الأرض؟؟.

لقد كان حولكم شعوب البحر وأسسوا فيما يشبه مجتمع او دولة خاصة بهم ولم يثيروا اية مشكلة مع اهل كنعان،وحولكم أيضا اهل كنعان ومجتمعات مستقرة مع الجميع حتى مع زويكم الأصليين في ارض الخليل،فلماذا عندما دخلتم انتم  أقيمت الصراعات والحروب

وهذا السؤال يوجه اليكم فقط وليس لكل بنى إسرائيل لانكم الفرع المشتت المعلون الغير محبين لاحدا ولا حتى ألهكم ولا حتى أبناء عمومتكم من الساكنين ارض الخليل منذ القديم من الزمان ومنذ عهد يعقوب عليه السلام.

ولقد بدا عهد القضاة عندكم بعد موت (يوشع بن نون فتى موسى عليه السلام) ودخلتم ارض الخليل وكنتم 12سبطا وكان حكامكم يسمون القضاة فما معنى ذلك؟.. فانتم الفرع الصهيوني نشرتم بين أنفسكم الحروب والنزاعات،وكما تقولون في سفر القضاة بان هذا العصر كله حدثت حروب وهزائم بين بعضكم البعض وبين الكنعانيين وشعوب البحر (الفلستى) وسلب منكم عصا موسى والألواح الأصلية للتوراة وملابسه وأثار من هارون،الستم انتم من تقولون ذلك في كتبكم وفى سفر القضاة هذا؟.

ومعنى القاضي في اللغة العبرية يعنى (قاضى = شوفيت) وهى عندكم لها معنيين عام وخاص،المعنى العام هو القاضي الذى يحكم بين الناس وبهذا المعنى جعلتم موسى عليه السلام اول القضاة ثم خلفه في القضاء رؤساء العشائر وشيوخ المدينة.وكذبتم في تاريخكم الحديث والقديم وقلتم بان هؤلاء القضاة هم ملوك بنى إسرائيل،وهذه كذبة كبرى ومخادعة لصحيح التاريخ.

والدليل على ذلك بان موسى نفسه عليه السلام لم ينصب نفسه ملكا على أساس انه اول القضاة،ثم ان القضاة جاء عليهم فترة وكونوا مجلسا وعليهم استشارة الأنبياء (انبياء بنى إسرائيل) والكهنة واستمر هذا الوضع حتى الاسر البابلى.

وكذلك هناك معنى خاص لكلمة القضاة وهو يعنى (شيوخ القبائل) وكانوا من الكهنة  المحاربين الذين جمعوا بين السلطة الدينية و السلطة الدنيوية وسيطروا على أمور القبائل العبرانية بعد وفاة يوشع بن نون.وهذا كله سواء فى المعنى العام او الخاص يدل على انه لم يكن لكم مملكة اصيلة على الاطلاق.

ثم قلتم بعد ذلك أيضا وكما في سفر القضاة قيام وظهور ملوك إسرائيل تحت مسمى (عهد الملوك الأول والثانى) والذى سناتى له أيضا فيما بعد.فاين هنا مملكتكم في عهد القضاة والذى استمر 4 قرون كاملة؟.. ثم لماذا احدثتم الحروب والنزاعات والكراهية بين الناس وبين سكان المنطقة كلها وكما في تاريخكم المعلون؟..ولماذا لم تقيموا التوارة والواح موسى؟ ولماذا اضفتم الكثير الى الواح موسى وهو نفسه لم يقل ذلك؟..ولماذا كتبتم بعد ذلك التلمود المغلوط؟..ولمذا كنتم دائما تريدون مملكة كبرى لم تؤتى لاحدا من العالمين؟.

وعندما اعطاكم الله ذلك في عهد داوود وسليمان لم تحافظوا عليها بل دمرتموها وبايدكم؟.. ولماذا قتلتم الأنبياء والمرسلين حتى عندما جاءكم المخلص المسيح عليه السلام صلبتوه باشع الصور؟.. ولماذا لم تنصاعوا الى كلامه ونصائحه؟. كلها تساؤلات سياسية ودينية واجتماعية بل والاهم تدل على انكم حتى عهد داوود نفسه لم يكن لكم مملكة بالفعل.

والاثبات الأخير في هذا الامر وكما كتبتم انتم وبانفسكم ذلك في سفر القضاة بالنص الحرفى (ينتهي هذا العصر بأخر القضاة وهو النبي صموئيل الذي طلب منه بنو إسرائيل أن يختار لهم ملكاً يوحد صفوفهم ويقاتلون خلفه فبعث الله لهم الملك شاؤول وهو أول ملوك القبائل العبرانية) الم تكتبوا ذلك وبانفسكم؟.. وأين حتى ههنا كان حقكم في فلسطين كلها؟.

شعوب البحر الفلستى:

قبل مواصلة حديثنا عن بقية تاريخ بنى إسرائيل وعهد الملوك الأول،نتجه الان الى دراسة مختصرة الى احد الشعوب النازحة الى ارض فلسطين  وهم (شعوب البحر = الفلستى) ..فلقد استوطن في الجزء الساحلى الجنوبى من ارض كنعان في القرن 12 ق.م شعبا اطلق عليه (الفلستينيون او الفلستيون) ومفرده كلمة (فلستى) الاتيين من ارض فلسته.وهم أبناء شعب قديم مذكور أيضا في التوراة باسم (بلشتيم) وباللغة الاكادية باسم (بالاستو).

وهم من شعوب البحر وكان مركزهم الاصلى في جزيرة كريت وهاجروا الى ارض فلسطين وكانوا على علاقة حسنة وجيدة وتجارية مع اهل ارض كنعان ولم تحدث بينهم مشاكل او حروب على الاطلاق.

وجاء ذكرهم أيضا في الحضارة المصرية القديمة وخاصة في عهد الملكة (حتشبسوت) حيث جاء ذكرهم على احدى الجداريات عثر عليها في وادى الملكات وانهم نزحوا الى مصر أيضا في ساحل (مريوط) وقامت الملكة حتشبسوت باجلائهم عن مصر فانقسموا الى مجموعتين : الجزء الأكبر حط رحاله بفلسطين التاريخية،أما الجزء الأصغر فتوجة غربا مستقرا بمدينة (درنة) الليبية وحولها.

ومع الضعف الكنعانى على المنطقة غلب عليها اسم ارض الفلستينيين،وهم وراء تسمية المنطقة كلها فيما بعد باسم (فلستين).

ولقد قال المؤرخ الاغريقى (هيرودوت) في القرن 6 ق.م.على عموم المنطقة الجنوبية الغربية اسم (فلسطين السورية) ثم اصبح هذا الاسم رسميا وتاريخيا في الإمبراطورية الرومانية منذ القرن الثانى للميلاد،وحددت الإمبراطورية الرومانية مناطق الفلستينين في الساحل الجنوبى حتى يافا ووادى العريش حيث مدنهم الكاملة في العهد الرومانى.

وبالعودة الى جذور هذا الشعب نجده يعيش في سلام كامل مع بنى إسرائيل الساكنين في الخليل ولم يحدث بينهم اية مشاكل على الاطلاق حتى ظهور الفرع الثانى الاسرائيلى الخارج من مصر (الفرع الصهيوني) ومن هنا بدأت المتاعب بينهم وبين اسرائيل وبعض مناطق كنعان وخاصة لنزوح بنى إسرائيل الى التوسع العرضى من منطقة الخليل حتى مشارف الياء وهى القدس الان.

وبعد تدمير إسرائيل بالكامل على يد الرومان واختفائهم من التاريخ لاكثر من الفين عاما اطلق الرومان على هذه المنطقة اسم (ارض فلسطين) وكانت تحت السيادة الرومانية الكاملة،حيث كان اخر تمرد يهودى وفناء كامل عام 132 ميلاديا.

وهذا كان مخلص سريع لما يعرف باسم شعوب البحر (الفلستى) وكيفية دخولهم ارض فلسطين وموقفهم من بنى إسرائيل والحضارة الرومانية،ولكن هنا نحلل الامر وكيف حدث الصراع الفلستى الاسرائليى في جذور التاريخ؟.

 ففي حقيقة الامر ان هذا الصراع كان سببه فرع صهيون نفسه وليس الفلستى،لانه وكما هو واضح من التاريخ حدود كلا منهم في ارض كنعان،اى ان هذه الأرض في الأصل كاملا تعود الى اهل كنعان وليس الى بنى إسرائيل او الشعب الفلستى،ولكن حدث ما حدث من هجرات بشرية واصبح في هذه الأرض اهل كنعان واهل إسرائيل واهل الفلستى.

فماذا فعل بنى صهيون في الامر مع اعتراض بنى إسرائيل عى كل اعمل بنى صهيون وحتى يومنا هذا؟؟وهذا الامر سنتعرف عليه بجدية شديدة وبدون مجاملة او مواربة تاريخية،وان الخطا الاصلى والتاريخى يقع عبأه على سلالة إسرائيل من بنى صهيون وليس  من سلالة بنى يعقوب المسالمين منذ القديم في ارض الخليل.وفى هذا الامر وجبل علينا دراسة قصة إسرائيل مع قيام اول ممكلة لهم وماذا فعلوا بها واثنائها.

والى لقاء مع المقال القادم ومواصلة الحديث عن حقائق وجذور ارض فلسطين.

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى