..وهنا تاريخيا يجب التفرقة والله اعلم على كل حال وهذه من فلسفتى الخاصة في دراسة شخصية بنى إسرائيل،انه هناك فرق كبير بين فرعى بنو إسرائيل.فهناك فرع مسالم وتكلمنا عنهم من قبل وهم الذين يعيشون في ارض الخليل وما حولها،وهناك الفرع المعاند (الفرع الفرعونى) الخارج من مصر.ومن هذا الفرع المصرى سيظهر منهم زيون او (صهيون) وهواشرس فرع فى الاسباط الاثنى عشر،وهؤلاء هم أيضا سيكون منهم فيما بعض قوم الهكسوس واحتلالهم لمصر.
ولذلك اقول بكل تدقيق تاريخى بان الهكسوس هم أربعة سلالات فقط او ثلاثة من الاثنى عشر،وهم من سببوا المشاكل الجمة لانفسهم وللتاريخ وحتى يومنا هذا.وهذه الاسباط تكلمنا عنها بالتفصيل الكامل في بحثنا الكبير (الهكسوس في مصر القديمة جذور وتاريخ) وبرجاء متابعة هذا البحث على صفحة حراس الحضارة.
– وبعد مرور فترة الاربعون عاما في التيه امرهم الله بدخول الأرض التي وعدهم بها بعد ذلك العقاب الربانى لانه هو الغفور الرحيم ،وهنا وعد الله لهم بالدخول ليعيشوا بسلام مع ذويهم في ارض كنعان فهل عاشوا في سلام؟؟ثم ان كلمة ارض الميعاد التي الفوا عليها القصص والاقاويل نكذبهم فيها أيضا لأننا هنا نفصل كل شيء بتدقيق،وان الوعد بعد التيه اذا اطاعوه وعملوا على عبادته الحقة والعمل الصالح،فسوف يسمح لهم بالدخول والعيش فيها مع ذويهم وليس دخول احتلال وحروب وسفك دماء.فارض الميعاد فهمها العالم خطا عن طريق تاريخ إسرائيل المغلوط.
** ارض الميعاد: ان مشكلة ارض الميعاد والتى فهمها العالم كله خطا،هي فعلا وعد الله لبنى إسرائيل ليدخلوا هذه الأرض ويعيشوا في منطقة الخليل بكل اريحية وتتجمع الاسرة كلها كما يرغبون،ولكن بشروط منها السلام والعمل الصالح وعدم سفك الدماء وان يطيعوا انبيائهم ورسلهم،ولكنهم للأسف الشديد لم يفعلوا اى شيء من ذلك على الاطلاق،بل لم يحافظوا حتى على عهد الله وميثاقه واشعلوا الفتن والحروب بين بعضهم البعض.
– فالمشكلة الأساسية في بنى إسرائيل هم تلك السلالات الأربعة او الثلاثة الذين كانوا في اضطهاد شديد في مصر،واكرمهم الله بالخروج الامن من مصر وتدمير فرعون وقومه،ولكنهم بالرغم من كل ذلك لم يشكروا الله او حتى يحمدوه،مع ان الله نفسه اخبرهم لان شكرتم لازيدنكم.ومن ناحية أخرى ماذا فعلت هذه السلالات والتي نجمعها تحت فصيل واحد وهم (أبناء صهيون) لماذا عملوا التفرقة أصلا بين بعضهم البعض،وهذا لم ينكره أيضا كاتب التوراة في حديثه عن حقبات بنى إسرائيل.
فعندما دخلوا هذه الأرض لم يتجمعوا على كلمة واحدة (تحسبونهم واحد ما هم بواحد) والسبب في ذلك ابناء صهيون،وهنا حدثت التفرقة لأول مرة بين ابناء إسرائيل وأبناء صهيون وبانفسهم وليس بيد أحدا اخر.ولعل السبب في ذلك تلك العقدة التي اصابتهم من العبودية في مصر وما لاقوه من عذاب وقسوة في مصر،فاصبح في دمائهم الرغبة الدائمة في الانتقام،ولم يتعلموا ابدا من ربهم بانه ذو الرحمة وانه هو الغفور الرحيم،بل عاندوا الرب نفسه فكانوا من الملعونين مثل ابليس تماما المسيطر على أفكارهم الشيطانية،فاهداهم سؤ السبيل والعاقبة وليس سبيل الإصلاح والهدى كما في ذويهم من ابناء يعقوب الساكنين في ارض الخليل.
– وعندما دخلوا ارض الخليل كانوا يرغبون في بناء مملكة كبرى يتحدوا بها العالم وينتقموا من مصر وما فعلته مصر بهم من قبل.ولم يتمسكوا بعهد موسى او الواح موسى نفسه (الوصايا العشرة) بل نقدوها وفعلوا عكسها تماما.وهذا ما اغضب منهم فرعهم الاخر الساكن أصلا في منطقة الخليل،وهذا الاختلاف نجده حتى اليوم في المجتمع الاسرائيلى نفسه ومنهم ضد الصهيونة نفسها بالرغم من انهم يهود مثلهم ونجدهم بكثرة في مناطق حيفا وعكا وغيرها من مدن فلسطين،وهم اليهود المتمسكين فقط بتوراة موسى ولا شيء غير توراة موسى ودائما ينددون في كل المحافل بالصهوينة وخطر الصهيونية حتى على إسرائيل نفسها.
– وعندما استقروا في ارض الخليل وجدوا آنذاك شعبا اخر وهو احد شعوب البحر وله صلة ما بالمنطقة ويستقر بها وخاصة بعد ضعف السيادة الكنعانية،واتجاه الكنعانيين الى مناطق في البحر المتوسط وحدوث العلاقة الكبرى بين كنعان وشعوب البحر.
وهذا الشعب النازح الجديد كان يسمى شعب (فلستى) واستقروا في مناطق الساحل وكما في الخريطة الموضحة لذلك ههنا.اما فرع الخليل العائش في سلام فلم يثيروا اية متاعب على الاطلاق وهم شعب امن ولا يريد اية متاعب انما ارض الله واسعة لمن يريد ان يستقر بها.ولكن الفرع الصهيوني لم يعجبه ذلك،وهو الذى يخطط بالسيطرة على الأرض كلها بل العالم كله كنزعة صهيونية متمردة على كل شيء.
ولما لا وهم المتمردون أصلا على خالقهم الا يتمردوا على خلق الله؟؟ ومن هنا اثار هذا الفرع الملعون كل المشاكل قديما وحديثا
ولن نتلكم هنا عن فلسفات التاريخ ولا الرؤية الخاصة بالموضوع بل سوف نتكلم من واقع كتبهم هم وما عرف به من مسميات مثل عهد القضاة وعهد الملوك الأول والثانى حتى قيام اول ممكلة لهم في التاريخ وهى مملكة داوود وسليمان واتاهم الله ما لم يؤته أحدا من العالمين،فهل حافظوا على كل ذلك؟؟ ونبدأ القصة من جديد وبداية عهد القضاة
ولاى لقاء مع لامقال القادم والحديث عن عهد القضاة لانهم فسروا هذا العهد أيضا بطريقة خاطئة للعالم
كتب المقال
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى.