على بعد 800 كيلو من القاهرة وتحديداً بمدينة إدفو الأثرية يقف الهرم المدرج الذى تم إكتشافه بواسطة خبراء من المعهد الشرقى لجامعة شيكاغو الأمريكية وهو جزء من الأهرامات السبعة المعروفة باسم “الإقليمية” والتى بنيت فى مصر الوسطى والجنوبية بين عامى 2635و2590 ق.م بأمر من الفرعون سنفرو أو حونى ومن المحتمل أن يكون أقدم من هرم خوفو الأكبر ببضعة عقود من الزمان ولكن تم هجره ليبدأ العمل فى هرم الجيزة الاكبر.
تم العثور على هذا الهرم مدفوناً تحت طبقة سميكة من الرمال والقمامة وجزء من أنقاضه، ولكن الحفريات الدقيقة نجحت أخيرا فى اكتشاف هذا الهرم المدرج الذى شيد منذ 4600 سنة من كتل من الحجر الرملى والصلصال، ومن المفترض أن يكون ارتفاعه الأصلى 13م، ولكن بسبب عمليات النهب المتكررة والتعرض للعوامل الجوية انخفض الارتفاع ليصل إلى 5 أمتار.
هذا الهرم ليس به غرفة جنائزية مثل الأهرامات الإقليمية الأخرى، ومن ثم فهو لم يستخدم للدفن، ولا يزال حتى الآن لم يعرف المغزى من إنشاء هذا الهرم والأهرامات الستة الأخرى، فهناك من يعتقد انه من الآثار الرمزية التى أقيمت للاحتفال بالعبادة الملكية وبسلطة الفراعنة على أقاليم مصر الجنوبية، بجانب الهرم تم العثور على المكان الذى كان مخصصاً لتقديم القرابين.
على الواجهة الخارجية للهرم تم العثور على كتابات فى شكل الهيروغليفية، وعلى الرغم من أن جزءاً من هذه الكتابات تشير إلى أنه دفن فى هذا المكان نساء وأطفال إلا أن علماء الآثار ينظرون إلى هذه الكتابات على إنها كتبت فى وقت لاحق من وقت استخدام الهرم.
هذا الهرم تم هجره بعد 50 سنة من البدء فى إنشائه فى عهد الملك خوفو 2590-2536ق.م، ربما شعر الفرعون بخطورة الوضع السياسى فى جنوب مصر كما انه أختار أماكن تركيز الموارد والرجال ليبدأ فى بناء أعجوبة العالم القديم بالجيزة.
وحتى الأن لم يتم الإهتمام بهذا الأثر بالشكل المناسب ويعانى من إهمال وجحود من المسئولين عن الأثار المصرية وخاصة قطاع الأثار المصرية القديمة .. ولم يتم حتى الأن إدراجه ضمن المناطق الأثرية السياحية التى يعلنها المجلس الأعلى للأثار