أخبارمنوعات

الباحث الآثارى والمرشد السياحى احمد السنوسى يواصل كتاباته لـ ” المحروسة نيوز ” عن : بالإثبات فلسطين ليست أرض المعياد كما يدعى الإسرائيليين لأنفسهم (3)

في يوم 16 فبراير، 2020 | بتوقيت 4:00 مساءً

قبل ان نسترسل فى تاريخ الأرض وتاريخ شعب إسرائيل لابد هنا ان يكون لنا وقفة مع الحفريات التي أجريت وأثبتت قدمها الناريخى

حيث عثر على عملة معدنية تسمى (الشيكل) وهذه العملة تعود الى الالاف من السنين والتى تؤكد بدون ادنى شك بانها كانت عملة ارض كنعان،وكانت عملة متداولة للتبادل التجارى بين الكنعانيين ومناطق الجوار الذين يتعاملوا معهم آنذاك.

وهذا كله موجود عندكم في المخازن السرية في (متحف القدس) فاظهروها للعالم وهناك صور لهذه العملات بل ونصا كنعانى يقول (ثقل الشيكل يقدر ب 32 حبة شعير) وهذا قبل ان يصبح عملة معدنية فيما بعد.الا يكفى هذا لاثبات كذبكم وخداعكم وسرقتكم حتى لاسم العملة لكى تثبتوا باية طريقة وجودكم في فلسطين.حتى تسمية الشيكل سرقتموه من الكنعانيين وهو ليس تسمية يهودية على الاطلاق فلا تضحكوا على عقول العالم الغير دارس للتاريخ وحضارات العالم.

ولقد كتبت مقالا كاملا في صورة بحثية ونشرت على الكثير من المواقع وعلى النت بل ترجمها احد الأصدقاء المقربين الى العبرية ولم اجد ردا على هذه المقالة حتى الان.وخاصة انى رديت على المندوب الاسرائيلى في الأمم المتحدة (دانى دانون) بخصوص ما قاله حول هذه العملة المكتشفة،وقلت له برجاء لا تفسد وعي العالم والتاريخ بالمعلومات الزائفة.فلقد كانت كل كلماته التي يلقيها للعالم عن هذه العملة زائفة وكاذبة.

فلو بحثنا في التاريخ اليهودى كله ولو حتى في اعظم مملكة لهم على الاطلاق وهى مملكة داوود وسليمان عليهما السلام،فلم نسمع قط عن عملة لهم،كما أننا لم نسمع في التاريخ اليهودي وحتى المؤرخين اليهود انفسهم عن عملتهم القديمة ولا حتى عن هذه العملة التي تحدث عنها ذلك المندوب الاسرائيلى في الأمم المتحدة،وكيف تكون لهم عملة وهم ليس لهم بلد اصلا؟؟ حتى في عهد مملكة سليمان والتي تعود الى القرن 13 او 14 قبل الملايد فلم نسمع لهم عن اية عملة على الاطلاق.

ويعنى ذلك بان عملة الشيكل الكنعانية الأصل كانت موجودة في التاريخ وفى ارض فلسطين قبل دخول بنى اسرائيل انفسهم هذه الأرض على الأقل بالف عام ويزيد،وان الشيكل في الأصل والمسمى ليس له اية علاقة بإسرائيل او حتى كانت عملة إسرائيل منذ القدم من الزمان.

ففي حقيقة الامر فان اول عملة تعرفها إسرائيل كلها في تاريخها كله كانت في عام 1948 مع اول رئيس للحكومة بعد احتلال فلسطين

اما قبل ذلك فكله تهريج حضارى ولا صحة تاريخية له على الاطلاق.وكان اول اسم لهذه العملة هو (الليرة) ثم بدلتها الى اسم (الديم)

وأخيرا اصبح الشيكل العملة الرسمية لهم منذ عام 1985 وحتى الان،فما هو تاريخكم المزيف عن العملات الخاصة بكم بعد ان فضحناكم امام العالم كله الان.

ويذكر في التاريخ الرومانى الذى يرجع الى عام 67 بعد الميلاد اى قبل تدميركم الكامل بثلاثة سنوات،وكنتم آنذاك تحت الاحتلال الشديد الرومانى كان يوجد عملة متداولة تسمى (كيلى) وكانت مستخدمة بين ممالك اليهود (يهودا والسامرة) وهذه العملة أيضا ارجعها الكثير من العلماء بانها لا تعنى العملة الخاصة بإسرائيل،ويمكن من عمل الرومان او احدى العملات القديمة التي تعود الى الأصل الكنعانى.

ونحمد الله بان هناك صحفى اسرائيلى من جنسكم قد فضحكم امام العالم بمقالة هزت إسرائيل كلها واكد كذب نتنياهو الكامل وكذلك مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة حيث قال هذا الصحفى (ان هذه العملة عمرها فقط 20 عاما صنعت عن طريق تاجر بالاتفاق مع الحكومة لاعطائها كهدايا للتلاميذ المتفوقين في المدارس،فلقد صنعت كتذكار لبرنامج تعليمى وقد اخذها الكثير من التلاميذ والطلاب)

هذه المقالة قد رجت وهزت المجتمع الاسرائيلى كاملا وخاصة رئيس الوزراء نتنياهو وأصبحت الدولة في حيرة شديدة بين الحقيقة والكذب،بين الخيال والواقع،ونحن نحمد الله على كشف كذبهم وبايديهم لان هذ الصحفى اسرائيلى مثلهم،ونحمد الله انه ليس من الأصل العربى حتى لا يقولوا شيئا اخر.

وهذا يوضح للناس الكذب الاسرائيلى والادعاء التاريخى الكاذب،وان إسرائيل نفسها وبكل صراحة تاريخية كاملة اخذت من الحضارة الكنعانية شيئين هاميين جدا،أولهما كلمة (أيل) وهو اله الكنعانيين ثم بعد ذلك لما تمكنت من الارض إضافة له كلمة (اسرا) فاصبحت هكذا (إسرائيل = الطريق الى الله) وكذلك سرقت اسم العملة الكنعانية وهى (الشيكل) والتي  اثبت الكل من العلماء قديما وحديثا بانها كنت عملة الكنعانيين منذ القديم.

بل ان إسرائيل بتكذب أيضا على العالم بانها الشعب الوحيد العابد للاله الواحد،وهذا ايضا كذبا وافتراء تاريخيا لانه عندنا في مصر وثائق كثيرة عن اليهود ومنها (برديات الفنتين) والتي تؤكد بان اليهود يعبدون الها واحدا ولكن لا يشترط بان يكون واحد.وفى احد هذه البرديات أثبت كاتبها وهو يهودى الأصل يعيش في الفنتين بان التوراة وعقيدة التوحيد لم تنشآ في الثقافة اليهودية قبل عام 400 قبل الميلاد،مما يعني أن التوراة قد تكون قد كتبت في الفترة الهلنستية في القرنين الثالث أو الرابع قبل الميلاد.ويمثل هذا الاقتراح تعديلاً جذرياً على النظريات الشائعة في أصول التوراة،ولم يقتنع معظم العلماء بذلك حتى الآن.

بل هناك يهود في حاجة الى عبادة الهة أخرى للحماية بجانب الاله الواحد ولقد ذكر في هذه البرديات أيضا ومنهم مثلا (اشوبيثال) ألهة الخصوبة والحرب في كنعان،ولذلك تعددت الهياكل في فيلة دلالة على ان اليهود رفضوا مبدا الهيكل الواحد المركزى في اورشليم.

فما دخل اليهود أصلا بالهة ارض كنعان،الم يكونوا اصحاب هذه الأرض اعدائهم وكما ادعوا قديما وحديثا،وهذا سؤال محير في الامر وفى حقيقة ودراسة إسرائيل.

بل اثبت علماء كثر بان مجتمع فيلة من اليهود كان مجتمع وثنى بل لايهتم في الأصل بهيكل القدس،وقد تحدث بعض العلماء على ان

يهود فيلة هم في الأصل من السامريين،إذ أن أوصاف السامريين الواردة في الأسفار المقدسة تتفق مع العناصر الوثنية لمجتمع

فيلة،ففي كلا المجتمعين ومع أنهم يخشون (يهوه) إلاَّ أنهم لا يجدون غضاضة في عبادة آلهة أخرى وانهم كانوا يتكلمون الارامية نتيجة لسبيهم في بابل من قبل وانهم كانوا يتحدثون الارامية وليست العبرية،ولذلك كتبت برديات الفنتين في معظمها الكثير باللغة الارامية.

فلا تدعى  يا أسرائيل بانكى في تاريخك كله كنتم الشعب الواحد على الأرض الذى يعبد الاله الواحد،فمواثيق التاريخ لا تكذب وبايديكم انتم وليس بايدى اخرين،ثم يا إسرائيل ما هو الفارق بين (يهوا وبين  ائيل) ام لا فرق على الاطلاق.على العموم فالبحث في العقيدة ليست أساس هذه المقالات بل الأساس هو شيء واحد فقط وهو اثبات خطأك وكذبك للعالم بفكرة ارض الميعاد او بان لكى حقا كاملا في ارض فلسطين،فهذا كله من اخطا التاريخ وكلها سنين قليلة ونرتاح جميعا من هذا التاريخ الأسود الكذاب وانا لمنتظرون.

والى لقاء مع المقال القادم ومواصلة الحديث عن حقائق وجذور ارض فلسطين.

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى