المنطقة الحرةشئون مصرية ومحليات

محمد محمود أحمد يكتب لـ”المحروسه نيوز” عن :الدولة المصرية بين العراقة والقبلية

في يوم 14 فبراير، 2020 | بتوقيت 8:23 مساءً

مصر دولة ضاربة في القدم  وتكونت بمظهرها الحالي  منذ آلاف السنين وتشكلت ملامحها الحديثه وبات يعرف شكلها القانوني المكون من حاكم وولاة للاقاليم وشعب متعدد المهارات وحياة اقتصادية قائمة على الركائز الرئيسية .. الصناعة والزراعة والتجارة ،فضلا عن مؤسسة الجيش ورجال الدين .

وكما اهتمت الدولة المصرية القديمة بالأحياء.. اهتمت أيضا بالمقابر.. حيث بات مع معروفا ان عدم امتلاكك مقبرة يضعك في خانة الزائر غير المقيم.

هذه هي الدوله في صورتها الأولى النقية ، أما القبائل فهم على النقيض من فكرة الدولة المستقرة. حيث السعي الدائم وراء مناطق الرعي وحيث تهطل الأمطار .. حالة من السعي المستعر وراء مصادر الرزق او قل اسباب البقاء. حالة كانت الغلظة والمخاشنة هي لغتها الأساس. وظلت القبائل مرتبطة باسمائها.. مغولي. تتاري. سكسوني. بربري . أما المصريون فكان الانتماء الأول للأرض وللمكان.

المحسوبين على القبائل لايعترفون بحدود الوطن ولابقدسية ترابه  استعماريون بطبعهم…همج. يستبيحون خيرات غيرهم .. لصوص بالسليقة.. ينهبون كل ماتقع عليه أعينهم من ثروات وتراث وأثار. لافرق هنا بين قبيلة صغيرة العدد او بين قبيلة كبيرة يطلق عليها زورا لفظ دولة.

اما مصر فهي الحالة الفريدة في هذا الكون المترامي الأطراف ، رغم كثرة الغزاة وتعاقبهم وتعدد لغاتهم وثقافتهم ،  الا انهم كما جاءوا رحلوا.

 ظل المصريون يملكون لغتهم ،وظلت مصر قادرة على الجذب ، حتى الأنبياء  كانت هي الملاذ لهم. منذ إدريس ويوسف الأمين على خزائنها وموسى كليم الله وعيسى عليه السلام ،ثم نبينا محمد حفيد سيدنا اسماعيل وجدته هاجر الأميرة المصرية التي شرفت بالزواج من سيدنا إبراهيم.

هذه هي مصر الدولة التي ظلت طوال عمرها قادرة على استيعاب كل البشر والمهاجرين والمطاردين وكانت هي المأوى والملاذ بلا منه او فضل ،بل بمنتهى القدرة على الاستيعاب والحب.

عندما يسأل البعض ،  لماذا نكتب هذه الكلمات الآن ؟!.. فقط لكي نذكر الجميع أن من راهنوا على سقوط الدولة المصرية في يد قلة او جماعة غير وطنية قد خسروا رهانهم ، وان من يراهنون الآن على زعزعة استقرارها بفعل تصرفات إرهابية لبعض المرتزقة سوف يخسرون رهانهم المشئوم.

وسوف تظل مصر رغم كل الملاحظات المشروعة ،  امل كل المصريين في الحياة الكريمة ..حياة تحقق المنشود من العيش والحرية.

   

مقالات ذات صلة