قبل الإنترنت عندما أراد الناس قضاء أجازاتهم ، كان لزاماً عليهم إستخدام وكيل سياحي للسفر. يحجز لهم رحلات الطيران والإقامة داخل أو خارج الوطن.
كانت شركة السياحة هي الوسيط بين العميل والفندق أو العميل وشركه الطيران، وبالفعل كنا نحن كشركات سياحية نقدم قيمة إقتصادية تنافسية (حقيقية) للعميل، ولم يتمكن المسافر في وقتها من العثور على ما يريده في معظم الأوقات لأنه لم يكن يستطيع الوصول إلى مورد الحجز أو مصدره الأصلي، والذي قام الوكيل السياحي بالحجز من خلاله ، لكون المصادر لم تسمح وقتها إلا للوكلاء بالتعامل معها في هذا الوقت.
مع مرور السنوات ، ونظراً لأن مواقع الحجز عبر الإنترنت أصبحت الأكثر شيوعاً ، تراجعت بالتبعية أهمية وكلاء السفر، ودعونا نتذكر أحداث الثورة وما تبعها من حالة فى صعوبة التنقل لأي وكيل سياحي عندها، وللعديد من السنوات تنامي الحرص علي إختصار دور وكيل السفر وأصبح المسافر يخطط لرحلاته هو وعائلته وجيرانه وزملائه في العمل مباشرة مع شركات الطيران والفنادق ( لتوفيرسعرمنافس)، حتي ملاك المنازل والفيلات والشاليهات حول العالم أصبحوا منافسين لا يستهان بهم لكثير من المنتجعات الساحلية في المناطق الشاطئية، ولقد اصبح توجه يجتذب العائلات علي وجه الخصوص عن طريق Airbnb
دعونا ننظر لهذا الكيان الذكي المسمي ” باير بي ان بي” الوسيط التكنلوجي الذي يقوم بتسويق منزلك للآخرين دون أي تعب !!.. والذي استعانت به الحكومة اليابانية لسد العجز في العدد المتاح من الغرف الفندقية أثناء الاولمبيات في طوكيو هذا العام،.. وعلي الجانب الآخر فقد تم إستحداث إدارات متخصصة في شركات الطيران تعمل دوماً علي إبتكار طرق تكنلوجية سهلة للوصول للعميل في بيته لتقديم أسعار منافسة في حالة لم يجد الوقت الكافي وسط تسارع أسلوب ونمط الحياة اليومي – ناهيك عن تنامي مدونات السفر Travel blogs & trip advisor التي تخبرنا بما يجب رؤيته والقيام به – بحيث يصبح من غير المنطقي بالنسبة للمستهلك العادي أن يذهب إلى وكيل السفر بعد الآن.
لقد أصبحت الهواتف المحمولة حقل خصب لكل ال Mobile Application التي بدورها تقلل الوقت الذي يستغرقه العميل للتخطيط لرحلة من ساعات إلى دقائق محدوده، بالإضافة إلى وجود الشفافية الكاملة التي تعطي الثقة للمستخدم حيث إنه يمكنه التنقل من مستوي حجز الي الاخر بضغطه من موبايله وهو في منزله.
لقد تحركت عجله التحول الرقمي بكامل سرعتها ولن يمكنها التوقف . ولن يتراجع عن إستخدامه الجميع في شتي المجالات سواءً كانوا أفراد أوحكومات وأصبح الأونلاين بمثابة تهديد واضح لكل صناعة عقيمة تقليدية تصر علي الإحتفاظ بطرقها البالية التي لا معنى لها منذ ظهور Expedia B2C
وعلى الرغم من أنه قد تم توقف الكثير من شركات السياحة التقليدية منذ ظهور “Expedia” ، فإنها بدورها تصارع من أجل البقاء ولا تزال نسعي طلباً للعون والدخول مع شركاء متطورين من أجل التطوير من أنفسهم، مع الوضع في الإعتبار أن العاملين المهره في شركة السياحة ما زالوا يقدمون حلول لأنواع معينة من السفر لم تستطع مواقع السفر تقديمها، لخبراتهم وعلاقاتهم الطويلة – ناهيك عن توفير الوقت لمجموعات البرامج الخاصه ، ومهارات حل المشكلات أثناء السفر الجماعى.
وجدير بالذكر فإنه يكون وجود الوسيط السياحي مهم فقط إذا كانت الرحلة معقدة، أو ً شهر عسل غير معتاد، أو السفر مع مجموعة كبيرة خاصة بجهات دولية تتطلب مواصفات خاصة، فهؤلاء هم الوحيدين التي مازالت لديهم فرص متعدده للبقاء فتره قد لا تتطول.
فهل شركات السياحه إلي زوال؟ كل يوم سنري الجديد وللحديث بقيه فانتظرونا.