ربما كان ظاهر صفقة القرن التي أعلنت أمريكا عنها مؤخراً هو إنها خطة أمريكية مقترحة للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، من أجل إنهاء الصراع الأزلي بينهما وإقامة دولتين متجاورتين ، بينما الباطن أو الأهداف الخفية غير المعلن لصفقة القرن تصب جميعها في خدمة مصالح إسرائيل وأمريكا في المنطقة ومن أبرزها توظيف ” صفقة القرن” من قبل ترامب ونتنياهو من أجل مصالحهم الشخصية في الإنتخابات الرئاسية والحكومية المقبلة !
وأظن – وليس كل الظن إثماً- أن ما تسمي بصفقة القرن ستكون في حالة الإتفاق عليها – وهذا بعيد نسبياً الآن – ، فإنها ستكون في مزبلة التاريخ وفي سلة المهملات علي حد وصف عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و،الذي أكد أن الشعب الفلسطيني يناضل منذ عامين ونصف لرفض هذه الصفقة المشبوه، وأن أمريكا ستفشل بالتأكيد في فلسطين مثلما فشلت من قبل في فيتنام !
علي الرغم من تأكيدات ترامب بأن الصفقة تقدم حلاً واقعياً لحل الدولتين وإنها ستحقق للفلسطينيين حلم إقامة دولة مستقلة وسيتضاعف مساحة الارض التي يحكمها الفلسطينييون !
واقترح في الصفقة تجميد بناء المستوطنات الاسرائيلية لمدة أربع سنوات !
ومن ملامح صفقة القرن المزعم طرحها من قبل أمريكا علي طرفي الصراع فلسطين واسرائيل، إقامة دولة فلسطينيه عاصمتها القدس الشرقية ” أبو ديس” وهو ما رفضه ابو مازن والذي قال بان القدس ليست للبيع ! وكذلك من ملامح الصفقة اعطاء الفلسطينيين اراضي في النقب بديلة لأراضي الضفة المقام عليها مستوطنات وخلق مليون فرصة عمل للفلسطينيين وتعزيز البنية التحتية لهم وحزمة مساعدات اقتصادية لهم مقابل سيطرة اسرائيل علي حدود الدولة الفلسطينية وان تكون الاخيرة منزوعة السلاح لاسيما سلاح حماس وفصائل في غزة وان القدس موحدة عاصمة لاسرائيل!! مع الاعتراف الفلسطيني بيهودية دولة اسرائيل وتلبية المطالب الامنية الاسرائيلية كاملة !!
بالاعتراف بالمستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية ضمن السيادة الاسرائيلية وان المسجد الأقصى والاماكن الاسلامية بالقدس تخضع لإشراف والتنسيق الاردني الاسرائيلي!
اعتقد أن الشعب الفلسطيني لابد أن يرفض مثل هذه الخطة المسماه بصفقة القرن والتي هي بالتأكيد في صالح إسرائيل وامريكا وضد مصالح الشعب الفلسطيني ودماء الشهداء التي خضبت كل شبر من الأراضي المحتلة وقتل واستشهد من اجل وطنه فلسطين وأرضه !
فلابد لاي اتفاق أن لا ينقص من حقوقنا المشروعة في ارضنا ومقدساتنا الاسلامية باي حال من الأحوال!
ولابد للشعب الفلسطيني البطل الشجاع الا يتوقف عن المقاومة ولا ينساق الي طازلة المفاوضات والموافقة علي صفقة القرن المزعومة لانها اذا طبقت سوف تحول المنطقة كلها لبركة نيران وصراعات وفوضي لا تنتهي لاسيما أن هناك دولا اوربية رافضة لها و سوف تضيع دماء الشهداء عبر سنوات وعقود هباءا منثورا !