ربما كان الدور الحقيقي للاحزاب السياسية في بلادنا لا يزال غائبا وغير واضح علي الإطلاق في الشارع السياسي المصري لاسيما بعدما وصل عدد الاحزاب الي 112 حزب سياسي وفقا لاخر الاحصاءات عام 2018 !
ولا يختلف احد علي أن الحياة السياسية في بلادنا تعيش حالة من المرض الشديد وتحتاج الي تدخل جراحي سريع لانقاذها وان كانت مؤخرا بدأت بعض الاحزاب تنشط في الشارع المصري بتقديم انشطة فكرية وثقافية وتوعوية وخدمية صادقة مثل حزب الحرية المصري الذي اثبت خلال فترة وجيزة بانه حزب سياسي بالمعني الحقيقي من خلال الأنشطة الثقافية والخدمية في المناطق المختلفة لاسيما القاهرة ومن خلال قياداته التي تؤمن باهمية للعمل السياسي والمشاركة المجتمعية في كافة المحافل السياسية مثل انتخابات المجالس المحلية والنيابية وغيرها .
وهو حزب مختلف يتميز بافكاره واراءه السياسية التي يتطلع اليها فئات عديدة من المجتمع وتجذبهم المشاركة فعلية في العمل السياسي وقضايا المجتمع بشكل فعال وواقعي !
وربما الدور الحقيقي المنتظر من قبل الاحزاب السياسية هو جذب المواطنين للمشاركة السياسية الواعية التي تتطلب أن يكون المواطنين حراسا علي وطنهم ومقدراتهم ومستقبلهم ومدركين بواجباتهم وحقوقهم وتدعيم قائدهم وقياداتهم في الدولة من اجل تحقيق الاستقرار والتنمية لمجتمعاتهم !
بالاضافة الي تكوين اجيال وكوادر سياسية تكون قادرة علي قيادة سفينة المجتمع في المستقبل واثراء الحياة برجال دولة لديهم ممارسات سياسية والقادة في مختلف المجالات ومواقع المسؤلية ومن أجل خلق حكومة فعالة ناجحة ذات حس سياسي تستطيع أن تقود البلاد الي بر الامان بعدما اثبتت التجارب المختلفة فشل الحكومات غير السياسية في تلبية متطلبات الجماهير في المجتمع!
الأحزاب تقوم بدور فعال في تنمية المجتمع فكريا وثقافيا ومعرفيا وحقوقيا وصحيا وجذب الناس الي التعاون والمشاركة المجتمعية نحو تقدم الدولة ودفعها الي الامام ، ودون أن تحيد عن مسارها الصحيح الذي تسير عليه في العمل السياسي والتدريب علي العمل الجماعي السياسي الذي اختفي خلال السنوات الاخيرة بشكل كبير.
ولكن هناك بعض الاحزاب انحرفت عن هذا المسار بشكل متعمد لجذب اعضاء جدد اليها من خلال اغراء البعض منهم بالمساعدات المادية المباشرة تارة ومن خلال المساعدات العينية كالبطاطين والملابس المستعملة تارة اخري مستغلة في هذا حاجة هؤلاء الي المال و انتماء معظم الناس الي الشرائح الاجتماعية الفقيرة التي هي في حاجة الي للمساعدات الفعلية.
وبذلك تقمصت بعض هذه الاحزاب دور ليس دورها علي الإطلاق وهو دور الجمعيات الأهلية والاجتماعية والتي يصل عددها الي ما يزيد عن 30 الف جمعية خيرية تحصل علي مساعدات من الداخل والخارج من اجل مساعدة الفقراء وهذا لا يليق بحزب سياسي يعمل علي جذب المواطنين للعمل السياسي في المقام الاول !
ولم تكتف احزاب البطاطين بهذا ولكنها اعلنت عن قيامها بتوزيع المساعدات او البطاطين في حفل مهيب الركن وعبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بشكل اثار استياء الكثير من المواطنين..!
واذا كان البعض في حاجة الي بطاطين فعلا من قبل احد الاحزاب السياسيه الموجودة الا انهم لا يوافقون علي هذا العبث واهانتهم عبر وسائل الإعلام !
دور الأحزاب في المجتمع ضروري لانه لا يمكن أن تتحدث عن مجتمع صحي متقدم وديمقراطي دون أن تتحدث عن فعالية الاحزاب ومشاركة المواطنين في تقرير مصيرهم !