أخبارسياحة وسفرمنوعات

الدكتور سعيد البطوطى يكتب لـ “المحروسة نيوز”عن حركة الســـياحة الدولية خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2019

في يوم 25 ديسمبر، 2019 | بتوقيت 5:48 مساءً

تشير البيانات المتعلقة بحركة السياحة الدولية خلال التسعة شهور الأولى من العام ا لحالي 2019 (يناير حتى سبتمبر)  إلى أن عدد السائحين على مستوى العالم كان في تلك الفترة 1,1 مليار سائح (1100 مليون سائح) بزيادة قدرها 43 مليون سائح بنسبة نمو 4% عن نفس الفترة من العام الماضي، وتلك النسبة تفوق النسبة الكلية للنمو في الاقتصاد العالمي، مما يدل على إمكانات صناعة السياحة الهائلة في توفير فرص التنمية في جميع أنحاء العالم وكذلك دورها الهام بالنسبة لتحديات الاستدامة.

السياحة لا زالت ثالث أكبر صناعة على مستوى العالمر

هذا النمو بالرغم من التأثير السلبي للتباطؤ الاقتصادي العالمي والتوترات الجيوسياسية وعدم اليقين المطول حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على السياحة الدولية، والتي شهدت وتيرة نمو أكثر اعتدالًا خلال موسم الذروة الصيفي في نصف الكرة الشمالي (يوليو-سبتمبر).

صناعة السياحة لا زالت ثالث أكبر صناعة وفئة تصديرية على مستوى العالم بعد الوقود Oil Production والمواد الكيميائية، حيث حققت السياحة الدولية عائدات وصلت إلى 1,7 تريليون دولار أمريكي عام 2018، في حين أن صناعة الوقود حققت 2,4 تريليون دولار أمريكي، والمواد الكيميائية حققت 2,2 تريليون دولار أمريكي.

تمثل السياحة الدولية 29% من صادرات الخدمات و 7% من إجمالي الصادرات على مستوى العالم.

وفي بعض المناطق، تتجاوز هذه النسب المتوسط العالمي كما هو الحال في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا حيث تمثل السياحة أكثر من 50% من صادرات الخدمات وحوالي 9% من إجمالي الصادرات بتلك المنطقتين، وهذا يسلط الضوء على أهمية إدماج منظور وتعميم السياحة في سياسات التصدير الوطنية لتوسيع مصادر الإيرادات وتقليل العجز التجاري وضمان التنمية المستدامة على المدى الطويل.

أستراليا واليابان تحققان أعلى معدلات النمو 

الوجهات السياحة التي حققت أعلى نمو خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2019 كانت على التوالي؛ أستراليا بنسبة نمو +9%، تليها اليابان بنسبة نمو +8%، ثم إيطاليا بنسبة نمو +7%.

في حين أن الحركة السياحية في الصين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية سجلت تراجعاً ملحوظاً.

وعلى مستوى المناطق، كانت منطقة الشرق الأوسط الأعلى في نسبة النمو خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2019 حيث سجلت نسبة +9%، تليها منطقتي آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا بنسب متساوية +5%، ثم منطقة أوروبا بنسبة +3%، ثم منطقة الأمريكتين بنسبة +2%.

ومن المثير والملفت للنظر هذا العام أن وتيرة النمو في أوروبا هذا العام قد تباطأت إلى +3% في الفترة من يناير إلى سبتمبر من هذا العام في حين كانت ضعف هذا المعدل العام الماضي، مما يعكس تباطؤ الطلب خلال موسم الصيف والذي هو موسم الذروة في هذه المنطقة الأكثر زيارة في العالم. منطقة جنوب البحر المتوسط في +5% وشرق أوروبا +4% كانتا تقود النتائج في المنطقة الأوروبية.

منطقة آسيا والمحيط الهادي بالرغم من أن معدل النمو بها أبطأ من العام الماضي، إلا أنه لا يزال أعلى من المتوسط العالمي، حيث سجل نسبة +5% تحت قيادة جنوب آسيا +%، ثم جنوب شرق آسيا +6%، وشمال شرق آسيا +5%، في حين أظهرت أوقيانوسيا Oceania نسبة +2%.

وبالنسبة لأفريقيا، فالبيانات المتاحة حتى الآن تظهر نسبة زيادة قدرها +5%، مع استمرار النتائج القوية في شمال إفريقيا خاصة في مصر وتونس والمغرب بنسبة إجمالية +10%، بينما النسبة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كانت +1%.

نسبة النمو الإجمالية في منطقة الأمريكتين والتي كانت 2% تعكس صورة إقليمية مختلطة، ففي حين أن العديد من الوجهات الجزرية في منطقة البحر الكاريبي سجلت نسبة نمو وصلت +8% والتي تعزز انتعاشها بعد الأعاصير عام 2017، فقد انخفض عدد السائحون الوافدون إلى أمريكا الجنوبية بنسبة -3% ويرجع ذلك جزئيا إلى انخفاض السفر من الأرجنتين للخارج، مما أثر على الوجهات المجاورة، في حين كانت نسبة النمو في كل من أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى +2%.

9.8مليون سائح يزورون مصر خلال 9 شهور

وبالنسبة لمصر وصل عدد السائحين خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2019 إلى 9,8 مليون سائح بزيادة وصلت إلى 21,1% عن نفس الفترة من العام الماضي.

ونسب الزيادة خلال تلك الفترة في بعض الدول كانت كما يلي؛ مصر 21,1%، كوريا 15,1%، تونس 14,5%، الفلبين 14,4%، تركيا 14,2%، المملكة العربية السعودية 13,7%، فيتنام 13%، تايوان 9,1%، الأرجنتين 8,8%، سلوفاكيا 8,6%، %، المكسيك 7,6%، الصين 7,4%، المغرب 6,4%، البرتغال 6,4%، إيطاليا 5%، تايلاند 4,3%. 

وبالنسبة للأسواق المصدرة للحركة السياحية والإنفاق السياحي، فقد قد السوق الأمريكي (الولايات المتحدة الأمريكية) الأسواق المصدرة للسياحة في نسبة النمو في الإنفاق السياحي بالقيمة المطلقة خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر من العام الحالي، حيث كانت النسبة +6% بالقيمة المطلقة، في حين كان أداء السوق الهندي وبعض الأسواق الأوروبية أيضاً قوياً على الرغم من أن النمو العالمي كان لا يصل إلى معدل العام الماضي.

 

السوق الفرنسي سجل أعلى زيادة بين الأسواق العشرة الأولى في العالم، حيث بلغت نسبة الزيادة +10% مما يعكس زيادة الطلب على السفر الدولي في السوق الفرنسي للعام الثاني على التوالي، كما سجل السوق الإسباني أيضاً نفس النسبة +10%، ثم السوق الإيطالي +9%، ثم السوق الهولندي +7%، ثم السوق الإنجليزي (المملكة المتحدة) +3%، ثم السوق الروسي (روسيا) +2%.

بينما لوحظ أن بعض الأسواق الناشئة الكبيرة مثل البرازيل والمملكة العربية السعودية والأرجنتين قد سجلت انخفاضاً ملحوظاً في الإنفاق السياحي خلال هذه الفترة، مما يعكس حالة عدم اليقين الاقتصادي الأخيرة والمستمرة.

الصين أكبر سوق مصدر للسياحة في العالم

السوق الصيني الذي يعتبر أكبر سوق مصدر للسياحة في العالم، سجل نسبة زيادة في أعداد السائحين الخارجين منه وصلت إلى +14%، على الرغم من انخفاض الإنفاق السياحي بواسطته بنسبة -4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

كاتب المقال 

الدكتور سعيد البطوطى 

أستاذ إقتصاديات السياحة بجامعة فرانكفورت بألمانيا 

عضو المجلس الإقتصادى بمنظمة السياحة العالمية 

عضو إتحاد شركات السياحة الألمانية