آثار ومصرياتالمنطقة الحرةسياحة وسفرشئون مصرية ومحليات

الباحث الآثارى والمرشد السياحى “أحمد السنوسى ” يكتب لـ” المحروسة نيوز ” ويطرح تساؤلاً :متى سنقوم بتنفيذ وتنظيم رحلة العائلة المقدسة الى مصر؟!

في يوم 14 ديسمبر، 2019 | بتوقيت 12:36 صباحًا

يبدو ان رحلة العائلة المقدسة الى مصر فى حقيقتها التاريخية كانت تشوبها المخاطر،وبعد تلك الالاف من السنين نجد هناك مخاطر أخرى في عقول المصريين وعدم الرغبة الحقيقية في تنفيذها عمليا من اجل الارتقاء بهذه الرحلة سياحيا وما سوف تدره على مصر من خيرات كثيرة ومع كل شعوب العالم بلا استثناء.فمن اى شيء صنعت تلك العقلية المصرية!!.

ففى الوقت الذى نتحدث فيه عن هذه الرحلة وكيفية تنفيذها نجد في فرنسا نفسها تنظيمها يوم  8 ديسمبر الجارى، احتفالية كبرى بهذه المناسبة،ومن الاغرب لم يحضرها أحدا من السفارة او القنصلية وكأن هذه الرحلة لا تمت بارض مصر باية صلة على الاطلاق!!.

فمن الناحية التاريخية كانت هناك ثلاث طرق يمكن ان يسلكها المسافر من فلسطين الى مصر فى ذلك الزمان،وتدل المصادر على أن العائله المقدسه عند دخولها أرض مصر لم تسلك أى من تلك الطرق الثلاث القديمة.

مسار العائلة المقدسة إلى مصر
مسار العائلة المقدسة إلى مصر

لكنها سلكت طريقا آخر غير معروف لدى جنود ورجال هيرودس الذين راحوا يطاردونها للنيل من الصبي الذى بكنفها.

وهذا السبب أيضا هو الذى جعل العائلة المقدسة تغير مكان إقامتها فى مصر شمالا وجنوباً،وشرقاً وغرباً،ومن قدر الله أن يموت هيرودس قبل أن يتمكن من بلوغ مأربه الخبيث،ويأذن الله بعودة العائلة المقدسة الى ديارها آمنة مطمئنة،وليفتح العالم صفحته الثانية من صفحات العقائد السماوية الثلاث

فهذه الرحلة لو تم تنفيذها سياحيا فلسوف تثرى البشرية كلها بمعلومات بلا حصر عن مصر سواء كانت معلومات سياحية او اثرية او دينية.

ولسوف يتعجب العالم الحديث من ارض مصر حاضنة الأديان السماوية فمنها تزوج ابراهيم عليه السلام، وفيها تربى يوسف، وفيها ولد موسى واليها جاء المسيح، ومنها تزوج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

فهذه الرحلة الكريمة تبدا من مدينة رفح ثم تتجه الى داخل مصر وتزور اكثر من 22 منطقة وكلها مناطق اثرية يتشوق لها العالم.فمن رفح اتجهت العائلة المقدسة الى العريش،ومنها الى الفارما (بورسعيد) وتعتبر الفارما تاريخيا من اهم مراكز الرهبنة عند الانتشار المسيحى في مصر وكذلك تعتبر محطتها الأخيرة عند خروج العائلة المقدسة من مصر.

ومن سيناء اتجهت العائلة الى محافظة الشرقية حيث مدينة (تل بسطا) وفى تلك المنطقة لم يحسن أهلها استقبال العائلة بل منعوا عنها الماء،فقام يوسف النجار واخذ قطعة من الحديد وضرب بها الارض بجوار الشجرة واذا بالماء ينفجر من ينبوع عذب ارتوا منه جميعا

ومن الشرقية الى منطقة (مسطرد) وفيها توجد المحمة ويحتفل بها المسيحيين في مصر كل عام،لان كلمة المحمة تعنى مكان استحمام وسميت المنطقة كذلك بالمحمة لان مريم العذراء البتول عليها السلام حمت الطفل يسوع من ماء ينبوع كان يوجد بالمنطقة.

وبالمنطقة كنيسة بنيت في نفس مكان الينبوع وتعرف باسم (كنيسة السيدة العذراء بمسطرد) وقد زارت العائلة االمقدسة المنطقة مرة أخرى اثناء عودتها للرجوع الى فلسطين.

ومن مسطرد ذهبت العائلة المقدسة الى مدينة بلبيس بالشرقية واستظلت العائلة هناك تحت شجرة عرفت باسم (شجرة مريم) وصارت بلبيس اسقفية فيما بعد،وهذه المنطقة عادت اليها أيضا العائلة المقدسة مرة أخرى اثناء رجوعها الى فلسطين.

مسار العائلة المقدسة إلى مصر
مسار العائلة المقدسة إلى مصر

ومن بلبيس اتجهت العائلة المقدسة شمالا الى منطقة (سمنود) ومنها غربا الى البرلس ومنها الى سخا.وفى مدينة سخا لم تجد العائلة المقدسة ماء، وكانيوجد حجرا عبارة عن قاعدة عمود أوقفت العذراء ابنها الحبيب عليه فغاصت رجله في الحجر (مشطا قديمه) فانطبع اثرهما عليه.ونبع من الحجدر ماء ارتوا منه وكانت المنطقة تعرف باسم (بيخا ايسوس = كعب يسوع)

وبعد سخا عبرت العائله المقدسه الفرع الغربى للنيل حتى وصلوا الى وادى النطرون وكانت برية،فبارك الطفل يسوع هذا المكان وهو الان يضم أربعة أديره عامرة وهى:دير القديس ابو مقار،دير الأنبا بيشوى،دير السريان،دير البراموس.

ومن وادى النطرون واصلت العائلة المقدسة رحلتها ووصلت الى منطقة (المطرية) واستظلت تحت شجرة شهيرة تعرف حتى الان باسم (شجرة مريم) وكان يوجد بجانب الشجرة ينبوع ماء شرب منه الطفل المسيح وغسلت العذراء مريم ملابسه أيضا.ولكن الشجرة الحقيقية اختفت الان تماما حيث 

أدركها الوهن والضعف فسقطت عام 1656م وقام بجمع فروعها وأغصانها جماعة من كهنة الاباء الفرنسيسكان أما الشجرة الموجودة الان فقد نبتت مكانها من جذور الشجرة الأولى فهى لا ترجع إلا إلى عام 1672م .

ومن المطرية الى مصر القديمة (الفسطاط) حيث حصن بابليون الشهير وسكنوا في مغارة توجد حتى الان في كنيسة ابى سرجة الاثرية

ومن المنطقة الى (المعادى) ومكثوا في المنطقة حيث توجد بها الان كنيسة مريم العذراء.ومن المعادى الى منطقة ميت رهينة (منف). 

ثم البدرشين ومنها الى جنوب الصعيد.حيث وصلت أولا الى البهنسا حيث يوجد يها دير الجرنوس حيث أقيمت العائلة المقدسة بها.ومن المنطقة الى (جبل الطير) عن طريق سمالوط حيث يوجد بالمنطقة الان دير دير العذراء مريم الان على بعد 2كم جنوب معدية بنى خالد.

ويروى التقليد أنه أثناء سير العائلة المقدسة على شاطئ النيل كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم ولكن الطفل مد يده ومنع الصخرة.

وقد أنشىء لدير العذراء مريم بجبل الطير طريق خاص من طريق مصر أسوان الشرقى الجديد عند مصنع أسمنت سمالوط يقع الدير على قمة جبل الطير الملاصق للنيل وهو من أهم محطات العائلة المقدسة فى مصر بعد كنيسة أبى سرجة والدير المحرق.

ومن أسيوط تواصل العائلة المقدسة رحلتها شمالا حيث تصل الى منطقة الاشمونين في المنيا،حيث عبرت العائلة المقدسة النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية حيث بلدة الأشمونيين وقد اجرى الطفل يسوع معجزات كثيرة في المنطقة.وبعد ترك العائلة المنطقة اتجهت الى قرية (ديروط الشريف) جنوبا،واقمت بها عدة أيام ويجد بالمنطقة كنيسة تعرف باسم كنيسة العذراء مريم.ومنها الى(القوصية) وعندما دخلت العائلة المقدسة القوصية لم يرحب بهم اهل المدينة ترحيبا جيداولقد تحطمت هذه المدينة تماما كما يقال في التاريخ الكنسى وهى ليست تلك القوصية التي نعرفها الان،انما كانت بالقرب منها.

وعلى بعد قليل من القوصية اتجهت العائلة الى قرية مير حيث تبعد حوالى 8 كم فقط عن القوصية،وفيها قام اهل القرية باكرام الطفل يسوع والعائلة المقدسة فباركهم الطفل يسوع عليه السلام.

ومن قرية مير اتجهت العائلة الى جبل قسقام حيث يوجد به الان (دير المحرق) وهومن اهم المحطات التى استقرت فيها العائلة المقدسة، ويشتهر هذا الدير باسم (دير العذراء مريم) وتعتبر منطقة جبل قسقام هي المنطقة رقم 22 التي دخلتها العائلة المقدسة ارض مصر.وفى كل منطقة من تلك هناك تاريخ قيدم لها سواء كان مصري قديم او بطلمى او حتى مسيحى فيما،

فكيف بالله عليكى يا مصر الا تعملى المستحيل وتفعلى ما هو اكثر من الصعب من اجل إظهار هذه الرحلة على مستوى العالم ونشرها سياحيا لتكون نوعا جديدا من السياحة يشمل الثقافي والدينى في نفس الوقت.

واتعجب حقا بان تقوم فرنسا بالأمس القريب  بعمل احتفالية كبرى في باريس بهذه المناسبة ونحن كمصريين ابعد عن هذا كله ببعيد،فلماذا ولصالح من؟؟

وانا لست مع الراى القائل بان هذه الرحلة تشوبها صعوبات امنية كثيرة وتامين خاص وخلافه،..ولكن لى وجهة نظر أخرى.وهو يدور حول مسار هذه الرحلة.

فمما لاشك فيه هذه الرحلة تسير في مناطق نقول عاليها الان غير بيئية على الإطلاق، ثم نوعية المواطن الساكن في هذه المنطقة أيضا،.. وبالتالي يمكننا من خلال تنفيذ هذه الرحلة ضرب عصفورين او اكثر بحجر واحد.

فمن ناحية بخلاف السياحة يمكن ان يكون هناك استثمار،والاهم من هذا وذاك هو العمل على تغير سلوك المواطنين والعمل على توفير فرص العمل للأهالي المحيطين والشباب بنقاط مسار رحلة العائلة المقدسة مما ينمى انتمائهم للمنطقة بل وللبلد كلها

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى

مقالات ذات صلة