آثار ومصرياتأخبارشئون مصرية

من باريس إلى القاهرة.. المتحف المصري الكبير يُنعش علم المصريات ويعيد ربط التاريخ بالاكتشافات الحديثة

الدكتور عادل المصرى : اهتمام علمي فرنسي متزايد بالمتحف المصري الكبير وتطور متسارع في دراسات الحضارة المصرية القديم

في يوم 20 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 4:24 مساءً

في إطار الاهتمام المتنامي داخل الأوساط الأكاديمية الفرنسية بافتتاح المتحف المصري الكبير خلال الشهر الماضي، وبالتوازي مع الاكتشافات الأثرية المتلاحقة في مصر، يشهد علم المصريات (Egyptology) تطورًا لافتًا انعكس بوضوح على الدراسات والبحوث الأكاديمية المتخصصة في الجامعات الأوروبية.

دعوة علمية دولية للمستشار السياحي المصري السابق بباريس

وفي هذا السياق، تلقى الدكتور عادل المصري، المستشار السياحي المصري السابق في باريس والهند، دعوة رسمية من لجنة مناقشة رسالة دكتوراه دولية، ضمت نخبة من كبار أساتذة علم المصريات من جامعات أوروبية وأمريكية مرموقة.

الدكتور عادل المصرى المستشار السياحى السابق بباريس
الدكتور عادل المصرى المستشار السياحى السابق بباريس

وترأس لجنة المناقشة الدكتور Laurent Bavay، أستاذ علم المصريات بجامعة Libre في بروكسل – بلجيكا، وضمّت في عضويتها كلًا من:

  • الدكتور Frédéric Servajean، المشرف على الرسالة وأستاذ جامعة مونبلييه بجنوب فرنسا

  • الدكتورة J.J. Shirley، أستاذة بجامعة Bryn Mawr بولاية فيلادلفيا – الولايات المتحدة

  • الدكتور Jérémy Hourdin، رئيس البعثة الفرنسية لحفائر معبد الكرنك بالأقصر

رسالة دكتوراه تكشف نفوذ كهنة آمون في عصر الازدهار

وجاءت المناقشة لرسالة الباحثة الفرنسية Nomie Fater، بعنوان:
«دور كهنة آمون في معبد الكرنك خلال الأسرة الثامنة عشرة وحالة الازدهار وسلطتهم الاجتماعية»، والتي أُجريت بجامعة PAUL VALERY MONTPELLIER بجنوب فرنسا، وهي الجامعة ذاتها التي تخرج منها الدكتور خالد العناني، المدير العام الحالي لمنظمة اليونسكو.

لماذا دُعي الدكتور عادل المصري؟

وجاءت دعوة الدكتور عادل المصري تقديرًا لمسيرته الأكاديمية والمهنية، حيث إنه:

  • خريج جامعة السوربون بباريس

  • حاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأزمات السياحية

  • شغل منصب المستشار السياحي بالسفارة المصرية في باريس

  • تولّى عدة مناصب قيادية بهيئة تنشيط السياحة التابعة لوزارة السياحة والآثار

ربط البحث العلمي بالترويج السياحي

وأكد الدكتور عادل المصري أن أهمية هذه الرسالة تكمن في تناولها حقبة محورية من تاريخ الحضارة المصرية القديمة، مشيرًا إلى أن استمرار الأبحاث والحفائر الأثرية يسهم في ربط الفترات التاريخية المختلفة، ويكشف عن ألغاز كان من الصعب فهمها في السابق.

وشدد على أن العديد من الاكتشافات والأبحاث التي يتم الإعلان عنها دوريًا يجب استغلالها بشكل احترافي في الترويج السياحي، خاصة أن عددًا كبيرًا من الأسواق الخارجية يتابع هذه الأحداث الإيجابية بشغف كبير، في ظل اهتمام متزايد بالتراث المصري القديم.

تحديات الترويج وفهم الأسواق الدولية

وأوضح المصري أنه رغم الجهود المبذولة من القائمين على الترويج السياحي، لا يزال هناك قصور في فهم طبيعة بعض الأسواق المرتبطة بالتراث المصري القديم، ما يستدعي تطوير أدوات التسويق والرسائل الإعلامية بما يتلاءم مع اهتمامات كل سوق.

كما شدد على أهمية التواصل الدوري والمستمر مع الجامعات والمراكز البحثية الدولية التي تتناول موضوعات السياحة والآثار، للاستفادة من مخرجاتها علميًا وعمليًا، بما يسهم في رفع كفاءة العاملين في هذا القطاع الحيوي داخل مصر.

المتحف المصرى الكبير
المتحف المصرى الكبير

رؤية مستقبلية لتطوير قطاع التراث

ويرى الدكتور عادل المصري أن المرحلة المقبلة تتطلب:

  1. الاستفادة من الخبرات الفرنسية وغيرها من البعثات الأجنبية العاملة في مصر لرفع مستوى التدريب المهني في مجال التراث الإنساني

  2. تكثيف برامج الترميم والحفائر الأثرية بمشاركة طلاب كليات الآثار والدارسين

  3. تبادل الخبرات في مجال رقمنة المخطوطات والكتب الأثرية بما يواكب التطور العالمي

رسائل الدكتوراه كنز علمي غير مستغل

وأضاف المصري أن هناك عددًا كبيرًا من رسائل الدكتوراه لمصريين متميزين في الداخل والخارج، لم يتم الاستفادة منها بالشكل الأمثل، مؤكدًا أن الاطلاع عليها وتوظيفها احترافيًا يمكن أن يحقق مكاسب كبيرة لمصر سياحيًا وأثريًا على المدى الطويل.

المتحف المصري الكبير.. تتويج للدعم الحكومي الشامل

واختتم المستشار السياحي السابق تصريحاته بالتأكيد على أن الدعم غير المسبوق الذي قدمته الدولة لقطاعات السياحة والآثار والطيران والفندقة، تُوِّج مؤخرًا بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي لا تزال أصداؤه تتردد بقوة في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في العديد من دول العالم، بما يعزز من مكانة مصر كقِبلة عالمية للثقافة والحضارة.