بأقلامهم

” سعيد جمال الدين ” يكتب : نقابة الصحفيين على حافة الانهيار.. مجلس يُسقِط الهيبة ويهدر التاريخ !!

في يوم 16 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 7:19 مساءً

بلا أدنى شك أن ما يحدث داخل مجلس نقابة الصحفيين لم يعد خلافًا مهنيًا، ولا تنوعًا في الرؤى، ولا حتى صراعًا نقابيًا مفهومًا في إطار العمل العام.

ما يحدث هو انفلات كامل، وعبث غير مسبوق، وإساءة صريحة لتاريخ نقابة تمتد جذورها لما يقرب  من 85 عامًا، كانت خلالها عنوانًا للعقل والحكمة والاختلاف الراقي.

لقد تحولت اجتماعات مجلس النقابة، مع الأسف، إلى ساحة عراك لا تليق حتى بجمعية أهلية صغيرة، فكيف بكيان يمثل قمة الهرم الصحفي في مصر؟

تشابك بالأيدي، سب وقذف بأحط الألفاظ، إلقاء طفايات السجائر، وتبادل اتهامات فجّة، ثم تسريب كل هذا القبح إلى المواقع الإلكترونية، ليشاهده القاصي والداني، وكأن هناك من يتعمد تعريـة النقابة أمام الدولة والرأي العام.

من مجلس قيادة إلى مسرح عبث

في كل المؤسسات المحترمة، تُدار الخلافات داخل الغرف المغلقة، وتُحل بالعقل واللوائح، ولا يسمع بها أحد.

أما في مجلس نقابتنا اليوم، فالصراعات تُدار على الهواء، وتُسوَّق كأنها “بطولات”، ويتبارى البعض في علو الصوت لا قوة الحجة، وفي إقصاء الزميل لا إقناع الأغلبية.

هذا ليس اختلاف آراء، بل سقوط أخلاقي ونقابي.

ولم تعرف نقابتنا، عبر تاريخها الطويل، مثل هذا المشهد المُخزي، رغم أن مجالس سابقة ضمت أطيافًا سياسية وفكرية أكثر حدة، لكنها امتلكت الحد الأدنى من الاحترام للمكان ولأنفسهم.

الصحفيون خارج الحسابات

في وقت يئن فيه الصحفيون تحت وطأة :

  • ضغوط معيشية خانقة

  • تدنّي الأجور

  • أزمات علاج ومعاشات

  • مهنة تُحاصر من كل اتجاه

كان الأولى بمجلس النقابة أن ينشغل بإنقاذ الصحفي لا بتصفية الحسابات، وأن يبحث عن حلول لا عن معارك، وأن يكون درعًا لأعضائه لا عبئًا عليهم.

لكن الواقع المؤلم يقول إن بعض أعضاء المجلس انشغلوا بـاستعراض الذات، وصناعة مشاهد صدامية، والبحث عن دور “البطل المغوار” في مواجهة زميله، ثم الخروج لدوائرهم الضيقة لسرد حكايات الصراخ والاشتباك، وكأن النقابة تحولت إلى مسرح شعبوي رخيص.

هيبة النقابة تُداس بالأقدام

الأخطر من كل ما سبق، أن هذه الفوضى:

  • تُضعف موقف النقابة أمام مؤسسات الدولة

  • تُفقد الصحفيين احترام الآخرين

  • تُشوّه صورة الجمعية العمومية نفسها

وحين يفقد المجلس هيبته، تفقد النقابة وزنها، وحين تسقط صورة القيادات، يدفع آلاف الصحفيين الثمن.

عيب… بل عار

عيب أن تصدر هذه الأفعال من أناس يفترض أنهم:

  • حملة أقلام لا أيدٍ ممدودة

  • صناع وعي لا مروّجي فوضى

  • مؤمنون بحرية الرأي لا بثقافة الإهانة

وعارٌ أن يتحول مجلس نقابة الصحفيين إلى نموذج يُضرب به المثل في سوء الإدارة وانفلات السلوك.

كلمة أخيرة 

إن ما يجري داخل نقابة الصحفيين فضيحة نقابية مكتملة الأركان، لا تليق بتاريخها ولا بأعضائها.

ومن لا يملك القدرة على إدارة الخلاف باحترام، لا يستحق الجلوس على مقعد نقابي.

ومن يسيء للنقابة باسم الحرية، فهو أول من يطعن الحرية في مقتل.

وإذا استمر هذا العبث، فإن التاريخ لن يرحم، والجمعية العمومية لن تنسى، وهيبة النقابة — إن لم تُنقَذ الآن — ستُدفن بأيدي من أقسموا على حمايتها ثم خانوا القسم.

إن أريد إلا الإصلاح ما أستطعت .. وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت .. وإليه أنيب .. وعلى الله الغفور الرحيم العلى القدير فصد السبيل

كاتب المقال

سعيد جمال الدين

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير لبوابة المحروسة الإخبارية ” المحروسة نيوز ”

عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين

مؤسس ورئيس شعبة الصحافة السياحين بنقابة الصحفيين

عضو جمعية الكتاب السياحيين المصريين

عضو جمعية كتاب البيئة والتنمية

الأمين العام للمنتدى العالمى لخبراء السياحة والسفر 

الأمين العام لصالون الرواد الثقافى بنقابة الصحفيين