آثار ومصريات

تابوت فضي نادر وقناع ذهبي مهيب.. كنوز الملك بسوسنس الأول تروي عظمة عصر الانتقال الثالث

في يوم 17 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 12:00 مساءً

يُعد تابوت الملك بسوسنس الأول أحد أندر وأهم الاكتشافات الأثرية في تاريخ مصر القديمة، حيث ينفرد بكونه مصنوعًا بالكامل تقريبًا من الفضة الخالصة، وهو ما يعكس المكانة الرفيعة للملك الذي حكم مصر خلال الأسرة الحادية والعشرين في عصر الانتقال الثالث (نحو 1047–1001 قبل الميلاد).

تابوت فضي فريد بتفاصيل ذهبية

ويتميز التابوت الملكي بتصميمه الاستثنائي، إذ صُنعت الكوبرا المقدسة التي تعلو الرأس – رمز الحماية الملكية والمعبودة «واجيت» – من الذهب، إلى جانب مقدمة غطاء الرأس الملكي المعروف بـ«النِمِس»، بينما طُعّمت العيون بالزجاج، في تناغم فني يعكس براعة الحرفيين المصريين القدماء.

اكتشاف أثري مهم في تانيس

وعُثر على التابوت داخل المقبرة رقم NRT III بمنطقة تانيس (صان الحجر) بشرق الدلتا، وهي المقبرة التي اكتشفها عالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه عام 1940، والتي وُجدت بحالة جيدة نسبيًا ولم تتعرض للنهب، ما جعل الاكتشاف حدثًا أثريًا بالغ الأهمية، رغم أنه لم يحظَ بالشهرة العالمية التي نالها اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، نتيجة تزامنه مع اندلاع الحرب العالمية الثانية.

ويُعرض التابوت حاليًا في قاعة كنوز تانيس بالدور العلوي في المتحف المصري بالقاهرة، تحت رقم سجل عام JE 85912.

المتحف المصري بالقاهرة يقدم لزواره فرصة لا تُعوض لمشاهدة قطعة أثرية استثنائية التابوت الفضي للملك بسوسنس الأول
المتحف المصري بالقاهرة يقدم لزواره فرصة لا تُعوض لمشاهدة قطعة أثرية استثنائية التابوت الفضي للملك بسوسنس الأول
المتحف المصري بالقاهرة يقدم لزواره فرصة لا تُعوض لمشاهدة قطعة أثرية استثنائية التابوت الفضي للملك بسوسنس الأول
المتحف المصري بالقاهرة يقدم لزواره فرصة لا تُعوض لمشاهدة قطعة أثرية استثنائية التابوت الفضي للملك بسوسنس الأول

قناع جنائزي ذهبي يجسد المهابة الملكية

ومن أبرز مقتنيات بسوسنس الأول أيضًا القناع الجنائزي الذهبي، المصنوع من الذهب الخالص، والمزين باللازورد ومعجون الزجاج. ويصور القناع وجه الملك بملامح مثالية، مرتديًا غطاء الرأس الملكي «النِمِس»، تعلوه الكوبرا المقدسة، مع لحية مستعارة مضفرة ترمز إلى الألوهية والمكانة السامية.

وقد زُخرفت العيون والحواجب والأشرطة المثبتة للحية بمعجون زجاجي باللونين الأزرق والأبيض، بينما صُنعت العيون من حجرين أبيض وأسود. ويبلغ ارتفاع القناع نحو 48 سم، وعرضه 38 سم، ويُعد تحفة فنية نادرة تجسد الرموز الدينية والملكية المرتبطة بمعتقدات المصريين القدماء حول الحياة الأخرى.

ويُعرض القناع حاليًا ضمن مقتنيات المتحف المصري بالتحرير، ليظل شاهدًا على عظمة فنون عصر الأسرة الحادية والعشرين.

المتحف المصري.. ذاكرة حضارة

ويواصل المتحف المصري بالقاهرة أداء دوره الثقافي والعلمي في عرض وصون كنوز الحضارة المصرية، إلى جانب تنظيم الأنشطة والفعاليات المتخصصة في مجال الآثار والتراث.

🔗 ولمزيد من المعلومات حول المتحف، تاريخه، مجموعاته الأثرية وأنشطته، يمكن زيارة الموقع الرسمي:

https://egyptianmuseumcairo.eg