أخبارمنوعات

سقــوط مــدوي للمنتخب المصري أمام الأردن.. ثلاثية تكشف عُري المنظومة الرياضية

في يوم 9 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 7:01 مساءً

كتب: محمد فاروق

خرج منتخب مصر من الملعب ذليلاً، مثقلاً بالعار الكروي، عقب هزيمة ثقيلة ومهينة بثلاثة أهداف نظيفة أمام منتخب الأردن، في مباراة كشفت – بلا رتوش – حجم الانهيار الذي وصلت إليه الرياضة المصرية عمومًا وكرة القدم خصوصًا، تحت إدارة فقدت الرؤية والإرادة والضمير المهني.

ما قدمه المنتخب المصري لم يكن عرضًا كرويًا، بل مهزلة مكتملة الأركان.. أداء مفكك، روح غائبة، لاعبين بلا هوية ولا شخصية، وجهاز فني لا يستحق سوى المساءلة لا الرثاء.

فضيحة كروية تعكس انهيارًا إداريًا مزمنا

هذه الخسارة لم تكن وليدة تسعين دقيقة، بل هي نتاج سنوات من الفساد الإداري والمالي، والمحسوبية، وغياب التخطيط، وسط صمت رسمي مريب، ورضا ضمني من مسؤولين تركوا الكرة المصرية تنحدر من الريادة إلى الهزل.

كان المنتخب الأردني – الذي لعب بأغلب عناصره من الصف الثاني – أشرس، أسرع، أذكى تكتيكيًا، وأكثر احترامًا لقميص بلاده من لاعبي مصر الذين ظهروا كفريق هواة يفتقدون أبسط أبجديات الكرة الحديثة.

سيطرة أردنية مُذلة.. ومصر بلا مخالب

منذ الدقيقة الأولى، فرض “النشامى” سيطرتهم الكاملة على اللقاء، وتحول المنتخب المصري إلى مجرد متفرج، عاجز عن بناء هجمة منظمة أو فرض أي ضغط حقيقي. أول محاولة مصرية جاءت في الدقيقة 17، من كرة ثابتة يتيمة، رد عليها الأردن بهجمة منظمة على الطريقة الأوروبية الحديثة انتهت بهدف أول مستحق عبر أبو حشيش.

واستمرت الفضيحة.. دفاع مترهل، وسط غائب، وهجوم تائه لا يعرف طريق المرمى. وفي الدقيقة 40، استعرض أبو زريق مهاراته داخل منطقة الجزاء ومرّ من يحيى زكريا بسهولة مخجلة ليحرز الهدف الثاني وسط صدمة جماهيرية ثقيلة.

أنهى الحكم الشوط الأول بتقدم أردني تاريخي بهدفين نظيفين، وكان بإمكانه أن يكون أكثر لولا الرأفة.

 

شوط ثانٍ للعار الكامل

دخل المنتخب المصري الشوط الثاني بلا حلول ولا شجاعة. هدف أردني ثالث ألغي بتقنية الفيديو، لكنه لم يغيّر شيئًا من واقع المباراة. مصر بلا أنياب.. مجرد اندفاع عشوائي بلا فكر، بلا تكتيك، بلا روح.

وجاءت الضربة القاضية حين ارتكب ياسين مرعي خطأ ساذجًا داخل منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم ركلة جزاء صحيحة سددها المنتخب الأردني بنجاح، مسجلًا الهدف الثالث، وطلقة الرحمة في جسد الكرة المصرية المتآكل.

ما حدث ليس خسارة.. بل فضيحة وطنية

الهزيمة لم تكن في مباراة كرة قدم فقط، بل كانت هزيمة لمشروع رياضي فاسد، قائم على المجاملات، وتصفية الحسابات، وإقصاء الكفاءات، وتمكين غير المؤهلين.

صدق قول الله تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)

إلى متى تظل جماهير الكرة المصرية رهينة اليأس؟

إلى متى تدفع الجماهير ثمن فشل لا علاقة لها به؟

إلى متى يُترك تاريخ مصر الكروي يُهان أمام الجميع؟

نداء مباشر لرئيس الجمهورية

نواجه نداءً صريحًا إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي:

إن سمعة مصر الرياضية باتت في خطر. إن استمرار هذه المنظومة العاجزة يمثل إهانة لتاريخ مصر ومكانتها.

نطالب بإقالة كل المسؤولين عن الرياضة المصرية، من الوزير الذي لم يحقق إنجازًا واحدًا، حتى أصغر مسؤول داخل الاتحادات التي تحولت إلى دوائر مغلقة للفشل والمحسوبيات.

افتحوا الطريق أمام شباب مثقف، متخصص، مؤهل، يملك رؤية وإرادة، قبل أن نُودّع ما تبقى من هيبة  الكرة المصرية.

اللهم قد بلغنا.. اللهم فاشهد.