المنطقة الحرةسلايدرشئون مصرية ومحليات

الدكتور عوض عباس رجب يكتب لــ” المحروسة نيوز ” عن : مقترح للرعاية الثقافية والتعليمية للطلبة الأفارقة الوافدين لمصر

في يوم 20 نوفمبر، 2019 | بتوقيت 2:15 مساءً

يًمثل البُعد الثقافي يشكل ركيزة أساسية في صنع العلاقات الدولية، وكسر الحواجز الجغرافية، والتاريخية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، بين الشعوب والدول، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولة بأقل تكلفة، خاصة في ظل النظام العالمي الجديد، وما صاحبه من ثورة في الاتصالات والمعلومات والتكنولوجيا تحت مُسمي العولمة، وما صاحبها من غزو ثقافي.

ويمكن القول: إن البُعد الثقافي للدور الإقليمي المصري في أفريقيا، قد تواصل بشكل متقطع أو متفاوت القوى حتى وقتنا الراهن، وكان قد تقلص على الجانب الأفريقى بفعل العامل الأجنبى إلى أدنى حد.

ومع ثورة يوليو 1952 عملت مصر على استعادة وضعها على الساحة الأفريقية، لتؤدى دورها الطبيعي بحكم مكانتها المتميزة، الأمر الذي جعلها فاعلاً طبيعياً وأساسياً فى عملية موازين القوى فيما بينها وبين إقليمها الأفريقي، وعلى المستوي العالمي فيما بين القارة الأفريقية والقوى الأجنبية الأخرى.

ومع المتغيرات التي طرأت في التسعينات بأفول عصر القطبية الثنائية وانتهاء الحرب الباردة، تقلص الدور المصري الإقليمي، وأصبح موقع الدائرة الأفريقية غير محدد في اهتمامات السياسة الخارجية المصرية، في حين تصاعدت أدوار المنافسة الدولية، ما أدى إلى جمود الحركة المصرية الفاعلة في منطقة المصالح الحيوية الرئيسية – منطقة حوض النيل والقرن الأفريقي – واكتفت بالحفاظ على الأوضاع القائمة.

وتغيرت طبقاً لذلك أمور وقضايا كثيرة في القارة، فرضتها التغيرات الجذرية الجديدة وظهور العولمة.  حيث تغيرت الأولوية من قضايا الاستقلال وتصفية الاستعمار وحق تقرير المصير، إلى قضايا التنمية وتصفية التبعية وقضايا الاستقلال الثقافى والحضارى، وكان على الدولة المصرية أن تجد عوامل مشتركة جديدة مع أفريقيا، غير التي وجدت في الحقبة الناصرية، تتوافق مع عصر العولمة وبخاصة العولمة الثقافية، وغزوها لبلدان العالم النامي، حيث مثلت الثقافة العنصر الرئيسي في العلاقات الدولية فيما بعد الحرب الباردة إلى جانب التنمية.

ويمكن القول: إنه مع تعاظم الدور الإقليمي المصري في عهد عبد الناصر، تعاظم معه البُعد الثقافي المصري، ومنذ عام النكسة 1967م وطوال السنوات التالية، وحتي نصر أكتوبر 1973م، أخذ البُعد الثقافي المصري في الانسحاب من الساحة الأفريقية تباعاً لتراجع الدور الإقليمي المصري.

إلا أن العلاقات العربية الأفريقية بعد حرب أكتوبر وفي عهد السادات، قد أخذت مرحلة جديدة على مستوى التضامن العربي والعربي الأفريقي، وأخذ البُعد الثقافي المصري يستعيد وضعه مرة أخرى، حتى إبرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979، وما ترتب علي ذلك من آثار، فقد أخذ التعاون العربي الأفريقي في التراجع مرة أخرى، في فترة أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات لدرجة الأزمة وبالتالى تأثر تباعاً البُعد الثقافي للدور المصري.

الدكتور عوض عباس رجب مع الطلبة الأفارقة الوافدين للتعليم فى مصر
الدكتور عوض عباس رجب مع الطلبة الأفارقة الوافدين للتعليم فى مصر
الدكتور عوض عباس رجب مع الطلبة الأفارقة الوافدين للتعليم فى مصر
الدكتور عوض عباس رجب مع الطلبة الأفارقة الوافدين للتعليم فى مصر
الدكتور عوض عباس رجب مع الطلبة الأفارقة الوافدين للتعليم فى مصر
الدكتور عوض عباس رجب مع الطلبة الأفارقة الوافدين للتعليم فى مصر
الدكتور عوض عباس رجب مع الطلبة الأفارقة الوافدين للتعليم فى مصر
الدكتور عوض عباس رجب مع الطلبة الأفارقة الوافدين للتعليم فى مصر
الدكتور عوض عباس رجب مع الطلبة الأفارقة الوافدين للتعليم فى مصر
الدكتور عوض عباس رجب مع الطلبة الأفارقة الوافدين للتعليم فى مصر

 وفى إطار ريادة و قيادة مصر ورئاسة مصر للإتحاد الأفريقى 2019  فإننى أتقدم من خلال خبرتى الأكاديمية ولقائى بالعديد من هؤلاء الطلبة بمقترح برنامج  حول رعاية الطلاب الوافدين من أفريقيا الدارسين  بجامعة القاهرة ـ فى ظل تعاظم  الدور المصرى فى القارة السمراء فى كافة النواحى ، وفى ظل تزايد إقبال الطلبة الأفارقة للدراسة فى مصر وخاصة جامعة القاهرة ، 

وتأتى فى مقدمة الرعايات .. الرعاية التعليمية نظرا لتعرض الطلاب الوافدين خاصه بالفرقه الأولي للتأخير في الإلتحاق بكلياتهم ،مما يعرضهم للرسوب في مقررات الفصل الدراسي الأول مما يسبب إحباطهم مع بدايه مرحلة التعليم الجامعي  .

وينطوى برنامج رعايه الطلاب المتعثرين علميا من خلال دعمهم بالآتى بتنظيم محاضرات إضافيه ، وعقد لقاءات أكاديمية مع أساتذة مواد الفرقه الأولي للشرح و التوجيه وحل أسئله الأمتحانات السابقه، وتنظيم  دروس عملية مكثفة لتعويض الطلاب عن الحصص العمليه التي تخلفوا عن الحضور فيها، ومنح الطلاب المتفوقين علمياً شهادات تقدير و جوائز في حفلات عيد العلم و التفوق للكليات ، وإقامة حفل التميز للطلاب الوافدين في الجامعه بحضور السفراء و الملحقين الثقافيين بالسفارات مع تقديم شهادات التفوق و دروع الجامعه للمسئولين بالسفارات.

أما من ناحية الرعاية الثقافية و الترفيهية ، وكما هو معروف فإن الطالب الوافد  يُعتبر سفيراً لبلاده في مصر، ينقل لهم كل مايخص الحياة الثقافية في مصر ،و في نفس الوقت ينبغي أن يكون مرآة لبلاده ، مما يتطلب منا إقامة مواسم ثقافية فنية للجالية الطلابية لكل دولة من دول الوافدين و السماح بعرض العروض الفنيه لهم علي مسارح كليات جامعه القاهرة و السماح لطلاب الجامعة بحضور هذه العروض الفنية للتعرف على فنون وثقافات هذه الدول الإفريقية .

وتنظيم مسابقات مشتركة بين طلاب جامعه القاهرة من المصريين و الوافدين لأختيار الأفضل في فنون الغناء و الموسيقي و الرسم وغيرها من المواهب الشخصية، وإعداد برنامج للرحلات الثقافيه (المتحف المصري-الأقصر و أسوان و المنيا)، وتنظيم رحلات ترفيهيه للشواطيء المصرية ، إلى رحلات دينية للمساجد الشهيرة (للمسلمين) و الكنائس (للمسيحيين)، و رحلات ترفيهيه لأماكن اللهو و الملاهي مثل دريم بارك و مدينة الإنتاج الأعلامي ، وزيارة بانوراما أكتوبر للتعرف علي إنتصارات شعب مصر.

وعلى مستوى الرعاية الأجتماعية و المأوي و الطعام ، فإن الطالب الوافد يعاني من مشاكل عديدة في إيجاد السكن المناسب القريب من الجامعة و كذلك صعوبة الحصول علي طعام آمن و علاج في حاله المرض .

فإننى أحلم بتشييد مبني سكني مع توافر مطبخ و صاله طعام و وحدة صحيه للطلاب ومكتب للرعايه الأجتماعيه للطلاب الوافدين بالتعاون مع السفارات التابعين لها في مدينه 6أكتوبر أو الشيخ زايد .

وحول الرعاية الرياضية، فإننى أقترح  إقامة المسابقات الرياضية في الألعاب المتاحه بين الوافدين و بعضهم البعض ثم بين الوافدين و الطلبه المصريون بمناسبه ريادة مصر للأتحاد الأفريقي،وإقامة بطولات فى سداسيات كرة القدم – تنس الطاولة – ألعاب القوي ، داخل الكلية الواحدة في حاله وجود عدد كافي من الوافدين أو بين كليات الجامعه.

وفى إطار تنميه مهارات الخريج  الإفريقى، فأقترح تنظيم العديد من الدورات من بينها كليه الحاسبات و المعلومات حول تطوير مهارات أستخدام الحاسب الآلي و المعلوماتية ، وكليه الآداب ،وكليه دار العلوم  حول تطوير مهارات اللغة العربية (لغير المتحدثين بها) ، وإستحداث دورات متخصصة للطلاب في القيادة و الأدارة    عبر مركز تنميه القدرات.

فهل من مستمع .. فهل من فاعل .. فهل من مستجيب !!

 

الدكتور عوض عباس رجب

الكاتب 

الدكتور /عوض عباس رجب

أستاذ و رئيس قسم الكيمياء الحيوية-كلية الزراعة جامعة القاهرة

عميد كلية السياحة والفنادق –جامعة القاهرة (فرع الفيوم الأسبق)

مدير مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح السابق

عضو لجنة قطاع التعليم السياحي الفندقي-المجلس الأعلى للجامعات

مقرر  لجنة معاهد السياحة والآثار-قطاع التعليم-وزارة التعليم العالي

   

مقالات ذات صلة