أخباربأقلامهم

” سعيد جمال الدين ” يكتب : نقابة الصحفيين… بيتٌ أصبح يطرد آباءه ويمحو تاريخهم!

في يوم 30 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 6:00 صباحًا

لم يعد الصمت ممكنًا.

ولم يعد تجاهل مطالب رواد الصحافة مجرد إهمال عابر..بل جريمة نقابية كاملة الأركان، يرتكبها مجلس نقابة يصرّ على التعامل مع كبار المهنة باعتبارهم “خيل حكومة” انتهت صلاحيتها، وكأن الذاكرة المهنية تُمحى بمجرد بلوغ سن الستين.

تجاهل متعمد.. ومعاشات مهينة لا تليق إلا بالإعدام البطيء

أربعة أشهر كاملة مرت منذ زيادة بدل التكنولوجيا والمراجعة للمشتغلين، بينما تركت النقابة روادها يتدحرجون فوق منحدر الفقر والمرض، معاشات هزيلة لا تكفي الدواء، ولا تحفظ الكرامة، ولا تليق بقامات صنعت تاريخ الصحافة المصرية.

هذا التجاهل ليس خطأً إداريًا…

هذا احتقار معلن لمن أفنوا أعمارهم في المهنة.

قانون النقابة: رصاصة في رأس الرواد منذ نصف قرن

القانون الحالي سلب رواد المهنة أبسط حقوقهم:

حق التصويت وحق اختيار من يمثلهم.

لماذا؟ لأنهم “بالنص” خرجوا على المعاش!

أي منطق هذا؟

أي عدالة؟

كيف يُحرم الصحفي من حقه في المشاركة النقابية، بينما الدساتير المصرية كافة تكفل حق التصويت لكل من هو قادر على الإدلاء بصوته؟

إنه إعدام نقابي على قيد الحياة.

إلغاء للوجود، ومسح للتاريخ، ومحاولة ممنهجة لتحويل الرواد إلى ديكور شرفي بلا صوت ولا تأثير.

مجلس النقابة… يَعِد ليمتص الغضب ثم يهرب من المسؤولية

ثلاثة أشهر من الاجتماعات والتصريحات والوعود الكاذبة.

تسويف… تلاعب… ومراوغة لا تليق بمجلس يُفترض أنه ممثل للصحفيين.

رابطة الرواد لم تعد تثق في حرف واحد يصدر عن مجلس النقابة.

ولذلك جاء قرارها بالدعوة إلى جمعية عمومية طارئة ومستمرة كصرخة غضب، وكإنذار أخير قبل الانفجار.

المعادلة واضحة: مجلس المشتغلين يستأثر بالمكاسب… والرواد يدفعون الفاتورة

رفعوا بدل التكنولوجيا والمراجعة لأن المستفيدين هم المشتغلون.

وتجاهلوا الرواد لأنهم “لا ينتخبون” ولا يمثلون كتلة تصويتية.

إذن…

المسألة ليست مالية، بل سياسية وانتخابية خالصة.

الرواد هُم الحلقة الأضعف… ولذلك تُترك حقوقهم على الرف بلا حياء.

مطلوب فورًا: تعديل قانون النقابة… وإلغاء مادة العار

لم يعد الأمر يحتمل تأجيلًا أو تسويفًا.

هناك مادة في قانون النقابة يجب أن تُلغى فورًا، لأنها مصدر الظلم التاريخي للرواد، المادة التي تحرمهم من حق التصويت والمشاركة في الجمعية العمومية.

نطالب – وبشكل صريح وحاسم – بتقديم مشروع رسمي لتعديل قانون النقابة، يعيد للرواد حقوقهم الانتخابية كاملة.

ليس من المقبول أن تستمر نقابة بحجم نقابة الصحفيين بقانون يقتل جانباً كبيراً من أبنائها معنويًا ويمنعهم من اختيار من يدافع عنهم.

 النقابة مطالَبة أن تعيد حساباتها… قبل أن تفقد احترام أبناء مهنتها

إن استمرار هذا التجاهل ينسف ما تبقى من الثقة في مجلس النقابة، ويؤسس لشرخ خطير بين المشتغلين والرواد. والأخطر أنه ينسف قيمة المهنة نفسها، التي ترتكز على الاحترام والتاريخ والإنصاف.

من لا يحترم كبيره… لا يستحق قيادة بيت المهنة

الحديث النبوي الشريف: “ليس منا من لا يرحم صغيرنا ولا يوقر كبيرنا”

ينطبق اليوم على نقابة فقدت الرحمة، وفقدت التوقير، وفقدت القدرة على النظر في وجوه من صنعوا اسمها.

إذا لم يكن مجلس النقابة قادرًا على احترام تاريخ الرواد…

فالأجدر به أن يحترم نفسه ويرحل.

إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت .. وما توفيقى إلا بالله العلى العظيم .. عليه توكلت وإليه أنيب .. وعلى الله العلى القدير قصد السبيل

كاتب المقال

سعيد جمال الدين سرحان

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير لبوابة المحروسة الإخبارية ” المحروسة نيوز ”

عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين

مؤسس ورئيس شعبة الصحافة السياحية بنقابة الصحفيين

عضو جمعية الكتاب السياحيين المصريين

عضو جمعية كتاب البيئة والتنمية

الأمين العام للمنتدى العالمى لخبراء السياحة والسفر 

الأمين العام لصالون الرواد الثقافي بنقابة الصحفيين