أخباربأقلامهم

“اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : المعرض الدولى للصناعات الدفاعية أيدكس 2025 ( 1 )

في يوم 26 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 6:00 مساءً

تنظم مصر معرضها الدورى للصناعات الدفاعية إيديكس 2025 فى نسخته الرابعة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، فى أرض المعارض الدولية بالقاهرة الجديدة. والحقيقة أن مصر تأخرت كثيرًا فى الاشتراك فى تلك المنظومة العالمية، حيث إن معظم الدول المتقدمة عسكريًا، وخصوصًا فى مجال التصنيع الحربى, والتى تعتبر مصر واحدة منها, تقيم مثل هذه المعارض، حيث تتيح لها تسويق منتجاتها من الصناعات الحربية، وكذلك فهى فرصة للتعرف على أحدث منتجات الترسانة الحربية فى العالم. ولكن مع وصول السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية، أصدر أوامره بأن تكون مصر على خريطة المعارض الدولية العسكرية فى العالم، خاصة أن معظم الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وإنجلترا والصين، وحتى دولة الإمارات العربية، تنظم مثل هذه المعارض

ويُعتبر نجاح أى دولة فى تنظيم مثل هذه المعارض إحدى نقاط التقييم على قوة الدولة وتصنيفها عالميًا بين القوى العسكرية فى العالم، فتنظيم مثل هذه المعارض وحجم وعدد الدول المشاركة وقواتها وشركات التسليح فيها كلها عوامل مهمة فى هذا التقييم. وتبرز أهمية إقامة مثل هذه المعارض للصناعات الدفاعية فى أى دولة فى أنها تتيح لكل ضابط فى القوات المسلحة زيارة هذه المعارض من مختلف الأسلحة. فهذا ضابط المدرعات يجد فرصة للتعرف على أحدث أنواع الدبابات فى العالم، وتطور التسليح فى كل نوع منها، ويتعرف أيضًا على الأسلحة المضادة للدبابات التى يمكن أن تواجهها فى أى معركة قادمة.

أما ضابط الدفاع الجوى فسوف يتعرف على أنظمة الدفاع الجوى المختلفة فى العالم، وأيضًا التطور المنتظر بخصوص مثلًا التعامل مع الطائرات المُسَيَّرة بدون طيار الصغيرة الحجم، وكيف يمكن لشاشات الرادارات أن تلتقط هذه الطائرات وأسلوب التعامل معها. وهكذا كل ضابط فى تخصصه سوف يتعرف على الجديد فى السلاح والأسلحة المضادة له. أما طلبة الكليات العسكرية، فهى بالنسبة لهم فرصة العمر لكى يتعرفوا إلى أين يسير العالم. وأتذكر أننى أول مرة قمت بزيارة مثل هذه المعارض وأنا برتبة رائد خلال دراستى فى إنجلترا، لدرجة أننى ذهبت خلال أحد المعارض أربعة أيام كاملة، كل يوم كنت أدرس وأتعلم لأنها كانت المرة الأولى لي.

لكن فى مصر نحن نقدم, كل عامين, لضباطنا وطلبة الكليات العسكرية فرصة أن يتعرفوا على ما هو جديد فى العلم العسكرى فى العالم، خصوصًا أن الشركات التى تعرض الأسلحة والمعدات توضح للجميع مميزات تلك الأسلحة، وما هو التطور الذى أحدثته فى تطوير المعدات، وبعضها يستخدم التكنولوجيا الحديثة، والبعض الآخر ينقل معدات كاملة إلى داخل أرض المعرض. وخلال هذا المعرض تكون مصر قد استفادت من ثلاثة معارض سابقة من حيث التنظيم واستقبال الوفود وتقديم التيسيرات لشركات السلاح للدخول بمعداتها وأسلحتها دون أى تعقيدات أو قيود، كما توفر لبعضهم ميادين تدريب خاصة فى الصحراء لمن يريد إتاحة هذه الإمكانية للحضور.

ويأتى إلى جانب ذلك عملية تسويق السلاح المصرى، حيث يأتى المعرض المصرى فى نهاية العام، والذى تكون خلاله العديد من المعارض العالمية قد عُقدت، وتكون مصر على علم بأسعار الأسلحة والمعدات فى هذه المعارض، فهى فرصة لتقديم المنتج المصرى بالأسعار المناسبة والتى تحقق لمصر مبيعات أكثر من الأسلحة والمعدات. خاصة أن مصر لديها خبرة عملية من حرب 73، وأنها أكثر دولة تُقيم تدريبات مشتركة مثل النجم الساطع الذى حضره آخر مرة نحو 40 دولة، واستفادت مصر فى تطوير أسلحتها ومعداتها. لذلك فإن هذه المعارض فرصة لتسويق منتجاتها الحربية، خاصة أن مصر تُعتبر من أرخص الدول التى تبيع هذه الأنواع من الأسلحة، كما أنها تقدم تسهيلات فى الدفع مثل باقى الدول الأوروبية، وهذا ما حققته مصر فى الدورات السابقة. لذلك تركز الآن المصانع الحربية المصرية, ومصانع الهيئة العربية للتصنيع، والترسانة البحرية بالإسكندرية، ومصانع البصريات, فى عرض منتجاتها العسكرية لتحقيق أكبر مبيعات منتظرة فى هذا المعرض، خاصة أن تلك المصانع شهدت طفرة كبيرة فى الفترة الأخيرة منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى كقائد أعلى للقوات المسلحة.

حيث شهدت هذه المصانع طفرة كبيرة لم تشهدها منذ إنشائها فى الخمسينيات فى عهد الرئيس عبدالناصر، نظرًا للظروف التى مرت بها مصر منذ حرب 67، والتركيز على استيراد الأسلحة من الاتحاد السوفيتى.

ولكن فى الفترة الأخيرة تم تطوير كل هذه المصانع فى عهد اللواء العصار عندما كان وزير الدولة للإنتاج الحربى. وعمومًا، تلك فرصة أيضًا لكى يرى مهندسو هذه المصانع الحربية المصرية إنتاج الدول الأخرى لكى يتعرفوا على خطط تطوير أسلحتهم. وقد اشترك فى هذا المعرض هذا العام 50 دولة، وشارك أكثر من 450 عارضًا من المصانع الحربية المختلفة والشركات من خلال 25 جناحًا دوليًا. وعموما، فإننى من موقعى أدعو المدنيين لزيارة هذه المعارض للتعرف على كل ما هو جديد فى التسليح العالمى، وأقترح زيارتكم اعتبارًا من اليوم الثانى للمعرض – من يوم 2 ديسمبر – لترك اليوم الأول للوفود العسكرية.

وأتمنى أن تنظم الجامعات ووزارة الشباب زيارات لمجموعات من أبناء هذه الجامعات لمشاهدة التطور فى التسليح العالمى، خصوصًا مقدرة قواتنا المسلحة فى التصنيع الحربى، وكلها ثقافة عسكرية يحتاجها الجميع.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة المصرى اليوم.