أخبارحوادث

حريق ستوديو مصر يلتهم تاريخ السينما.. تفاصيل الكارثة بالجيزة

في يوم 28 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 11:11 مساءً

شهدت منطقة المريوطية بمحافظة الجيزة، اليوم الجمعة، حادثاً مأساوياً هز الأوساط الفنية والشعبية، حيث اندلع حريق هائل داخل مبنى «ستوديو مصر» العريق، الذي يُعد أحد أهم قلاع صناعة السينما في الشرق الأوسط. وقد تسبب الحادث في حالة من الذعر الشديد بين سكان المنطقة والعاملين، وسط مخاوف من تضرر التراث السينمائي الذي يحتضنه هذا الصرح التاريخي.

تفاصيل الحريق وجهود الحماية المدنية

بدأت المأساة في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً، حينما فوجئ العاملون بتصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف من داخل أحد الديكورات القديمة بالمبنى. وتشير المعاينات الأولية إلى احتمالية حدوث ماس كهربائي، تزامناً مع وجود مواد سريعة الاشتعال تُستخدم عادة في أعمال التصوير والديكور، مما ساهم في سرعة انتشار النيران.

وعلى الفور، تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بالجيزة بلاغاً بالحادث، لتدفع بعشرات سيارات الإطفاء في محاولة للسيطرة على الحريق ومنع امتداده للمباني السكنية المكتظة المجاورة. وقد نجحت القوات في إجلاء أكثر من 100 فرد من الفنانين والفنيين والعمال المتواجدين بالموقع، دون تسجيل خسائر في الأرواح حتى اللحظة، بينما لا تزال عمليات التبريد مستمرة.

حريق ستوديو مصر

ووصف شهود عيان المشهد بـ«الكابوس»، حيث غطت سحب الدخان الأسود سماء المنطقة، واختلطت أصوات صفارات الإنذار بصراخ المارة، في مشهد أعاد للأذهان حوادث مماثلة هددت التراث الفني.

ستوديو مصر.. ذاكرة السينما في خطر

لا يعتبر هذا الحادث مجرد حريق في مبنى عادي، بل هو تهديد مباشر لجزء أصيل من تاريخ الفن العربي. تأسس «ستوديو مصر» عام 1935، ليكون النواة الأولى لصناعة السينما الحقيقية في المنطقة. يمتد الاستوديو على مساحة 30 ألف متر مربع، وشهد تصوير روائع السينما المصرية التي شكلت وجدان الشعوب العربية، مثل فيلم «الأرض» للمخرج العالمي يوسف شاهين، والعديد من الأعمال الكلاسيكية والحديثة.

وتكمن أهمية هذا الموقع في كونه يمثل «هوليوود الشرق»، حيث احتضن بدايات كبار النجوم وصناع الفن. وأي ضرر يلحق ببنيته التحتية أو أرشيفه يمثل خسارة ثقافية فادحة لا يمكن تعويضها، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها هذه المباني التراثية من تقادم البنية التحتية والزحف العمراني المحيط بها.

مسلسل الحرائق يطارد مواقع التصوير

يأتي هذا الحريق ليعيد فتح ملف إجراءات السلامة في استوديوهات التصوير التاريخية في مصر. ففي مارس 2024، شهد «ستوديو الأهرام» المجاور حادثاً مماثلاً التهم ديكورات مسلسل «المعلم» وامتد لعدة عقارات مجاورة، مما تسبب في خسائر مادية جسيمة. تكرار هذه الحوادث يثير تساؤلات ملحة حول ضرورة تحديث أنظمة الحماية المدنية في هذه المواقع الأثرية للحفاظ على القوة الناعمة لمصر وتاريخها الفني من الضياع.