أخبارمنوعات

أزمة فيديو نائب رئيس البنك الأهلي تتصاعد… واعتذار متأخر لا يوقف غضب الجماهير

أزمة تتدحرج من “مزحة” إلى بلاغات رسمية

في يوم 20 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 5:43 مساءً

ما كان يبدو مجرد مقطع عابر تم تصويره خلال زيارة ميدانية، تحول خلال ساعات إلى واحدة من أكبر الأزمات الجماهيرية والإعلامية التي تواجهها مؤسسة مصرفية بحجم البنك الأهلي المصري. تصريحات البنكير  يحيى أبو الفتوح، نائب رئيس البنك، التي حملت سخرية واضحة من جماهير النادي الأهلي، أشعلت غضبًا واسعًا انطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانتهى بدخول النادي الأهلي نفسه على خط الأزمة بتصعيد قانوني ورسمي.

بداية الأزمة: فيديو السخرية من جماهير الأهلي

انتشر الفيديو الذي يظهر فيه أبو الفتوح وهو يداعب أحد الحاضرين بقوله إن “قطاع البنوك ناجح لأن معظم قياداته زملكاوية”، قبل أن يضيف ساخرًا بأن “سوء التعليم في مصر تسبب في كثرة مشجعي النادي الأهلي”.

هذه العبارات أثارت ردود فعل غاضبة، خاصة أنها صدرت من مسئول رفيع في مؤسسة مالية وطنية، ما جعلها أبعد بكثير من مجرد «مداعبة» بين شخصين.

اعتذار رسمي… ولكن بعد اشتعال الغضب

وبعد موجة الانتقادات العارمة، نشر أبو الفتوح بيانًا مقتضبًا عبر صفحته على “فيسبوك”، قال فيه:

> “مداعبة غير مقصودة بالطبع بعد المباركة بكأس السوبر بين شخصين. كل الاعتذار والاحترام والتقدير للنادي الأهلي وجماهيره العظيمة، مع كامل التقدير لجميع الأندية وجماهيرها”.

وأضاف أنه سيتخذ الإجراءات القانونية ضد من قام بنشر الفيديو، مؤكدًا أنه لم يقصد الإساءة لجماهير الأهلي.

ورغم الاعتذار، رأى كثيرون أن البيان جاء متأخرًا، وأن الضرر الذي وقع يتجاوز التبرير باعتباره «مزحة».

الأهلي يرد: بلاغات للوزارات… وشكوى للبنك المركزي

النادي الأهلي أصدر بيانًا رسميًا أعلن فيه التقدم بـ :

  • بلاغ إلى النيابة العامة
  • شكاوى رسمية إلى وزارات الرياضة، التعليم، المالية
  • شكوى إلى البنك المركزي المصري
  • مخاطبة إدارة البنك الأهلي لاتخاذ ما يلزم تجاه نائب رئيسه

مجلس الإدارة برئاسة الكابتن محمود الخطيب وجّه الإدارة القانونية باتخاذ الإجراءات التصعيدية اللازمة، معتبرًا تصريحات أبو الفتوح “إساءة غير مقبولة” لا يمكن التغاضي عنها.

بيان النادى الأهلى ضد تجاوزات يحيى أبو الفتوح ، نائب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلى المصرى رئس

غضب جماهيري وحملات لسحب المدخرات

انتشرت دعوات واسعة عبر منصات التواصل لسحب المدخرات والحسابات من البنك الأهلي، باعتبار ما حدث “إهانة مباشرة” للملايين من مشجعي النادي.

ورغم أن هذه الدعوات ما تزال في إطار الاحتجاج الإلكتروني، إلا أنها تمثل مؤشرًا خطيرًا على تراجع الثقة بين قطاع كبير من العملاء والمؤسسة المصرفية

لماذا الأزمة خطيرة؟

1. مسئول رفيع… وتصريحات غير محسوبة

المنصب الحساس الذي يشغله أبو الفتوح يجعل أي كلمة تصدر عنه محسوبة، لأنه يمثل مؤسسة تخدم ملايين المصريين من مختلف الانتماءات.

2. تهديد لسمعة البنك الأهلي

المؤسسات المصرفية تعتمد على الثقة… وتصريح واحد قد يفتح بابًا لأزمة علاقات عامة قد تجذب خسائر ملموسة.

3. تدخل رسمي من الأهلي يعني أن القضية لن تُطوى بسهولة

عندما يدخل نادٍ بحجم الأهلي على خط أزمة، فإن المسألة تتجاوز «ردًا على فيديو» إلى «ملف قيد التحقيق».

هل ينهي الاعتذار الأزمة؟

حتى اللحظة، يبدو أن اعتذار أبو الفتوح لن يكون كافيًا لإغلاق الملف، فالإجراءات القانونية من جانب الأهلي تسير بالفعل، والضغوط الجماهيرية ما تزال قوية.

الأزمة أصبحت أكبر من فيديو… أصبحت أزمة إدارة وحكمة ومسؤولية داخل مؤسسة مصرفية وطنية.

الخلاصة

احترام الجماهير ليس ترفًا، بل واجبًا. ..والفيديو الذي ظهر فيه نائب رئيس أكبر بنك في مصر لم يُفهم إلا باعتباره إهانة مباشرة لشريحة ضخمة من المواطنين والعملاء.

اليوم، الأزمة في ملعب:

البنك المركزي

مجلس إدارة البنك الأهلي

القضاء المصري

بينما تنتظر الجماهير ردًا يناسب حجم الغضب… وتناسب حجم الكيان الذي تعرض للإساءة.