شئون مصرية

السيسي وبوتين يشاركان افتراضيًا في تركيب وعاء ضغط المفاعل النووي بالضبعة.. ومصر تحتفل بعيدها الخامس للطاقة النووية

في يوم 19 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 5:23 مساءً

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل النووي للوحدة الأولى بمحطة الضبعة النووية، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بالعيد المصري الخامس للطاقة النووية، الذي يوافق 19 نوفمبر من كل عام.

حدث تاريخي يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون النووي المصري–الروسي

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الفعالية بدأت بعرض فيلم تعريفي حول المشروع النووي المصري، أعقبه كلمة للسيد أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لشركة “روس آتوم”، ثم كلمة للمهندس محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، تلتها كلمة مسجلة للسيد رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

رسالة بوتين: دعم مباشر لمصر وتأكيد على عمق الشراكة

وألقى الرئيس فلاديمير بوتين كلمته عبر الفيديو كونفرانس، مهنئًا مصر بمناسبة تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى، ومؤكدًا أن وتيرة العمل الحالية تمثل نجاحًا بارزًا في التعاون النووي بين البلدين، وأن المحطة النووية ستسهم في توفير الكهرباء اللازمة لدعم الاقتصاد المصري المتنامي.

وأشار بوتين إلى أن المتابعة الشخصية والدعم المباشر من الرئيس السيسي كانا عاملًا حاسمًا في سرعة الإنجاز. كما تقدم بالتهنئة للرئيس السيسي بمناسبة يوم مولده، مؤكدًا عمق واستمرارية العلاقات المصرية–الروسية الممتدة منذ عقود، منذ مشاركة الخبراء السوفييت في بناء السد العالي، وصولًا إلى التعاون الحالي في محطة الضبعة النووية.

كما أوضح الرئيس الروسي أن حجم ومعدل التجارة بين البلدين يشهدان نموًا ملحوظًا، وأن روسيا ماضية في إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بقناة السويس، إلى جانب تقديم برامج تدريب وتأهيل للكوادر المصرية العاملة في المجال النووي، مع التأكيد على التزام الشركة الروسية بأحدث المعايير البيئية والتكنولوجية.

السيسي: “نسطّر صفحة جديدة مضيئة في مسيرة الوطن”

وفي كلمته خلال الفعالية، عبّر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديره لمشاركة الرئيس بوتين ودعمه للمشروع، مؤكدًا أن مصر تسطر اليوم صفحة جديدة في مسيرتها نحو المستقبل، وأن حلم الاستخدام السلمي للطاقة النووية الذي راود المصريين منذ منتصف القرن الماضي يتحقق الآن على أرض الواقع.

وأكد الرئيس أن العلاقات المصرية–الروسية استراتيجية راسخة تقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم، وأن مشروع الضبعة يمثل امتدادًا لمشروعات عملاقة تركت بصمات واضحة على مسار التنمية المشتركة، بدءًا من بناء السد العالي وصولًا إلى هذا المشروع النووي العملاق.

الطاقة النووية خيار استراتيجي لمستقبل مصر

وأشار الرئيس السيسي إلى أن قرار إحياء البرنامج النووي كان قرارًا استراتيجيًا حكيمًا في ظل ما يشهده العالم من أزمات طاقة متلاحقة وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، مؤكدًا أن المشروع يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة ويتسق مع أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.

كما أوضح أن مشروع الضبعة يمثل نقلة نوعية في مسار توطين المعرفة ونقل التكنولوجيا، حيث يشمل تعاونًا واسعًا في التدريب وتأهيل الكوادر المصرية في مجالات التصنيع الثقيل واستخدامات الطاقة النووية، فضلًا عن مساهمته في توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

انطلاق مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل

وعقب عرض فيلم وثائقي تناول مراحل تصنيع وعاء الضغط وفحصه ونقله، أعلن الدكتور شريف حلمي، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، جاهزية تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى، طالبًا من الرئيس السيسي والرئيس بوتين إعطاء إشارة البدء في التنفيذ، لتنطلق بعدها مراسم التركيب رسميًا في موقع الضبعة.

خطوة كبرى تضع مصر على خريطة الدول النووية

واختتم الرئيس السيسي كلمته بتوجيه الشكر للرئيس بوتين، ولجميع العاملين المصريين والروس على التفاني وتحقيق معدلات إنجاز غير مسبوقة، مؤكدًا التزام الدولة باستكمال المشروع وفق أعلى معايير السلامة العالمية، بما يعزز مكانة مصر على خريطة الدول الرائدة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.