يعرض المتحف المصري بالقاهرة في الطابق العلوي تمثالًا فنيًا فريدًا يُعرف باسم «حاملة القرابين»، يعود إلى عهد الملك أمنمحات الأول من الأسرة الثانية عشرة في عصر الدولة الوسطى.
يجسد التمثال سيدةً تتقدم بخطوات واسعة تحمل على رأسها سلة كبيرة تضم أربع جرات حمراء يُرجح أنها للنبيذ، بينما تمسك بيدها اليمنى بطة حية في مشهدٍ مفعم بالحيوية يعكس الأسلوب الفني المستوحى من نقوش الدولة القديمة التي صوّرت حاملي القرابين.
ويُظهر العمل دقة النحت والتلوين، إذ صُنع من الخشب والجص والأصباغ، وتبدو السيدة في هيئة مهيبة تتزين بـ فستان مزخرف بنقوش الريش يشبه فساتين الإلهات، مع قلادة وأساور أنيقة تضفي على التمثال طابعًا من الجمال والرقي.
ويُعد هذا التمثال من أبرز القطع المعروضة ضمن أساسيات العرض المتحفي، لما يجسده من مزيجٍ فني يجمع بين الرمزية الدينية وجماليات الحياة اليومية في مصر القديمة.
ويعكس هذا العمل البديع المكانة الرفيعة التي حظيت بها المرأة المصرية في العصور القديمة، حيث كانت رمزًا للعطاء والجمال والتجدد، ومصدرًا للحياة والخصب في المعتقدات المصرية، وهو ما حرص الفنانون القدماء على تخليده في أعمالهم التي خلدت المرأة كأيقونة أبدية للحياة والخلود.
سعيد جمال الدين
