شهدت المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير حالة من الحراك السياحي الملحوظ عقب افتتاح المتحف واستقبال الزائرين من مختلف دول العالم، إضافة إلى المواطنين المصريين الراغبين في مشاهدة واحدة من أكبر وأهم صروح حفظ وعرض الآثار المصرية عبر التاريخ. هذا الإقبال الكبير، الذي يُتوقع أن يتواصل ويتزايد خلال المواسم المقبلة، يُمهّد لانتعاشة اقتصادية واسعة في المنشآت السياحية والفندقية المحيطة بالمتحف.
طفرة في الحركة السياحية
مع بداية فتح أبواب المتحف المصري الكبير أمام الجمهور، بدأت المؤشرات الأولى لتزايد الحركة السياحية في الظهور بشكل واضح.
فالمتحف الذي يقع في منطقة الجيزة بالقرب من أهرامات مصر الشهيرة، أصبح نقطة جذب مركزية تجمع بين التاريخ والتراث والحداثة في تجربة واحدة. وتفيد التقديرات الأولية بأن المتحف سيستقطب ما بين 5 إلى 8 ملايين زائر سنويًا خلال الأعوام الأولى للتشغيل الكامل، ما يجعله واحدًا من أهم الوجهات الثقافية عالميًا.
الفنادق والمطاعم تستعد للاستفادة من الزخم
منطقة الهرم وأبو الهول وما حولهما تضم مجموعة كبيرة من الفنادق ذات التصنيفات المختلفة، إلى جانب المطاعم السياحية والمحال التجارية.
ومع تزايد الإقبال على المتحف، من المتوقع أن تشهد هذه المنشآت:
- زيادة في نسب الإشغال الفندقي التي قد تتجاوز 80% في مواسم الذروة
- ارتفاعًا ملحوظًا في إيرادات المطاعم والمقاهي السياحية
- تنوعًا في سلوك الزائرين بين السياحة الثقافية والترفيهية
وقد بدأت بالفعل العديد من الفنادق في تطوير خدماتها وعروضها الترويجية المرتبطة بجولات المتحف والأهرامات، لتقديم برامج متكاملة تشمل الإقامة والزيارات والنقل.
فرص استثمارية جديدة
افتتاح المتحف لا ينعش فقط المنشآت القائمة، بل يفتح الباب أمام استثمارات جديدة في:
- افتتاح فنادق صغيرة ومتوسطة لاستيعاب فئات متنوعة من الزائرين
- إنشاء مراكز تسوق ومنتجات تذكارية ترتبط بالهوية المصرية القديمة
- توسع الخدمات السياحية مثل النقل الخاص والجولات المتخصصة
كما أن الدولة تعمل على تطوير البنية التحتية والطرق المؤدية إلى المنطقة، مما يسهل حركة الزائرين ويزيد من جاذبية الموقع.
المتحف كجسر بين الماضي والمستقبل
لا يمثل المتحف المصري الكبير مجرد مبنى لعرض الآثار، بل هو مشروع حضاري وثقافي متكامل، يضم:
- قاعات عرض تفاعلية
- مراكز بحث وترميم حديثة
- مساحات مفتوحة للأنشطة الثقافية
- منطقة تجارية وترفيهية راقية
هذا الدمج بين الأصالة والحداثة يمنح الزائر تجربة متفردة تعكس الهوية المصرية وتراثها الضارب في جذور التاريخ.
محورًا رئيسيًا لتحريك قطاع السياحة في مصر
يتوقع الخبراء أن يكون المتحف المصري الكبير محورًا رئيسيًا لتحريك قطاع السياحة في مصر خلال الأعوام المقبلة، بما ينعكس مباشرة على اقتصاد المنطقة المحيطة، ويزيد من فرص العمل، ويُعيد صياغة المشهد السياحي والثقافي في القاهرة الكبرى بصورة تليق بمكانة مصر الحضارية.



