نظمت مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث أمس الثلاثاء فعاليتها الثقافية والعلمية المتميزة، حيث عُقدت محاضرة بعنوان “معابد أبو سمبل… ملحمة البشر والحجر” في تمام الساعة السادسة مساءً بقصر الأمير طاز، وسط حضور واسع من طلاب وخريجي كليات الآثار والتاريخ والمهتمين بالحضارة المصرية القديمة.
رؤية علمية تكشف أبعادًا جديدة لتعامد الشمس
ألقى المحاضرة الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار واللغة المصرية القديمة بكلية الآثار – جامعة القاهرة، وأحد أبرز المتخصصين في مجاله، حيث قدّم عرضًا علميًا شيقًا تناول خلاله الأهمية التاريخية والدينية والفلكية لمعابد أبو سمبل، كاشفًا عن أسرار جديدة تتعلق بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس، التي تُعد واحدة من أعظم الظواهر الفلكية والهندسية في العالم القديم.
وأوضح الدكتور بدران أن هذه الظاهرة لم تكن مجرد حدث فلكي عابر، بل جاءت نتيجة دراسة دقيقة لاتجاهات الضوء ومسار الشمس، بما يعكس معرفة المصري القديم الفائقة بعلم الفلك ودقة البناء المعماري للمعبد.
ملحمة إنقاذ معابد النوبة وأهمية الموقع الجغرافي
استعرض بدران خلال المحاضرة الأهمية الجغرافية لموقع أبو سمبل ودوره في حماية حدود مصر الجنوبية، إلى جانب الرمزية الدينية التي جسدها الملك رمسيس الثاني في معابده، وتطرّق إلى ملحمة إنقاذ معابد النوبة التي قادتها منظمة اليونسكو في ستينيات القرن العشرين بمشاركة أكثر من خمسين دولة لإنقاذها من الغرق بعد بناء السد العالي، مؤكدًا أنها تمثل نموذجًا فريدًا للتعاون الدولي في حفظ التراث الإنساني
رمسيس الثاني والملكة نفرتاري.. رموز الخلود والجمال
توقّف الدكتور بدران عند شخصية رمسيس الثاني، باعتباره رمزًا للملكية المؤلهة والقيادة الحكيمة، مشيرًا إلى دوره في إبرام أول معاهدة سلام موثقة في التاريخ مع الحيثيين.
كما ألقى الضوء على الملكة نفرتاري، التي خلدها رمسيس الثاني في معبدها الصغير بأبو سمبل، رمزًا للجمال والحب والوفاء
تفاعل كبير من الحضور ومؤسسة زاهي حواس تؤكد رسالتها الثقافية
شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين أثنوا على الطرح العلمي والفني العميق الذي قدّمه الدكتور بدران، مؤكدين استفادتهم الكبيرة من تفاصيل الحدث الفلكي والإنجازات الأثرية المصرية القديمة
مؤسسة زاهي حواس: هدفنا ترسيخ الوعي بالتراث المصري لدى الشباب
وفي ختام الفعالية، أكدت مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث أن تنظيم هذه الندوات يأتي في إطار سعيها لنشر الوعي الأثري والعلمي بين الشباب، وربطهم بتاريخ بلادهم العريق، مشيرة إلى أنها ستواصل تنظيم سلسلة من المحاضرات والدورات التدريبية المجانية في مختلف المحافظات تهدف إلى تبسيط العلوم الأثرية وربط الشباب بعظمة حضارتهم وتاريخهم العريق عبىر لتعزيز الانتماء للحضارة المصرية وترسيخ قيمها في الوجدان الجمعي.
