بأقلامهم

“الدكتور محمد عبد المنعم صالح ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : العلاج الجينى

في يوم 30 سبتمبر، 2025 | بتوقيت 11:07 مساءً

تحتوي الجينات على الحمض النووي (DNA)، وهو كلمة السر أو الشفرة التي تتحكم في معظم صفات الجسم ووظائفه، بدءًا من لون الشعر والطول، وصولًا إلى التنفس والمشي وهضم الطعام. وعندما لا تعمل الجينات بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بأمراض وراثية أو مكتسبة.

الهدف من العلاج الجيني

يهدف العلاج الجيني إلى إصلاح أو استبدال الجينات المعيبة بجينات سليمة من أجل علاج المرض أو تعزيز قدرة الجسم على مقاومته. وهو يعد أسلوبًا واعدًا في مواجهة أمراض معقدة مثل:

  • السرطان

  • أمراض القلب

  • السكري

  • الإيدز

وقد اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بعض منتجات العلاج الجيني لعلاج حالات مثل:

  • السرطان

  • ضمور العضلات الشوكي

  • سيولة الدم

  • مرض الخلايا المنجلية

ويتوفر العلاج الجيني حتى الآن في نطاق محدود، غالبًا من خلال التجارب السريرية التي تهدف إلى التأكد من سلامته وفاعليته.

العلاج الجينى

آليات العلاج الجيني

يُستخدم العلاج الجيني لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:

  1. إصلاح الجينات (Repair):

    • تعطيل الجينات المعيبة المسببة للمرض.

    • تفعيل الجينات السليمة التي تساعد على مقاومة المرض.

  2. استبدال الجينات (Replace):

    • استبدال الجينات المعطوبة بجينات سليمة.

    • مثال: الجين p53 الذي يمنع نمو الأورام، وعند إصابته بالخلل يُسهم في تطور بعض أنواع السرطان.

  3. مساعدة الجهاز المناعي (Help to Recognize):

    • تدريب جهاز المناعة على التعرف على الخلايا المريضة أو السرطانية باعتبارها تهديدًا، ليتمكن من مهاجمتها.

المخاطر (Risks)

رغم وعوده الكبيرة، ينطوي العلاج الجيني على بعض المخاطر المحتملة، أبرزها:

  • ردود فعل مناعية غير مرغوبة: قد يتعامل الجهاز المناعي مع الفيروسات المستخدمة كناقلات على أنها أجسام غريبة ويهاجمها، مما قد يؤدي إلى التهابات أو حتى فشل في الأعضاء.

  • استهداف الخلايا الخطأ (Wrong Targeting): قد تصل الفيروسات إلى خلايا غير مستهدفة مسببة ضررًا إضافيًا.

  • العدوى (Infection): قد تستعيد بعض الفيروسات قدرتها على إحداث المرض بعد إدخالها إلى الجسم.

  • أخطاء جينية: قد ينتج عنها نمو غير طبيعي للخلايا أو الإصابة بالسرطان.

الناقلات المستخدمة

  • الفيروسات (الأكثر شيوعًا).

  • الخلايا الجذعية: يتم تعديلها في المختبر لمقاومة المرض.

  • الجسيمات الشحمية (Fatty Particles): تنقل الجينات السليمة إلى الحمض النووي في الخلايا المستهدفة.

النتائج

رغم أن الاستخدامات السريرية ما زالت محدودة، فقد أظهرت التجارب نتائج مشجعة في علاج أمراض مثل:

  • نقص المناعة الحاد.

  • سيولة الدم واضطرابات الدم.

  • العمى الناتج عن التهاب الشبكية الصباغي.

  • اللوكيميا (سرطان الدم).

  • الاضطرابات العصبية الوراثية.

  • أمراض القلب والأوعية الدموية.

  • بعض أنواع السرطان.

  • الأمراض المعدية.

المعوقات

ما زال العلاج الجيني يواجه عدة تحديات، منها:

  • إيجاد وسيلة آمنة وفعّالة لإيصال الجينات إلى الخلايا.

  • استهداف الجين أو الخلية الصحيحة.

  • تقليل احتمالية الآثار الجانبية.

  • ارتفاع التكلفة وصعوبة تغطيتها بالتأمين الصحي.

خاتمة

العلاج الجيني يمثل ثورة طبية واعدة في طريق علاج الأمراض المستعصية، لكن تطبيقه العملي ما زال محدودًا، ويحتاج إلى المزيد من الأبحاث والتجارب للتأكد من سلامته وفعاليته.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا سواء السبيل، ويحمينا من الأمراض والأخطار، ويحفظنا من كل شر وسوء، وهو أرحم الراحمين.

✍️  كاتب المقال

الدكتور محمد عبد المنعم صالح 

Email :[email protected]

 رئيس مجلس إدارة المنتدى العالمى لخبراء السياحة

دكتوراه العلوم الطبية البيئية – جامعة عين شمس

خريج الكلية الحربية المصرية –الدفعة 25 اطباء –1974

ماجستير الميكروبيولوجيا الطبية والوبائيات –الأكاديمية الطبية العسكرية

استشاري صحة البيئة والميكروبيولوجيا الطبية

إستشارى تدريب صحة وسلامة الغذاء بغرفة المنشات الفندقية

إستشارى برنامج التوعية الصحية ضد كوفيد -19

إستشارى تدريب الإدارة البيئية للفنادق ( الفنادق الخضراء )

إستشارى التدريب علي التنافسية في القطاع السياحي ، تابع لمنظمة العمل الدولية

إستشارى التدريب في منظمة الفنادق والنزل الأمريكية ، سابقاً

إستشارى التدريب في كلية أدنبره “اسكتلندا” سابقاً

عضو جمعية الباجواش المصرية

عضو لجنة جودة التعليم وأخلاقيات البحث العلمي ، كلية السياحة والفنادق، جامعة المنصورة

عضو لجنة جودة التعليم في الرقابة علي الأغذية-كلية الطب البيطري،  جامعة بنها سابقاَ

لمزيد من المقالات للكاتب  إدخل على الرابط التالى 

https://elmahrousanews.com/?s=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B9%D9%85+%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD