آثار ومصريات

بدء ترميم الصرح الأول بمعبد الرامسيوم لإعادته لهيئته في عهد رمسيس الثاني

في يوم 29 سبتمبر، 2025 | بتوقيت 9:36 مساءً

أجرى الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، جولة ميدانية لمتابعة مشروع ترميم الصرح الأول بمعبد الرامسيوم، الذي يتم تنفيذه من خلال بعثة مصرية تابعة لقطاع حفظ وتسجيل الآثار، بالتعاون مع الجامعة الوطنية الكورية للتراث، وبتمويل من هيئة التراث الكورية.

كما شملت الجولة متابعة أعمال ترميم مقبرة الملك تحتمس الثاني التي اكتُشفت حديثًا في منطقة الوديان الغربية بالبر الغربي بالأقصر.

تفاصيل الأعمال الجارية في معبد الرامسيوم

اطلع الأمين العام خلال الجولة على أنشطة الحفائر داخل المعبد، والتي تهدف لاكتشاف كتل حجرية سقطت نتيجة الزلزال المدمر عام 27 قبل الميلاد.

- الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في جولة بالأقصر للوقوف على مستجدات الأعمال بمشروعي ترميم الصرح الأول لمعبد الرامسيوم ومقبرة تحتمس الثاني
– الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في جولة بالأقصر للوقوف على مستجدات الأعمال بمشروعي ترميم الصرح الأول لمعبد الرامسيوم ومقبرة تحتمس الثاني

كما تفقد مناطق تخزين ونقل وترميم الكتل الضخمة، واستمع إلى شرح من الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ تسجيل الآثار ورئيس البعثة المصرية، حول المراحل المختلفة للمشروع منذ انطلاقه في النصف الثاني من عام 2023.

خطة إعادة بناء الصرح الأول

أشاد الدكتور خالد بما تحقق من إنجازات، مؤكدًا ضرورة تسجيل كل كتلة حجرية علميًا، تمهيدًا لإعادة بناء الصرح الأول للمعبد ليعود مدخله الأصلي كما كان في عهد الملك رمسيس الثاني، بدلاً من البوابة الشمالية المستخدمة حاليًا.

- الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في جولة بالأقصر للوقوف على مستجدات الأعمال بمشروعي ترميم الصرح الأول لمعبد الرامسيوم ومقبرة تحتمس الثاني
– الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في جولة بالأقصر للوقوف على مستجدات الأعمال بمشروعي ترميم الصرح الأول لمعبد الرامسيوم ومقبرة تحتمس الثاني

وأوضح أن المشروع يأتي ضمن جهود وزارة السياحة والآثار لحماية التراث المصري وتطوير الخدمات المقدمة للزوار، بما يساهم في دعم منتج السياحة الثقافية وزيادة أعداد السائحين.

استخدام التكنولوجيا الحديثة في التوثيق

أكد الدكتور هشام الليثي أن المشروع حصل على موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية، مشيرًا إلى أن المرحلتين الأولى والثانية شملتا إعداد الدراسات المطلوبة والتوثيق الرقمي لكتل الصرح باستخدام تقنية المسح ثلاثي الأبعاد.

- الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في جولة بالأقصر للوقوف على مستجدات الأعمال بمشروعي ترميم الصرح الأول لمعبد الرامسيوم ومقبرة تحتمس الثاني
– الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في جولة بالأقصر للوقوف على مستجدات الأعمال بمشروعي ترميم الصرح الأول لمعبد الرامسيوم ومقبرة تحتمس الثاني

كما أُنشئ موقع خاص لترميم الكتل ووضعها على مصاطب، حيث نجح فريق العمل المصري الكوري في استخراج عدد من الكتل المطمورة منذ الزلزال، وهو ما يعزز الدراسات الأكاديمية المرتبطة بعهد الملك رمسيس الثاني وتاريخه المعماري.

معبد الرامسيوم وأهميته التاريخية

يمثل معبد الرامسيوم سجلًا حضاريًا مهمًا لفترة حكم الملك رمسيس الثاني، إذ يضم نقوشًا بارزة تجسد معركة قادش، إضافة إلى الطقوس الدينية والجنائزية.

ويتميز المعبد بأعمدته الضخمة وتماثيله العملاقة، أبرزها تمثال جالس لرمسيس الثاني بارتفاع 17 مترًا ووزن يقارب 1000 طن، إلى جانب مقاصير للمعبودات ومبانٍ خدمية مثل المطابخ والمخازن.

زيارة مقبرة الملك تحتمس الثاني

شملت الجولة أيضًا زيارة مقبرة الملك تحتمس الثاني المكتشفة في فبراير الماضي، والتي تُعد آخر مقبرة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشرة.

وتم العثور بجوارها على وديعة أساس تضمنت أواني فخارية وألباستر وهيكلًا عظميًا لعجل صغير، إلى جانب نقش هيروغليفي يوضح قيام الملكة حتشبسوت بإنشاء المقبرة لزوجها وأخيها، وتواصل البعثة المصرية البريطانية أعمالها في المنطقة للكشف عن مقابر جديدة.

وشدد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على أهمية استكمال مشروع ترميم المقبرة والقيام بمزيد من الحفائر في المنطقة المحيطة بها، من أجل الكشف عن أسرار إضافية تعزز فهم التاريخ المصري القديم.

رافق الدكتور محمد إسماعيل خالد في جولته عدد من قيادات المجلس الأعلى للآثار بينهم محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، والدكتور عبد الغفار مدير عام آثار الأقصر، والدكتور بهاء عبد الجابر مدير عام آثار القرنة، إضافة إلى السيد جيسو كيم رئيس المشروع من الجانب الكوري، وسيد الشورى المشرف على الحفائر، وأعضاء البعثتين المصرية الكورية والمصرية الإنجليزية، إلى جانب مفتشي آثار القرنة والمرممين.