تستعد شركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري لإعادة إطلاق مبنى “كافيه ريش” الشهير في وسط القاهرة بعد تطويره وتحويله إلى فندق بوتيك متكامل، مع تحديد موعد الافتتاح بنهاية عام 2026، في خطوة تعكس توجه الشركة نحو استغلال المباني التراثية في تعزيز المشهد السياحي والثقافي بالعاصمة.
أيقونة ثقافية في قلب القاهرة
يقع مبنى كافيه ريش في 29 شارع هدى شعراوي، وتم تشييده عام 1908 تحت اسم آخر، قبل أن ينتقل ملكيته عبر عدة مراحل تركت بصمتها على تاريخه. ففي عام 1914 اشترى المبنى الفرنسي هنري ريسين وأطلق عليه اسمه الحالي، ثم باعه لاحقًا لليوناني مايكل نيكابوليتس الذي أضاف مسرحًا للعروض الفنية. وفي عام 1942 انتقلت الملكية إلى جورج باسيل أفايانوس الذي ألحق مطعمًا عالميًا بالمكان، قبل أن يبيعه عام 1962 إلى عبد الملك ميخائيل صليب، ليصبح أول مصري يمتلك مقهى ريش.
على مدار تاريخه، كان كافيه ريش انعكاسًا لتطورات وسط القاهرة، ومركزًا اجتماعيًا وثقافيًا بارزًا شهد حضور كبار الأدباء والمفكرين مثل نجيب محفوظ، أحمد شوقي، يوسف إدريس، طه حسين، كما لعب دورًا مهمًا في الحركة الثورية المصرية.
تفاصيل المشروع الجديد
المبنى مكوّن من خمسة طوابق سيجري استغلالها بشكل متنوع؛ إذ يضم الطابق الأرضي مساحات تجارية، فيما سيتم تخصيص أحد الطوابق كمسرح للعروض الفنية والثقافية، إلى جانب مطعم عالمي واستوديو ترفيهي للأجيال الشابة. كما سيجري تجهيز الطابق الخامس ليكون فندق بوتيك، فيما يشمل السطح مطعمًا ومناطق لتناول الطعام بإطلالة مباشرة على قلب القاهرة الخديوية.
استثمارات ضخمة وخطة للتوسع
وقال كريم الشافعي، رئيس مجلس إدارة شركة الإسماعيلية، إن تطوير مبنى كافيه ريش يأتي ضمن خطة الشركة لضخ استثمارات تصل إلى نحو 300 مليون جنيه خلال عام 2025 لتطوير أصولها بوسط البلد، مع تركيز خاص على قطاع الضيافة. وأوضح أن الشركة تستهدف الوصول بإيراداتها إلى 160 مليون جنيه بحلول 2026، عبر إعادة إحياء مبانٍ تاريخية وتحويلها إلى مشاريع سياحية وثقافية مستدامة.
تملك شركة الإسماعيلية اليوم أكثر من 25 مبنى في منطقة وسط القاهرة بمساحات تصل إلى 85 ألف متر مربع، وتسعى لمضاعفة محفظتها العقارية إلى 50 مبنى بحلول 2027. وتؤكد الشركة أن تطوير “كافيه ريش” يمثل خطوة محورية لإعادة وضع وسط البلد على خريطة السياحة العالمية، من خلال الدمج بين الضيافة الراقية والحفاظ على التراث الثقافي.
