أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرسياحة وسفرشئون مصرية ومحليات

الدكتور “سعيد البطوطى” يكتب لـ” المحروسة نيوز ” عن مفاهيم السياحة المفرطة

في يوم 10 نوفمبر، 2019 | بتوقيت 4:00 مساءً

هل سمعتم عن السياحة المفرطة Overtourism؟

ببساطة نعرفها على أنها “تأثير السياحة السلبي على وجهة سياحية أو أجزاء منها وعلى جودة حياة المواطنين و/ أو نوعية أو جودة تجارب الزائرين”.

والسياحة المفرطة عكس السياحة المسؤولة Responsible Tourism التي تدور حول استخدام السياحة لإنشاء أماكن ومجتمعات أفضل بالنسبة للسكان المحليين للعيش فيها، وأفضل للزيارة للزائرين.

هناك تحديات كبيرة تواجه العديد من الوجهات السياحية، وعلى رأس تلك التحديات إدارة التدفقات السياحية المتزايدة إلى المناطق الحضرية وتأثير السياحة على المدن وسكانها.

بحسب آخر الإحصائيات، يعيش حوالي 54% من سكان العالم في المناطق الحضرية، وبحلول عام 2050 متوقع أن تصل النسبة إلى 70% .

وزيادة عدد السائحين عن الطاقة الاستيعابية لأي منطقة، بالقطع يؤثر سلباً على الموارد الطبيعية، إضافة إلى التأثيرات الاجتماعية الأخرى، كما يشكل ضغوطًا على البنية التحتية والتنقل وغيرها من المرافق.

ولذا فالإدارة السليمة للمناطق والقياسات المستمرة للطاقة الاستيعابيةCarrying Capacity والتوازن ما بين مصلحة الزائرين للمكان والمقيمين على حد سواء قضية أساسية في هذا القطاع وواجب رئيسي للسلطات المحلية بالوجهات السياحية والقائمين على السياحة والحكومات …

وقد عرفنا الطاقة الاستيعابية للسياحة Tourism’s Carrying Capacity على أنها “الحد الأقصى لعدد الأشخاص الذين قد يزورون مقصدًا سياحيًا في نفس الوقت، دون التسبب في تدمير البيئة المادية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أو التأثر السلبي على جودة رضا الزائرين للمكان Quality of visitors’ satisfaction “.

والسياحة مستحيل أن تكون مستدامة إلا إذا تم تطويرها وإدارتها مع الأخذ في الاعتبار كل من الزائرين والمجتمعات المحلية. وتعد مواجهة التحديات التي تواجه السياحة الحضرية اليوم مهمة أكثر تعقيدًا، وهناك حاجة ملحة لوضع خريطة طريق مستدامة للسياحة الحضرية ووضع القطاع في جدول الأعمال الحضري الأوسع.

السياحة هي واحدة من القطاعات الاقتصادية القليلة التي تنمو بلا هوادة في جميع أنحاء العالم، مما يترجم إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعمالة وتطوير البنية التحتية وعائدات التصدير، لذا من الأهمية بمكان ضمان توافق السياحة الحضرية مع دور المدن في الأجندة العالمية..

كما يجب أن تكون أجندة الأمم المتحدة الجديدة، وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، خاصة الهدف 11 والذي ينص على “جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة ومرنة ومستدامة” في مقدمة أولويات الجميع …

كاتب المقال

الدكتور سعيد البطوطى

استاذ إقتصاديات السياحة بجامعة فرانكفورت بألمانيا

الإستشارى لمنظمة السياحة العالمية

مقالات ذات صلة