أخباربأقلامهم

الكاتب الصحفى “محمود الشربينى ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : الوطن .. هل يجب أن يكون سجنا كبيرا ليحميه من التمزق و الضياع ؟ !1 – 2

في يوم 3 سبتمبر، 2025 | بتوقيت 12:26 صباحًا

يخفض البنك المركزي سعر الفائدة تباعا .. ولا تخفض الحكومة سعر أي منتج على الإطلاق!! على العكس من ذلك ترفع الحكومة أسعار البنزين حتى أنها ستصل لمستويات قياسية فوق الطاقة والقدرة، وترفع أسعار الكهرباء والماء والبوتجاز ..”

هل تعتقد الحكومة أننا كلنا حرامية أو تجار مخدرات أو نعمل في غسيل الأموال” ؟

لماذا هذا” الفُجْر ” في التعامل معنا وكأننا ارتكبنا ذنوبا بقبولنا لعملية الإنقاذ التي جرت يوم ٣-٧ ؟

الشيء الوحيد الذي لن أندم عليه منذ ذلك التاريخ الذي سقط فيه “الإخوان المسلمون ” هو هذا الذي جرى معهم كليًا ، وأنا هنا لا أنافق أحدًا ولا أمرر كلاما بليل مدهون بالزبدة ، وإنما هي قناعتي بعد تفكير عميق ،ولست أخشى أي إتهام بالعداء للدين ،ببساطة هؤلاء لاعلاقة لهم بالدين .

وليس صحيحا أن الخلاف معهم – كما حلل وفسر كتاب وصحافيّون ذوي اتجاهات تدعم الإسلام السياسي ، أننا – كليبيراليين – نتصارع معهم على جزء من الكعكة السياسية في حكم مصر .. فلا هم ولا الحكومة الحالية أبقوا لنا أي جزء من الكعكة .

في يقيني أن هؤلاء و كثير من الفسدة الفجرة لا ينحازون إلى الشعب المصرى . الانحياز إلى الشعب لايعني مطلقًا إخضاعه بالسيطرة عليه جائعا مريضا محروما محزونا لايستطيع اداء ماعليه من التزامات ولا أداء أي حقوق تتطلبها أسرته وحياته .

ماذا يعني ان يكون لي وطن وأنا عارٍ من الأموال والإمكانات وليس في جيبي ثمن الدواء والطعام والكساء؟ !

تخيلوا .. لا احد يتحدث الآن عن كلفة الحياة في مصر على الأسر المصرية .. تخيلوا أن كاتبا حينما يتحدث عن عدم توفر المال لرب أسرة لكي يطعم أولاده أو يداويهم أو يلبي احتياجاتهم المدرسية ، يتهم ب ” الفجعنه” وبأن همه على بطنه ،

وكأن الناس يجب أن تكون في سجن كبير ، يأكلون فيه العدس بطينه والفول بسوسه وينامون علي البلاط تقديرا للجدران التي تحميهم وأسقف السجن التي تقيهم من الشمس الحارقة ، وللأسوار العالية للسجن التي تمنع طائرات ومدافع الأعداء- أي أعداء – من الإغارة على الوطن وتمنعهم من السيطرة عليه ، سواء بالقوة – أو بالأفكار الهدامة- من إسقاطه كما حدث لشعوب ودول أخرى ؟

ماذا يكسب الناس إن كانت جدران الوطن تحرق قلوبهم وتصعد همومهم إلى أعلى ذري لها .. كيف يمكن لرجل رب أسرة أن يحيا وهو يعيش تحت خط النار والإفقار ، ان يفكر إو يخطط جيدا لمستقبل بلاده ولأولاده ؟

ثورة يوليو قامت لمواجهة الفساد والرشوة وبعد اندلاعها بسنين طويلة، و مازلنا نتحرك في نفس الدائرة ولا أحد يواجه الفساد أو يكافح الرشوه ، بل يتعرض للقهر والاستبداد كلما فتح فمه لاعنا الأيام السوداء التي تجعل أذني الحكومة واحدة من طين والأخري من عجين.. فلا ترى ولا تسمع ولاتتكلم ،ولاتفعل شيئا سوي رفع يدها عن كل شيء ، حتى الأمن بات مفقودًا بين الناس ، بسبب تغييب الأمن الجنائي والاجتماعي وتوجيه الاهتمام كله إلى الأمن السياسي ، لقمع كل صوت يخالف صوت الحكومة !

هل كتب على الشعب المصري ان يظل مستنزفا لصالح التجار والسماسرة ومن لديهم أموال متخمة على قلوبهم من غسيل الأموال ومن تجارة المخدرات والآثار ، فيستطيعون الحصول على كل شيء لأن معهم الأموال ؟

تعلن الدولة عن بيع شقق جاهزة بمقدمات عالية فيقبل عليها هؤلاء ، فيتواطأون مع سماسرة رسميين ، فيحجزون الشقق بمقدمات بالملايين ، ثم بمجرد حصولهم على التخصيص يكسبون من بيع أوراقها الطاق أربعة أو خمسة وفي اسوأ الأحوال الطاق طاقين على السعر الذي تقدموا للشراء على اساسة ؟ أي شقق هذه التي يمكن ان يبحث عنها الشباب وأسعارها بالملايين ومقدماتها بمئات الالوف ؟ وهل هناك جهاز حقيقي يسجل من الذين استفادوا طوال هذه السنوات المنصرمة من هذه المزايا ، ولايزالون يستفيدون اكثر وأكثر ؟

كيف لأرباب الأسر أن يواصلوا حياتهم ويلبون احتياجاتهم ورواتبهم لاتزيد والأسعار تشتعل كل يوم ولا نقول كل ساعة ؟ ماهو الجهد الذي تبذله الحكومة لمحاولة رفع المعاناة عن الجماهير ؟ هذه الجملة العجيبة التي عشناها سنوات مع السادات ثم عشناها سنوات مع مبارك، وكان من فضائله أنه فعليًا لم يقترب من قوت الشعب الضروري، ولم يمس رغيف خبزه ولم يرفع أسعار سلعه الأساسية ؟

لماذا تترك الدولة الحيتان يسيطرون على مقدراتها في التصدير والاستيراد والإسكان والأراضي لماذا لايوجد قاعدة بيانات تحدد المستفيدين من الامتيازات التي تقدمها الدولة ولايقدر على الاستفادة منها سوى ذوي الملاءة المالية الضخمة، فلا يواصلون نهب مقدرات الدولة تباعا وبشكل متكرر ؟

 لمصلحة أي شعب تقوم الدولة بإجراء انتخابات ليست انتخابات ولا يشعر بها احد وتباع المقاعد فيها بالملايين ، ومن هو هذا الذي يشتري مقعدا نيابيا بالملايين إلا ان كان ضامنا أنه سيكسب الملايين بالمقابل ؟ لماذا لاتوفر الحكومة هذه الملايين وتعين مجالسها أوفر لنا وبهذه الأموال تحسن خدمات المستشفيات ، وتصلح امر صناعة الدواء التي دمرت لصالح المستثمرين الذي حولوا الدواء إلى سلعة غالية جدا وليست في متناول الناس ؟ من الذي يشعر بالناس الآن أيها السادة ؟

هل هناك أي أمل في إصلاح ؟ كيف ؟ كيف والذين يملكون أمور الحل والعقد هم طبقة واحدة من الناس تملك المليارات وتتضخم ثرواتها كل يوم والمثير للحزن أن حكومتنا الرشيدة لم تعد تفكر في قرار واحد لصالح الغلابة والفقراء والمحرومين ؟

كيف تكون حياة كريمة للناس في القري مجرد مراكز شباب حديثة لايرتادها احد تقريبًا ، إلا لالتقاط صور تذكارية مع المسئولين في المناسبات ؟

كيف لاتنشأ صناعات وطنية صغيرة كالمناجر والحدادة والسباكة لكي تساهم في خلق مهن حرة بالأساس اختفت بسبب عزوف الناس عنها والعمل كسواقي تكتوك ، لأنه بيكسب اكثر ، في حين لم يعد لدينا الصانع الماهر ولا السباك ولا النجار ولا الكهربائي ،

أنت “يطلع حبابي عنيك” بحثا عن احدهم الآن ، فقد تقلصوا ولم يعودوا يعبأون بالعمل في الأرياف والمراكز وإنما أصبحت تجذبهم عواصم جديدة ومناطق سكنية يقطنها البهوات والأثرياء ولاعزاء للفقراء .

الحياة الكريمة مفهومها متغير عند الحكومة ، فلم تعد حصول الشعب على احتياجاته الضرورية ولا تحقيق طموحاته في سكن ملائم وطعام يشبع الأولاد وكساء وتعليم وصحة ، وإنما حياة كريمة أصبحت اللقطة المصورة وليس التخلص من أطنان الزبالة في القري والمراكز النائية ولا تمهيد الشوارع الداخلية التي يئن الناس من طينها وترابها واغبرارها طوال الوقت .

لا يمكن ان تستمر الأمور على هذا النحو ، بحكومة لا تدرك ولا تشعر بمعاناة الناس ولا تفكر بحلول حقيقية لإنهاء معاناتهم ! أي حكومة كهذه التي لايعرف الوزراء فيها شيئا عن معاناة الناس ، ولا مراكز أبحاث تقدم تقاريرًا موثوقة لها عن إمكانياتهم المادية ولا احتياجاتهم الضرورية ؟!

والسؤال الآن هو : في ظل أننا بنقرف الحكومة ومطلعين عنيها ونطالبها بما لا تستطيع تحقيقة ،ماذا عليها أن تفعل بنا ؟!

ربما الحل أن تطلق علينا “كورونا” لتبيدنا وتتخلص

كاتب المقال 

محمود الشربيني

الكاتب الصحفى

عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين

بدأ حياته الصحفية في مؤسسة روز اليوسف عام 1984.. حيث عمل في مجلة صباح الخير 

ثم انتقل للعمل عام 1957 في مكتب جريدة الأنباء الكويتية بالقاهرة.. واستمر بها حتي وقع الغزو العراقي للكويت.

فانتقل للعمل بجريدة الوفد. وفجر على صفحاتها أهم خبطاته الصحفية وهي معركة “نواب الكيف ” .. والتي نجحت في إسقاط عضوية خمسة من أعضاء مجلس الشعب كانوا قد نجحوا على قوائم الحزب الوطني عام 1990 مع انهم مسجلون كتجار مخدرات في سجلات هيئة مكافحة المخدرات.

حقق الشربيني العديد من القضايا. واجري العديد من الحوارات الصحفية المهمه..  خاصة حديثه الذي أثار ضجة كبري وقت نشره في جريدة الأنباء الكويتية والوفد المصرية المعارضة في وقت واحد .. مع الكاتب الكبير مصطفي امين حول قضية الجاسوسية المتهم فيها .

اغلب حواراته تنشر في صحف الكويت والقاهرة في وقت واحد.

غادر الشربيني مصر إلى الكويت وعمل في اكبر صحفها ( الانباء والوطن والسياسة ) وأسس أكثر من مجلة .. وكان كبيرا للاعلاميين في الصندوق الكويتي حتي استقالته عام 2018.

اسس وأدار ملتقى الشربيني الثقافي في أكتوبر عام 2020 .