أخباربأقلامهم

” سعيد جمال الدين “يكتب: حرية الصحافة بين غياب الشفافية.. وحاجة الوطن إلى الصراحة والوضوح

في يوم 25 أغسطس، 2025 | بتوقيت 11:30 صباحًا

تُعد حرية الصحافة إحدى الركائز الأساسية لبناء مجتمع ديمقراطي قوي، ومؤشرًا رئيسيًا على احترام الدولة لحقوق الإنسان وتعزيز المشاركة المجتمعية في صناعة القرار.

غير أن الواقع الذي تعيشه الصحافة المصرية اليوم يكشف عن فجوة واضحة بين المهنة ومتطلبات الشفافية والوضوح التي نصت عليها القوانين والدساتير، وأكدت عليها القيادة السياسية مرارًا في خطاباتها.

الصحفي في مصر يواجه أزمة حقيقية في الحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية، إذ يغيب في كثير من الأحيان الرد السريع والواضح من الجهات الحكومية، بل وتلجأ بعض المؤسسات إلى حجب البيانات أو الاكتفاء ببيانات مقتضبة لا تفي بالغرض.

هذا الفراغ يضع الصحفي في مأزق مزدوج: فمن ناحية هو ملزم بأداء رسالته المهنية ونقل الحقائق للجمهور، ومن ناحية أخرى يجد نفسه مضطرًا إلى اللجوء لمصادر غير رسمية قد لا تتمتع بالمصداقية الكاملة، وهو ما قد يعرّضه للمساءلة القانونية أو يُضعف ثقة القارئ في المهنة.

وخلال السنوات الأخيرة، تصاعد شعور داخل الأوساط الصحفية بأن بعض المسئولين يتعاملون مع الإعلام وكأنه خصم أو منافس، لا شريك وطني في دعم الدولة وكشف الحقائق.

في الماضي القريب كانت الوزارات والهيئات ترى في الصحافة نبضًا للرأي العام، وشريكًا في اتخاذ قرارات مصيرية، أما اليوم فبات المشهد وكأنه حالة من الشد والجذب بين الطرفين، وكأن كل طرف يترصد للآخر أخطاءه.

إن استمرار هذا الوضع يُهدد بدوره صورة مصر على الساحة الدولية، خاصة في التقارير المعنية بحرية الصحافة وحرية التعبير، كما يُفقد المجتمع فرصة الاستفادة من الإعلام كأداة للتنوير والدعم في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

من هنا، تبدو الحاجة ماسة إلى تدخل مباشر من القيادة السياسية لتفعيل توجيهاتها السابقة بفتح الأبواب أمام الشفافية والوضوح، ولإلزام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بضرورة إتاحة المعلومات بشكل دوري ومنتظم.

فالمعلومة الصحيحة هي حق للمواطن قبل أن تكون مادة للصحفي، وإخفاؤها لا يحجب الحقيقة بقدر ما يفتح المجال أمام الشائعات والتأويلات المغلوطة.

الصحافة الحرة والمسؤولة ليست خصمًا لأحد، بل هي شريك فاعل في التنمية، وحائط صد ضد كل ما يهدد استقرار الوطن.

والشفافية ليست ترفًا يمكن تأجيله، بل ضرورة وطنية لضمان الثقة المتبادلة بين الدولة والمجتمع.

إن أريد الإصلاح ما استطعت.. وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب، وعلى الله العلي القدير قصد السبيل.

كاتب المقال

سعيد جمال الدين سرحان

عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير لبوابة المحروسة الإخبارية المحروسة نيوز

مؤسس شعبة الصحافة السياحية بنقابة الصحفيين 

عضو جمعية الكتاب السياحيين المصريين

عضو جمعية كتاب البيئة والتنمية