في سبتمبر المقبل، تستعد مصر لإطلاق هوية جديدة لمطار برج العرب الدولي بعد اعتماد اسمه الرسمي الجديد: مطار الإسكندرية الدولي، في خطوة تعكس تطلعات الدولة لوضع هذا الصرح على خريطة الطيران العالمية بملامح أكثر عصرية واستدامة.
أول مطار مستدام في إفريقيا
يمثل المطار في ثوبه الجديد نقلة نوعية غير مسبوقة، حيث يعد أول مطار مستدام على مستوى القارة الإفريقية، بما يتماشى مع توجهات مصر نحو الاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية. وقد بدأ التشغيل التجريبي لمبنى الركاب الجديد في يناير الماضي، ليدشن مرحلة جديدة في مفهوم السفر الجوي المستدام.
المبنى الجديد مقام على مساحة 40 ألف متر مربع، وبطاقة استيعابية تصل إلى 6 ملايين راكب سنويًا. ويتميز بتصميم معماري حديث يعتمد على:
-
استخدام الطاقة الشمسية في توليد جزء كبير من احتياجاته.
-
تطبيق أنظمة تكييف موفرة للطاقة.
-
حلول متكاملة لتقليل الانبعاثات وتدوير المخلفات.
رسالة حضارية واقتصادية
لا يقتصر المطار الجديد على كونه منشأة خدمية، بل هو رسالة واضحة بأن الاستدامة لم تعد رفاهية بل أصبحت واقعًا تتبناه مصر في أهم قطاعاتها. ومن خلال موقعه الاستراتيجي غرب الإسكندرية، يمثل المطار بوابة اقتصادية وسياحية قادرة على:
-
جذب المزيد من الاستثمارات السياحية والتجارية.
-
دعم مكانة مصر كمحور إقليمي للطيران المستدام.
-
خدمة حركة السياحة الداخلية والخارجية خاصة القادمة من أوروبا والشرق الأوسط.
دعم السياحة بالإسكندرية والساحل الشمالي
يمثل مطار الإسكندرية الدولي عنصرًا محوريًا في تنشيط السياحة بمدينة الإسكندرية والساحل الشمالي والبحيرة ومطروح. فالمطار بات قادرًا على استيعاب حركة السياحة المتنامية نحو الشواطئ الشمالية، خاصة مع الطفرة في مشروعات البنية السياحية والفندقية بالمنطقة.
رؤية الطيران المدني
بحسب خبراء قطاع الطيران، فإن المطار الجديد يجسد توجه وزارة الطيران المدني نحو تحديث البنية التحتية الجوية بما يتواكب مع استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة 2030. كما أن الاعتماد على الحلول البيئية الذكية يعكس التزام مصر بتعهداتها الدولية في مواجهة التغير المناخي، خاصة بعد استضافة مؤتمر المناخ “COP27”.
مستقبل واعد
إن تحول مطار برج العرب إلى مطار الإسكندرية الدولي ليس مجرد تغيير في الاسم، بل هو تجديد في الدور والرسالة؛ فالمطار يدمج بين البنية التحتية الحديثة، حماية البيئة، وتعزيز الاقتصاد الوطني. وبهذا يظل شاهدًا على أن الطيران المدني المصري قصة نجاح تُكتب فصولها كل يوم، وركيزة أساسية في تعزيز مكانة مصر عالميًا.



