سياحة وسفر

مصر تعيد إحياء «سياحة الجذور».. رؤية الدكتور عادل المصري بعد مشاركته في مؤتمر المصريين بالخارج

في يوم 22 أغسطس، 2025 | بتوقيت 11:54 مساءً

أعاد مؤتمر المصريين بالخارج، الذي انعقد أوائل أغسطس الجاري بدعوة من وزير الخارجية الدكتور  بدر عبد العاطي وبحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، تسليط الضوء على أحد أهم الأنماط السياحية الواعدة التي لم تحظ بالاهتمام الكافي خلال السنوات الماضية، وهو «سياحة الجذور».

المؤتمر الذي شهد مشاركة واسعة من أبناء الجاليات المصرية حول العالم، أكد وحدة المصريين بالخارج والتفافهم حول وطنهم وقيادتهم السياسية، لكنه في الوقت ذاته طرح تساؤلات هامة حول غياب الرؤية المؤسسية لتوظيف «سياحة الجذور» كأداة دبلوماسية واقتصادية في آن واحد.

عادل المصري: لماذا غاب الاهتمام بسياحة الجذور؟

الدكتور عادل المصري، المستشار السياحي الأسبق بباريس والهند ووكيل وزارة السياحة ورئيس قطاع السياحة الداخلية بالهيئة سابقًا، أكد في تصريحاته أن المؤتمر أثبت تمسك المصريين في المهجر بوحدة بلدهم، لكنه أعاد طرح سؤال جوهري: «لماذا غاب نمط سياحة الجذور عن أذهان صناع القرار السياحي؟»

وأشار المصري إلى أن تحويلات المصريين بالخارج بلغت نحو 32.8 مليار دولار في العام المالي 2024/2025، بزيادة 69.6% عن العام السابق، وهو ما يكشف عن حجم القوة الاقتصادية لهذه الشريحة وضرورة استهدافها برؤية واضحة.

ما هي سياحة الجذور؟

أوضح الدكتور عادل المصري أن «سياحة الجذور» أو Roots Tourism، هي ذلك النمط السياحي الذي يتيح للمغترب المصري – وخاصة من الجيل الثاني والثالث – فرصة التعرف على وطنه الأم من جديد، من خلال زيارات ثقافية وتراثية وعاطفية تعمّق الانتماء وتعزز الهوية.

ولا تقتصر الفكرة على المصريين بالخارج فحسب، بل تمتد لتشمل الجاليات الأجنبية التي عاشت في مصر عبر التاريخ مثل الأرمن واليونانيين والإيطاليين، ممن لا يزال لديهم ارتباط وجداني بالبلاد.

دعوة الدكتور عادل المصرى لمؤتمر سياحة الجذور
الدكتور عادل المصرى مشاركاً فى مؤتمر وزارة الخارجية الخاص بتنمية وتنشيط سياحة الجذور
الدكتور عادل المصرى مشاركاً فى مؤتمر وزارة الخارجية الخاص بتنمية وتنشيط سياحة الجذور
الدكتور عادل المصرى مشاركاً فى مؤتمر وزارة الخارجية الخاص بتنمية وتنشيط سياحة الجذور
الدكتور عادل المصرى مشاركاً فى مؤتمر وزارة الخارجية الخاص بتنمية وتنشيط سياحة الجذور
الدكتور عادل المصرى مشاركاً فى مؤتمر وزارة الخارجية الخاص بتنمية وتنشيط سياحة الجذور
الدكتور عادل المصرى مشاركاً فى مؤتمر وزارة الخارجية الخاص بتنمية وتنشيط سياحة الجذور
الدكتور عادل المصرى مشاركاً فى مؤتمر وزارة الخارجية الخاص بتنمية وتنشيط سياحة الجذور
الدكتور عادل المصرى مشاركاً فى مؤتمر وزارة الخارجية الخاص بتنمية وتنشيط سياحة الجذور
الدكتور عادل المصرى مشاركاً فى مؤتمر وزارة الخارجية الخاص بتنمية وتنشيط سياحة الجذور
الدكتور عادل المصرى مشاركاً فى مؤتمر وزارة الخارجية الخاص بتنمية وتنشيط سياحة الجذور

مقترحات لتفعيل المبادرة

استعرض الدكتور عادل المصري مجموعة من التوصيات العملية لتفعيل «سياحة الجذور»، أبرزها:

1. إعادة تفعيل وحدة سياحة الجذور بهيئة تنشيط السياحة.

2. إنشاء قاعدة بيانات للمصريين بالخارج بالتنسيق مع وزارة الخارجية والجاليات.

3. استهداف الجاليات الأجنبية التاريخية التي عاشت في مصر.

4. تعزيز التنسيق بين وزارات ومؤسسات الدولة ذات الصلة.

5. إطلاق شعار موحد يعكس فكرة «الحنين لمصر» أو «لم الشمل» عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

6. إنشاء موقع إلكتروني رسمي لسياحة الجذور وتعميمه على المصريين بالخارج.

7. التعاون مع مصر للطيران لتقديم باقات تشمل السفر والإقامة والزيارات بالتنسيق مع الشركات والفنادق

8. إنتاج فيلم ترويجي متخصص يعكس إنجازات مصر الحديثة ومشروعاتها الكبرى.

مكاسب اقتصادية ومعنوية

شدد المصري على أن إدراج «سياحة الجذور» ضمن الخطط الرسمية سيحقق مردودًا مزدوجًا: اقتصاديًا عبر زيادة الدخل القومي واستقطاب شريحة من كبار رجال الأعمال والمستثمرين المصريين بالخارج، ومعنويًا عبر ترسيخ الصورة الذهنية الإيجابية لمصر وتعزيز قوة الانتماء بين الأجيال الجديدة من المغتربين.

خبرة ممتدة في الملف السياحي

الدكتور عادل المصري يعد واحدًا من أبرز الخبراء في مجال السياحة؛ حاصل على دكتوراه من جامعة السوربون بباريس في إدارة الأزمات السياحية، وشغل العديد من المناصب منها:

المستشار السياحي المصري الأسبق بباريس والهند وجنوب شرق آسيا.

وكيل وزارة السياحة ورئيس قطاع السياحة الداخلية بالهيئة.

مدير عام إدارة العلاقات السياحية الدولية بالهيئة.

مستشار رئيس الهيئة لشؤون إدارة الأزمات.

عضو المجلس القومي للسياحة.

محاضر بالمعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية ومعهد التخطيط القومي ومركز إعداد القادة.

ويعمل حاليًا مستشارًا لإحدى المجموعات الاستثمارية المصرية – الفرنسية في مجال السياحة والطيران والفندقة بباريس.

«سياحة الجذور» يتطلب إرادة سياسية واضحة

واختتم المصري رؤيته بالتأكيد على أن نجاح «سياحة الجذور» يتطلب إرادة سياسية واضحة، وتنسيقًا مؤسسيًا بين مختلف الجهات، قائلاً:

“إذا أردنا مواجهة الحملات الممنهجة التي تسعى للنيل من صورة مصر، فإن أفضل رد هو استدعاء أبنائنا بالخارج ليروا بأنفسهم إنجازات الوطن، وليكونوا سفراء حقيقيين لمصر حيثما وجدوا.”

سعيد جمال الدين