
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عقدت لجنة الحضارة المصرية القديمة برئاسة أ. عبد الله مهدي ندوتها الشهرية السبت ١٦ أغسطس الجارى بعنوان ” السوشيال ميديا والترويج للحضارة المصرية القديمة”
شارك بالندوة الدكتور خالد سعد مدير عام أثار ما قبل التاريخ بوزارة السياحة والآثار والدكتور محمد غنيم وكيل كلية الفنون الجميلة لشئون الدراسات العليا، والآثارية إسراء سعد نائب رئيس فريق أحفاد الحضارة المصرية بحضور أعضاء اللجنة الكاتب محمد عجم والشاعر السيد مصطفى وجمع من الكتاب والإعلاميين وأعضاء فريق أحفاد الحضارة المصرية.
تحدث الكاتب والأديب عبد الله مهدي عن فضل الحضارة المصرية القديمة على حضارات العالم وعن الموقع المميز لمصر وأهمية وجود نهر النيل العظيم الذي قامت على شاطئيه الحضارة وأن الحدود الطبيعية لمصر من بحار وصحراء آمنة ومناخها معتدل مستقر
وأشار إلى طبيعة الإنسان المصري المؤهل للنهوض بتلك الحضارة العظيمة واصفًا شعب مصر بامتلاكه مقومات البناء المادي والمعنوي وأن الحضارة الغربية تدين بالفضل للحضارة اليونانية التي نقلت معارف الحضارة المصرية القديمة إلى أوروبا
مواصفات صانع المحتوى
تطرق الدكتور خالد سعد إلى مواصفات صانع محتوى الترويج للحضارة المصرية ومثلما يوجد صانع المحتوى المحب للحضارة المصرية القديمة يوجد أيضا صانع المحتوى الذي هو ضد تلك الحضارة في صورة مؤسسات كاملة تعمل ضد تلك الحضارة ببث المعلومة الخاطئة من أجل التشويه
كما تحدث عن الجهات الرسمية الواجب عليها الاهتمام بالترويج لتلك الحضارة مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي وهيئة تنشيط السياحة والهيئة العامة للاستعلامات
وأجاب عن سؤال لماذا يتفوق سوشيال ميديا الأفراد على المؤسسات بأن البيروقراطية لها تأثير كبير وهناك ضرورة للتقصي عن صحة المعلومة المتداولة وحذر من مشاركة المعلومة دون التأكد من صحتها لأن ذلك يساعد في العمل ضد الترويج للحضارة المصرية وليس معه وأشار إلى حجم الحضارة المصرية الكبير مما يتطلب العمل من خلال التخصص حتى يتسنى التغطية في جوانب عديدة وشرح بعض الأمثلة موضحا من خلالها أنه مهما كان تخصص الفرد يستطيع أن يرجع إلى المتخصصين في الحضارة المصرية
وذكر أن صانع المحتوى الواعي يقوم بدور لا يقل عن دور الجندي في الميدان لأن ساحة المعركة في مجال السوشيال ميديا هي ساحة عالمية فيها تجارب وأجناس وأفكار وقوميات وأسواق تجارية وسياحية عديدة ودورنا هو الحفاظ على محتوى هادف وصحيح ومروج لحضارتنا المصرية العريقة
وذكر كيف أخذ العالم عن حضارتنا في كثير من المجالات وصنعوا مما أخذوه علامات تجارية عالمية ثم صدروها لنا مرة أخرى ومنها أكلات مصرية بالمتحف الزراعي معروفة حاليا بأسماء عالمية
وأوضح الدكتور خالد سعد كيفية الرد على الأكاذيب على السوشيال ميديا ففي حالة التيقن من المعلومة المغلوطة يتم عمل بلوك لناشرها والإبلاغ عنه وأن الميديا الجيوسياسية تعمل على عقولنا وهناك أسلوب للمؤسسات العالمية في الترويج لما هو ضد الحضارة المصرية أمثال ما يروجه الكيان المحتل من معلومات مغلوطة وشرح بالأمثلة كيفية الرد ونبه إلى أن الميديا والسوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي كلها وسائل من صنع الغير لذلك لابد من تصنيع تكنولوجيا خاصة بنا وضرب مثالا بالصين التي تعتمد على نفسها، كما أشار إلى عدم قدرة الغير من الاقتراب من الهُوية اليابانية، وأكد أن التمسك بالتراث مهم للغاية ويجب أن نكون على قناعة بأننا الأقوى حضاريا، كما نبه على عدم وضع المحتوى الذي يخص الحضارة المصرية بمقابل مادي بل نصنعه من أجل بلدي وحضارتي وتاريخي ونفسي؛ لأن مصر تستحق أن تكون درة تاج العالم.
واستدعى الكاتب والباحث عبدالله مهدى توجيهات ” بتاح حوتب ” الذى صور لابنه سمات الحاكم الواعى ومنها الشفقة في سماع كلام الشاكى فقال :- ( إذا كنت حاكما فكن شفيقا حينما تسمع كلام المتظلم ولا تسيئ معاملته … إن الرجل الذى اتخذ العدالة معيارا له ، وسار وفقا لجادتها يكون ثابت المكانة .. أقم العدل وعامل الجميع بالعدالة “

نمتلك أثمن سلعة
أشاد الدكتور محمد غنيم وكيل كلية الفنون الجميلة لشئون الدراسات العليا بنشاط لجنة الحضارة وما قدمته من أعمال خلال الفترة الماضية كما أشاد بالدور الذي يقوم به الدكتور خالد سعد في المجال لأنه يجمع بين المجالين العلمي والتطبيقي ثم تحدث عن كيفية التعامل مع الحضارة المصرية كسلعة على سبيل المجاز وأن مقدم المحتوى يجب عليه أن يدرك قيمة ما لديه من سلعة ثم يدرك كيف يروج لها وما هو هدفه من هذا الترويج
وذكر أننا نمتلك أثمن سلعة في الوجود لو جازت التسمية بالسلعة وحكي للحضور بعض المواقف الكاشفة التي حدثت له في بعض البلدان الأوربية مدللا بها عن مكانة مصر لدى الأوروبي وكان شديد التأثر عندما ذكر لأحد سائقي التاكسي في هولندا أنه مصري فبادره قائلا :” بلد عبد الناصر والنيل والأهرامات”
وأكد أن كثير من الأوروبيين يعلمون ويعظمون مكانة مصر وهذا نابع من كوننا نمتلك تراثا مهما وحضارة عظيمة لا يمتلكونها كما تحدث عن امتلاكنا للتراث بنوعية المادي وغير المادي ويتمثل الأخير في الفكر والأخلاق وأنه يتوجب علينا الوعي بما نملك ثم تحدث باستفاضة عن آليات الترويج لهذه الحضارة العظيمة باعتبار التسوق السياحي الآن أصبح علما وله أصول
وناشد الشباب من الحضور بأهمية الاعتناء بالترويج لحضارتنا وهي الأثمن على الإطلاق وتحدث عن استخدام الصغار والكبار لمواقع التواصل وأهمية استخدام الإعلان والمعلومات السليمة التي ترتكز على أسس علمية واستخدام أفلام الفيديو القصيرة والطويلة كما تحدث عن أهمية استخدام الصورة في الترويج وما تحدثه من تأثير على المستوى العالمي وختم بحديثه عن الأثر المترتب من آلية العرض الجيدة مما يساعد في ازدياد فرص الجذب السياحي وزيادة الدخل القومي وسهولة توصيل البيانات عن المواقع السياحية المروج لها كذلك يتم زيادة المعرفة والشهرة من المحلية إلى العالمية وكل ذلك يصب في مصلحة زيادة أعداد الوفود المحبة لحضارتنا المصرية القديمة
وتداخل الكاتب والباحث عبدالله مهدى مركزًا على القيمة الأخلاقية للحضارة المصرية القديمة واستدعى توجيهات ( ٱنى ) لابنه ( حنسحتب ) يطلب من ابنه أن يحافظ على سمعته وذلك بالبعد عن فاحشة الزنا فقال : ( … إن ذلك الزنا لجرم عظيم يستحق الإعدام عندما يرتكبه الإنسان ثم يعلم بذلك الملأ لأن الإنسان يسهل عليه بعد ارتكاب تلك الخطيئة أن يرتكب كل ذنب )
الشباب والترويج
أشارت الآثارية إسراء سعد نائب رئيس فريق أحفاد الحضارة المصرية إلى تجربتها مع الفريق عارضة بداية تأسيس الفريق منذ أربع سنوات وأشادت بهذه التجربة الفريدة وما يقدمه الشباب فيها من معلومات وفيديوهات ومقالات متخصصة عن عظمة الحضارة المصرية، كما تحدثت عن تدريب ” أنت المرشد السياحي” وطالبت بعدم دعم الأبحاث غير المتخصصة وأهمية التركيز على المعلومات الصحيحة كما نبهت لأهمية وتأثير الصورة على السوشيال ميديا وذكرت أن محتوى الفريق غير هادف للربح
كما نبهت إلى خطورة بعض الرسائل السلبية التي تستهدف آهالي أسوان والنوبة وختمت حديثها للشباب بأهمية الاستمرارية في الترويج للحضارة المصرية وألا يقتصر الأمر على حالة من الشغف لفترة ثم تزول هذه الحالة بانعدام الشغف
الشخصية المصرية
تحدث الكاتب والباحث عبدالله مهدى عن البعد الديني الذى تتميز به الشخصية المصرية والتى أقرت بالبعث للحساب فلم يفعل الميت أى شيء يكرهه الإله وواصل الميت تأكيده على مثاليته قائلا : –
وإنى لم أترك أحدا يتضور جوعا
ولم أتسبب في بكاء أى إنسان
إنى لم أرتكب القتل ولم ٱمر بالقتل
إنى لم أسبب تعسا لأى إنسان
إننى لم أرتكب الزنا
لم أغتصب لبنا ظن فم طفل
لم أضع سدا أمام المياه الجارية
لم أخسر مكيال الحبوب
لم أثقل وزن الموازين
إنى لم أنقص مقياس الأرض
لم أطرد الماشية من مرعاها
دور الأطفال
أثرت المداخلات الندوة حيث أشار الإعلامي عاصم عبد الفتاح إلى أهمية دور المتخصص في تصحيح المعلومات ونبه إلى أهمية ثقافة المتاحف في مصر
وطالب الباحث أحمد عبد الرؤوف بتوثيق الآثار، كما تحدث الباحث يوسف لطفي عن تأثير السوشيال ميديا على الأطفال وله تجربة في الترويج وشدد على أهمية تعلم البرامج التكنولوجية التي تساعد المروج لإظهار المحتوى في أفضل صورة كما تحدثت الباحثة زينب عوض عن مفهوم السوشيال ميديا سلاح ذو حدين وأوضحت متى يكون الاستخدام إيجابيا ومتى يكون سلبيا مؤكدة أن الشخص هو الذي يقرر
تحدثت مقدمة المحتوى روان محمد عن تجربتها في صناعة المحتوى التاريخي وما قامت به من تصوير للأماكن التاريخية داخل مدينة المنصورة وتفاعل المشاهدين مع محتواها بصورة كبيرة
وطالبت الكاتبة عزة أبو العز في مداخلتها اللجنة بأهمية تقديم ندوات تعلم الأطفال تقديم المحتوى باعتبار أن ثقافة طفل اليوم تعتمد على التكنولوجيا بصورة كبيرة كما طالبت بعقد ندوة متخصصة يتم فيها دعوة رؤساء تحرير مجلات الأطفال ليستمعوا من أساتذة الآثار كيف يقدمون محتوى مرئي ومكتوب يتناسب مع الترويج للحضارة المصرية كما طالبت اللجنة بعقد ورش متخصصة يتعلم فيها المتدرب



