هل يوجد ما نسميه تدريبات الفشل؟! أظن هذا ما أكده أحد علماء النفس «جون ماكسويل» ووجهة نظره ببساطة أن ما نطلق عليه فشلا هى تدريبات مبدئية للوصول للنجاح، ولا بد من المرور بها حتى نصل إلى ما نريد، ويؤكد «ماكسويل» أن المحاولات غير الموفقة التى نسميها فشلا هى تدريبات تنير لنا الطريق، وتبصرنا، وترشدنا لمعالم طريق آخر نحقق منه ما نسعى إليه، أى لا يوجد فشل إنما هناك تدريبات، ومحاولات غير موفقة للوصول للنجاح، وهذه المحاولات هى الوحيدة التى نتعلم منها، ونستفيد لنحقق النجاح المطلوب!
ثم يتساءل عالم النفس والمدرب العالمى «جون ماكسويل» ما الذى يجعل البعض ينجح، والآخر لا يحقق النجاح، ويكتفى بالفشل؟!! هل الأصول العائلية المتماسكة سبب النجاح؟ يجيب «ماكسويل» أنه وجد نسبة عالية من الناجحين من أسر منفصلة مفككه، هل لأنهم جاءوا من أسر ثرية؟ أجاب كثير من العظماء جاءوا من عائلات فقيرة، إذن الفرصة هى سبب النجاح؟ يجيب قد ينظر شخصان للفرصة فيراها أحدهما فرصة فعلا جديرة بانتهازها، والآخر قد لا يرى فيها أى فرصة، إذن الفرصة تكون كذلك فى عين من يعتبرها كذلك!
إذن الأخلاق العالية سر النجاح؟ يجيب الأمر ليس كذلك أيضا، فقد عرفت أنا اشخاصا كثيرين من ذوى الأخلاق الممتازة العالية ومع ذلك لم يحققوا أى قدر من النجاح فى حياتهم، وليسوا فى عداد الناجحين! ربما يكون عدم وجود أو مواجهة صعاب فى حياة البعض سبب نجاحهم ؟، أجاب: أمام كل ناجح لم يتعرض للصعاب نرى آخرين مثل «هيلين كلير» واجهت صعاب جمة، وإعاقات عديدة وهى من أصحاب النجاحات التى تعلمنا منها الكثير.
يجيب «ماكسويل»: «إن سر النجاح ببساطة هو الإيمان بأنه لا يوجد فشل، وإنما يوجد تدريبات أو محاولات، أو أخطاء على طريق النجاح، والواقع العملى يشير إلى وجود عامل واحد فقط يفرق بين من ينجحون، ويتألقون باستمرار عن غيرهم: فالفرق بين الأشخاص العاديين، والأشخاص الناجحين هو إدراكهم ورد فعلهم تجاه الفشل، وكيف ينظرون إليه، فلا شىء آخر له نفس التأثير على قدرات الأشخاص للنجاح وتحقيق ما يريدون وما تصبو إليه أنفسهم من نجاح. ويذكر فى نفس المجال أحد عمالقة القيادة فى العالم «والاس هاملتون»: إن ازدياد نسبة الانتحار، والإدمان، وبعض أنواع الانهيار العصبى دليل على أن الكثير من الناس يتدربون على النجاح، بينما يجب ان يتدربوا على تحمل الفشل، فالفشل أثر أكثر انتشارا من النجاح، والفقر أكثر انتشارا من الغنى وخيبة الأمل أكثر احتمالا من النجاح.
علينا أن نتذكر دائما أن ما نسميه فشلا هى مجرد دروس يتم تكرارها حتى يتم استيعابها، وسندرك أننا استفدنا، وتعلمنا من التدريبات حينما تتغير أفعالنا، ونؤمن أن الفشل هو أحد تدريبات النجاح، وأن التجارب الفاشلة هى تدريبات النجاح.



