لقاء فكري بمركز الحوار يناقش “الاصطفاف الوطني في اليمن” ويصدر 15 توصية لإنقاذ البلاد

في خطوة جديدة تعكس اهتمام النخب الفكرية ببحث حلول واقعية للأزمة اليمنية، نظم برنامج الشؤون اليمنية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية لقاءً فكريًا موسعًا بعنوان “الاصطفاف الوطني في اليمن.. الضرورة والمسار”.

شارك في اللقاء نخبة من المفكرين والباحثين المتخصصين في الشأن اليمني، وافتتحه اللواء أ.ح حمدي لبيب، رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية، مؤكدًا في كلمته الافتتاحية أن الاصطفاف الوطني يمثل الأساس للخروج من الأزمة اليمنية، داعيًا إلى تعزيز قيم الهوية الوطنية والانتماء كمفتاح لحل شامل ومستدام.

ورقة فكرية: اليمن والتحديات الوطنية

شهد اللقاء مناقشة ورقة عمل رئيسية قدّمها المفكر والسياسي اليمني الدكتور علي الشيباني، بعنوان “اليمن والاصطفاف الوطني.. الفرص والتحديات”.

تناولت الورقة السياقات التاريخية والسياسية التي مر بها اليمن خلال العقود الأخيرة، وأثرها على بنية الدولة والمجتمع، كما عرض الشيباني جملة من التحديات التي تواجه وحدة الصف اليمني، وأبرز فرص إعادة التوازن الوطني، من خلال مقاربات تقوم على الحوار والانفتاح وبناء دولة القانون.

حوار متنوع.. وروح مسئولة

تفاعل الحاضرون مع الورقة ومداخلاتها، حيث شهد اللقاء نقاشات ثرية ومتعددة الزوايا، تمحورت حول أهمية إعادة صياغة المشروع الوطني اليمني بشكل يضمن مشاركة الجميع، وتثبيت دعائم الدولة المدنية، وترسيخ مفاهيم العدالة والمواطنة المتساوية والشفافية.

وأكد المتداخلون على أن بناء السلام في اليمن لن يكون ممكنًا دون مراجعة شاملة للخطاب السياسي والإعلامي والديني، وإشراك الشباب والمجتمع المحلي في جهود التعايش والمصالحة.

15 توصية لصياغة مستقبل يمني جديد

وقد خلص اللقاء إلى مجموعة من التوصيات العملية، يمكن اعتبارها خريطة طريق أولية لبناء توافق يمني شامل، شملت:

1. تبني خطاب إعلامي موحد ينبذ الكراهية والتحريض المناطقي والطائفي.

2. تشجيع المبادرات الشبابية والمجتمعية في نشر ثقافة التعايش وبناء السلام المحلي.

3. رفض أي مشاريع خارجية تمس السيادة اليمنية، مع التأكيد على أن الحل يمني-يمني.

4. تبني سياسات إنعاش اقتصادي عادلة تركّز على التنمية والبنية التحتية.

5. توحيد الخطاب الديني عبر مرجعيات معتدلة لمحاربة التطرف.

6. دعم الحكومة الشرعية في استعادة مؤسسات الدولة وبسط سلطتها.

7. تطوير المناهج التعليمية لتعزيز الانتماء والهوية الوطنية.

8. فتح حوارات شاملة لرسم رؤية وطنية جامعة للمستقبل السياسي.

9. استثمار الثقافة والفن كجسر للتفاهم الوطني وتجاوز آثار الصراع.

10. إنشاء مركز دراسات وطني مستقل لتوثيق وتحليل مراحل الصراع.

11. تعزيز الحضور اليمني في المحافل الدولية عبر الدبلوماسية الشعبية والمستقلة.

12. إعادة تأهيل المتضررين من الحرب نفسيًا واجتماعيًا في سياق المصالحة.

13. إصلاح الإدارة العامة وفق الكفاءة والنزاهة بعيدًا عن المحاصصة.

14. دعوة الجامعات اليمنية لتبني دراسات حول آليات بناء الدولة بعد النزاع.

15. إنشاء بنك وطني للمبادرات الشبابية لتمويل المشاريع التنموية.

مسار فكري مستمر

يُذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة اللقاءات الفكرية التي ينظمها برنامج الشؤون اليمنية بمركز الحوار، والتي تهدف إلى بلورة مساهمات استراتيجية نحو تحقيق السلام والاستقرار في اليمن، وفتح نوافذ جديدة للتنمية وبناء مستقبل آمن قائم على الشراكة الوطنية.