ومن الدلائل التي تؤكد حقيقة وزمن فرعون موسى هي بطبيعة الحال الاحداث الموثقة التي كانت في عهود سابقة لعهده وخاصة احداث عصر سيدنا يوسف عليه السلام وان الفارق بينهما أربعة أجيال فقط لا غير.
(1) نص الحاكم عنخ تفى:وكان عنخ تفى حاكم ادفو وهيراكونوبليس خلال اواخر عصر الانتقال ويقول بالنص كما فى البردية (( كيف ان الناس وفدوا من الاقاصى شمالا وجنوبا ليحصلوا على الحبوب فى عصر فيه الناس تخشى من المجاعة …)) ولا نعرف اسم الملك في هذا العهد ولكن ارخه العلماء بانه كان يعيش في نهاية عصر الانتقالالاول او على مشارف الاسرة 11 مثلا.
(2) رسالة رجل يدعى حقا نخت:وهو رجل غير معروف ويعود الى عصر الاسرة العاشرة او اوائل الاسرة الحادية عشر؟؟ وهذه الرسالة كان قد ارسلها الى اسرته ويقول فيها حرفيا ((… لقد صار الناس يقتاتون بشراسة هنا على الحبوب خوفا من المجاعة…)) وتدل هذه الرسالة أيضا على نخوف الناس من حدوث كمجاعة ولم تكن مجاعة حقيقية كما يدعى البعض.
(3) قصة حاكم مجهول الاسم حتى الان :وكان هذا الشخص حاكم احدى مقاطعات مصر الوسطى؟؟ ومجهول الاسم ايضا؟؟ وقد وضعه احد المؤرخين الى عهد الملك سنوسرت الاول وهذا غير مؤكد لان هناك مدارس اخرى وضعته فى تاريخ قبل ذلك.وما يهمنا ههنا هو ما كتبه وهو (( عندما ضربت سنى الجوع الارض (اى مصر) قمت بزراعة حقول مقاطعتى كلها حتى حديها الشمالى والجنوبى.وبهذا وهبت الحياة لاهلها بالقوت.فما من امرىء جاع فيها لانى اعطيت الارملة نصيبها مثل نصيب المتزوجة،ولم افرق بين العظيم والفقير فى كل ما اعطيتت.ولما جاء فيض عظيم يحمل الخير كله لم افرض ضرائب باهظة على الناس …)).
فهذه النصوص وغيرها تؤكد انها لم تشير قط الى حدوث مجاعة بالفعل بل العمل الدؤب لانقاذ مصر من المجاعة الحقيقية.حتى انه فى العصور التى بعد ذلك مثل العصر الحديث والعصر المتأخر والتى تشير الى احداث سابقة حدثت بالفعل فى البلاد فكلها لم تشير بنصا صريحا الى حدوث مجاعة على الاطلاق.
وبرجوعنا الى تلك النصوص الثلاثة السابقة الذكر نجدها تشير الى زمن يوسف وتثبت كذلك بان مصر لم تشهد المجاعة بل كانت بتحضر البلاد للخروج من مأزق المجاعة.فكفى من مغالطات مكتوبة فى التوراة وهى كلها مغالطات توجع القلب والعقل فى ان واحد،وتثبت بكل الاشكال بان كاتب التوراة لم يكن على علم حقيقى بمصر ولا بتاريخ مصر ولا حتى باللغة المصرية القديمة.
وهناك دليل اخر تم ذكره فى سورة يوسف الاية 99 (فلما دخلوا على يوسف أوى اليه ابويه وقال ادخلوا مصر انشاء الله امنين) وهذا يعنى بانهم امنين من القحط والمجاعة التى كانت فى ارض كنعان،وكذلك امنين على حياتهم فى مصر لانكم لستم من البدو المكروهين ولا خوف على حياتكم من الملك ولا من دين الملك وما الى اخره،وهذا كله يدل على الامان فى مصر.
فكيف بعد كل ذلك تاتى قصص التوراة المخرفة فى هذا الامر وفيها الكثير والكثير المغلوط،وما افظع تلك العبارة التى كتبها كاتب التوراة عندما قال (وفى تلك المجاعة كان اهل مصر يأكلون بعضهم البعض) وكيف يحدث ذلك فى ارض مصر انذاك وفيها نبيين من انبياء الله وهما يعقوب ويوسف عليهما السلام؟؟ هذه هى التوراة التى يسترشد بها الكثيرين من المؤرخين الاجانب فى الكثير من الامور التى تخص مصر.
وهكذا كان الحال بالنسبة لموضوع المجاعة للوصول الى حقيقة يوسف فى مصر،والتى وضحت بصورة مفصلة قوية وكما فى القران الكريم وهو احسن القصص واصدقها على الاطلاق.ولذلك اعاتب على الباحثين المصريين فقط لانهم لا ياخذوا القران كدليل لهم و يصدقون الاجنبى فى كل شىء مع انهم كباحثين دون غيرهم من عامة الناس لديهم اعظم مصدر موثق على الاطلاق وهو القرأن الكريم هذا القرأن الذى اعطانا مفاتيح الفكر فى كل شىء وامرنا بالبحث والتدبر ولكننا عن كل هاذا غافلين.فلقد تركنا منهج الله فى البحث و التدقيق فتركنا سبحانه وتعالى فى النتيجة.والنتيجة هى التلاطم بين امواج كلام هذا او ذاك،والوصول الى مرحلة ظهور احد المناقين من المسلمين يقول فى بريطانيا بان قصص الانبياء ماهى الا اساطير… ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
واتى الان الى حادثة شهيرة وموثقة في التاريخ المصرى وهى (حادثة القصر والنساء) ويقول النص حرفيا بان تلك الاحداث مدونة فى عهد الملك امنمحات الاول بل هى المحكمة الاشهر فى التاريخ المصرى القديم.وهذه الاحداث مكتوبة علىة بردية شهيرة وتوجد في
المعهد البريطانى للحضارة المصرية القديمة والتابع لمتحف لندن وتم معاينة وترجمة هذه البردية من جديد منذ عام 1990،وتم نشر موضوع كبير هناك وكذلك فى المانيا وكنت وقتها بعمل الماجستير هناك ودار حول هذا الموضوع مناقشات كثيرة مع الاستاذة المتابعين لرسالتى آنذاك.
ومن اشهر النصوص فى هذه المحاكمة التى تقول بان احداثها كانت فى عهدالملك امنمحات الاول وتم تبرئة جميع النساء ومعهم ارملة الموظف الكبير.ولكن من اهم الامور بان المتهم والذى هو كنعانى الاصل تم ايضا تبرئته ورفع الى مكانا عاليا بامر من الملك،واصبح شهيرا فى المجتمع ومحترما،وكان ذلك حدثا جلالا انذاك فى المجتمع المصرى
ونستخلص من هذا كله ان هناك حادثة شهيرة موثقة فى التاريخ المصرى تعرف باسم حادثة القصر ويتفرع منها حادثة محاكمة النساء ولا يهمنا هنا الان من هو الملك حتى ولو كان مذكور الاسم..لماذا؟؟ لان هناك المدرسة الفرنسية قالت بان هذه المحاكمة غامضة فى بعض الامور وقاصرة فى نواحى اخرى وغير مؤكد الملك فى هذه الفترة،اذن حدث جدال اخر حول هذه الورقة وكما هى العادة في
موضوعات التاريخ المصرى القديم
فلماذا يكون الانسان هكذا اكثر شيئا جدلا؟؟ ولماذا لا نظهر نحن كاثرين بتكملة هذه القصة واثباتها للعالم بما يؤكده لنا القرأن الكريم وخاصة ان هذا العالم نفسه يسترشد بما كتب فى التوراة.والان وبعد ذلك ندخل فى صلب الموضوع مباشرة وهو من هو يوسف عليه
السلام في مصر من واقع الأثر والتاريخ.وخاصة انه في هذه البردية تم ذكر اسم ذلاك الكنعانى وكذلك الوزير الذى رباه أيضا بل وزوجة الوزير التي طانت محبة له،وها كله نتناوله في المقالات القادمة ان شاء الله..