طفي تكريم رفيع يجسد قيمة العطاء الثقافي والدبلوماسي المصري، قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منح الدكتورة جيهان زكي، عضو مجلس النواب المصري، وسام “جوقة الشرف” برتبة فارس، وهو أعلى وسام مدني تمنحه الجمهورية الفرنسية، وذلك تقديرًا لإسهاماتها المتميزة في خدمة الثقافة، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب، وتكريس قيم السلام.
ويُعد هذا التكريم وسامًا على صدر الوطن بأكمله، لا لشخص الدكتورة جيهان زكي فحسب، بل لما تمثله من رمزية للحضارة والثقافة المصرية والعربية والإفريقية، فهي صوت الحضارة المصرية كأستاذة للحضارة، وصوت الثقافة والدبلوماسية الناعمة كنائبة في البرلمان المصري، وسفيرة للفكر المصري في المحافل الدولية، ومدير سابق للأكاديمية المصرية للفنون في روما، ومستشار ثقافي سابق لمصر في إيطاليا.
لقد جمعت الدكتورة جيهان زكي بين السياسة والفنون والدبلوماسية، فكانت تجسيدًا حيًا للتواصل الحضاري بين الشرق والغرب، مرتكزة في ذلك على إرث مصر الثقافي العريق الذي جمع على أرضه كل الحضارات وصهرها في بوتقة وطنية واحدة، انصهرت فيها الأعراق والثقافات في شخصية مصرية فريدة استقت مبادئها من حضارة كانت بحق “فجر الضمير الإنساني”.
ويأتي هذا الوسام ليؤكد المكانة الرفيعة التي تحظى بها الثقافة المصرية عالميًا، ويُعد تتويجًا لمشوار من النضال الثقافي والفكري الذي خاضته الدكتورة جيهان زكي، دفاعًا عن الهوية الحضارية لمصر، في مواجهة موجات التغريب والغزو الثقافي.
وقد تقرر تخصيص احتفال رسمي في الخريف المقبل لتسليم الوسام في قصر “جوقة الشرف” المطل على نهر السين بالعاصمة الفرنسية باريس، بحضور نخبة من كبار المفكرين والمثقفين والشخصيات العامة العالمية، في مشهد يعكس الاحترام والتقدير الدوليين للدور الحضاري الذي تقوم به مصر، وللدكتورة جيهان زكي بوصفها إحدى أبرز سفرائه.
ومن المنتظر أن تلقي الدكتورة جيهان زكي كلمة خلال الحفل تُبرز فيها ما حققته مصر مؤخرًا من مشروعات ثقافية ودينية رائدة، على رأسها مشروع “التجلي الأعظم” بسيناء لإحياء مسار نبي الله موسى، ومشروع مسار العائلة المقدسة من رفح إلى الدير المحرّق، بالإضافة إلى مسار آل البيت بالقاهرة التاريخية، وهي مشروعات تؤكد مكانة مصر كأرض باركها الله، وجعلها ملتقى للحضارات والأديان.
بهذا الوسام، تُتوَّج جيهان زكي كأيقونة للتنوير، ووجه مشرق للثقافة المصرية في المحافل الدولية، لتُضاف إلى سجل مشرف من العالمات المصريات اللائي صنعن مجد الحضارة المصرية الحديثة بجدارة واستحقاق.
الدكتور عبد الرحيم ريحان
