آثار ومصرياتأخبارشئون مصرية

عاجل ..لجنة التراث العالمى تقرر : رفع موقع دير أبو مينا الأثري بالإسكندرية من قائمة التراث العالمى المعرض للخطر

اللجنة تؤكد:حالة الصون المطلوبة للموقع تحققت بالكامل. وما تحقق إنجاز يعكس التزام الدولة المصرية بحماية وصون تراثها الثقافي وفقًا للمعايير الدولية

في يوم 9 يوليو، 2025 | بتوقيت 6:54 مساءً

وزير السياحة والآثار يشكر الكنيسة والدولة ويهنيء البابا تواضروس: إنجاز وطني يعكس التزامنا بحماية تراثنا

 

في خطوة تُعد انتصارًا جديدًا للدولة المصرية في مجال حماية وصون التراث الثقافي، قررت لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو رسميًا رفع موقع دير أبو مينا الأثري بمدينة برج العرب بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، بعد نحو 24 عامًا من إدراجه عليها.

جاء القرار خلال الدورة الـ47 للجنة والمنعقدة حاليًا بمقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، وذلك عقب استعراض التقرير الفني الصادر عن بعثة الرصد التفاعلي المشتركة بين مركز التراث العالمي والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS)، والذي أكد تحقيق كافة معايير الصون المطلوبة ونجاح الدولة المصرية في معالجة التحديات البيئية التي كانت تهدد الموقع الأثري

وزير السياحة والآثار: تعاون مثمر بين الدولة والكنيسة

وعبّر  شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن رفع دير أبو مينا من قائمة “الخطر” هو ثمرة لجهود ضخمة امتدت لسنوات، وشملت تنفيذ توصيات اليونسكو، وتطوير البنية التحتية، ومعالجة منسوب المياه الجوفية، وترميم العناصر المعمارية.

وتوجّه الوزير بالشكر والتقدير لكافة الجهات المعنية بالدولة، والكنيسة المصرية، والعاملين في قطاع الآثار، وبعث بتهنئة خاصة لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تقديرًا لجهود الكنيسة في إنجاح هذا المشروع.

مشروع وطني بدأ بالدراسة وانتهى بالنجاح

من جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن نجاح المشروع جاء نتيجة تنفيذ خطة علمية دقيقة بدأت عام 2019 بعد دراسات متكاملة، وانتهت بإطلاق نظام متخصص لخفض منسوب المياه الجوفية، وافتتحه الدكتور خالد العناني عام 2022.

وأكد خالد أن النظام أثبت فاعليته من خلال القياسات الدورية، وهو ما وثقته بعثة اليونسكو رسميًا هذا العام، مشيرًا إلى أن الدولة تلتزم بضمان استدامة الحفاظ على الموقع ومراجعة الخطط بصفة دورية بالتنسيق مع الجهات الدولية المعنية.

دير أبو مينا.. موقع استثنائي وتاريخي

وفي السياق ذاته، أشار الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إلى أن دير أبو مينا يُعد من أبرز المواقع الأثرية المسيحية عالميًا، إذ كان يشكل المحطة الثانية للحج المسيحي بعد القدس، ويضم معالم أثرية فريدة مثل قبر القديس مينا، الكنيسة الكبرى، وساحة الحجاج.

وأوضح أن إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي عام 1979 جاء تقديرًا لقيمته الدينية والمعمارية، إلا أن التوسع الزراعي واستخدام أساليب الري بالغمر أدى إلى ارتفاع المياه الجوفية، مما تسبب في إدراجه على قائمة الخطر عام 2001.

من “الخطر” إلى رمز وطني للحفاظ على التراث

يُشار إلى أن قرار رفع الموقع من القائمة جاء بعد أن أثبتت الدولة المصرية التزامها الكامل بتنفيذ كافة التدابير التصحيحية المطلوبة، من ضمنها إنشاء بنية تحتية متطورة لإدارة المياه، وتنفيذ أعمال ترميم شاملة، وهو ما مكّن من استعادة استقرار الموقع وضمان بقائه للأجيال القادمة.

ويُعد رفع اسم دير أبو مينا من قائمة “الخطر” رسالة دولية جديدة تؤكد ريادة مصر في حماية التراث الإنساني، وتجسيدًا واضحًا للسياسات المصرية في احترام التزاماتها الدولية، ودعمها المستمر للهوية الحضارية الوطنية.