أخبارشئون مصريةمنوعات

«المانجروف».. سلاح بيئى رادع لمواجهة تغير المناخ وتلوث البيئة

رئيس "بيئة بلا حدود": مشروع استزراع المانجروف في البحر الأحمر يواجه تحديات مناخية ولوجستية ومؤسسية

في يوم 4 يوليو، 2025 | بتوقيت 1:00 مساءً

الإسماعيلية : سعيد جمال الدين

في مواجهة آثار التغير المناخي المتصاعدة، وتراجع الغطاء النباتي الساحلي، تقف مبادرة استزراع أشجار المانجروف التي تتبناها جمعية بيئة بلا حدود كأحد المشاريع البيئية الطموحة التي تسعى لاستخدام “قوة الطبيعة” كدرع واقٍ للبيئة المصرية، خاصة على سواحل البحر الأحمر.

إلا أن هذا المشروع – كما يؤكد الدكتور عادل سليمان، رئيس الجمعية والخبير في شئون البيئة – لـ ” المحروسة نيوز ” عقب كلمته التى ألقاها فى ورشة العمل التى تمت إقامتها بفندق بيوت الشباب بالإسماعيلية ،  بالتعاون بين جمعية بيئة بلا حدود ، وجمعية كتاب البيئة والتنمية ، والتى حملت عنوان ” حلول من واقع الطبيعة لمواجهة تلوث المناخ  ”   أن هذا المشروع أو المبادرة تواجه العديد من التحديات المركبة، بعضها طبيعي، وبعضها إداري، والبعض الآخر يرتبط بالوعي المجتمعي والتمويل.

🌍 التغيرات المناخية… الخطر الأول

أوضح الدكتور سليمان أن أولى التحديات التي تواجه المبادرة تتعلق بتأثيرات التغير المناخي ذاته، التي تُسرّع من وتيرة تآكل الشواطئ وارتفاع مستوى سطح البحر، مما يُهدد البيئة الطبيعية التي تحتاجها شتلات المانجروف للنمو، ويقلّص المساحات القابلة للاستزراع الطبيعي.

وأضاف: “المناطق المناسبة لزراعة المانجروف تقل تدريجيًا بفعل الغمر والتآكل، ما يجعل من كل شتلة تُزرع اليوم إنقاذًا بيئيًا قبل فوات الأوان”.

سعيد جمال الدين ، رئيس التحرير مع الخبير فى شئون البيئة الدكتور عادل سليمان
سعيد جمال الدين ، رئيس التحرير مع الخبير فى شئون البيئة الدكتور عادل سليمان

🚫 غياب التنسيق المؤسسي والدعم الفني

رغم التوجه العام للدولة نحو مشروعات الاستدامة والاقتصاد الأخضر، إلا أن رئيس جمعية “بيئة بلا حدود” أشار إلى أن الدعم المؤسسى لهذه المبادرات لا يزال دون المأمول، إذ لم تُدرج بعض الجهات المعنية مشروع استزراع المانجروف كأولوية استراتيجية ضمن خططها البيئية طويلة الأجل.

وأشار إلى أن هناك افتقارًا للتنسيق بين الجهات البحثية، والوزارات المعنية، والمجتمع المدنى، ما يتسبب في بطء التنفيذ وتكرار العقبات الميدانية.

الدكتور عادل سليمان رئيس مجلس إدارة جمعية بيئية بلا حدود
الدكتور عادل سليمان رئيس مجلس إدارة جمعية بيئية بلا حدود
الدكتور عادل سليمان رئيس مجلس إدارة جمعية بيئية بلا حدود
الدكتور عادل سليمان رئيس مجلس إدارة جمعية بيئية بلا حدود

🧪 معوقات فنية وإدارية.. وإشكاليات إكثار الشتلات

أشار الدكتور سليمان إلى أن المشروع يواجه أيضًا صعوبات لوجستية وفنية، أبرزها محدودية الوصول إلى المناطق النائية الصالحة لزراعة المانجروف، إلى جانب نقص المعدات والدعم الفني المتخصص.

كما لفت إلى أن آليات إكثار الشتلات ما زالت تحتاج إلى تطوير، وأن بعض الجهات تتعامل مع “المانجروف” باعتباره موردًا احتكاريًا، وليس حقًا بيئيًا عامًا، مما يعرقل فرص التوسع في المشروع.

♻️ التلوث البحرى والمخلفات.. تهديد صامت

من التحديات الأخرى التي لا تقل خطورة، يقول الدكتور عادل: “نواجه في بعض المواقع الساحلية تلوّثًا بيئيًا خطيرًا، نتيجة للمخلفات البلاستيكية والسلوكيات غير الرشيدة من قبل بعض الزائرين، مما يؤثر على الشتلات الجديدة ويهدد سلامة المنظومة البيئية بالكامل”.

وطالب بضرورة إقرار آليات صارمة لحماية المحميات البحرية، وتعزيز ثقافة “الساحل النظيف” بين السكان المحليين والزوار.

زراعة المانجروف فى الأراضى المستهدفة.
رصد حالة المانجروف
زراعة المانجروف فى الأراضى المستهدفة
زراعة المانجروف فى الأراضى المستهدفة
تاهيل المانجروف فى البحر الأحمر بهدف تخزين الكربون وتطبيق أول برنامج للاقتصاد الازرق فى مصر
تاهيل المانجروف فى البحر الأحمر بهدف تخزين الكربون وتطبيق أول برنامج للاقتصاد الازرق فى مصر
صوبات زراعة المانجروف
تاهيل المانجروف فى البحر الأحمر بهدف تخزين الكربون وتطبيق أول برنامج للاقتصاد الازرق فى مصر
تاهيل المانجروف فى البحر الأحمر بهدف تخزين الكربون وتطبيق أول برنامج للاقتصاد الازرق فى مصر
تاهيل المانجروف فى البحر الأحمر بهدف تخزين الكربون وتطبيق أول برنامج للاقتصاد الازرق فى مصر

🧠 وعي المجتمع.. الحلقة المفقودة

ورغم أهمية المشروع، إلا أن المجتمع المحلي – بحسب رئيس الجمعية – لا يزال بحاجة إلى قدر كبير من التوعية بقيمة المانجروف ودورها الحيوي في تخزين الكربون ومقاومة الفيضانات.

وأضاف:“الأمر ليس مجرد زراعة شجرة، بل استعادة توازن بيئي مهدد، والحفاظ على تراث طبيعي وإنساني”.

وكشف عن نية الجمعية إطلاق حملة توعية ميدانية بالشراكة مع وزارات التعليم والشباب والبيئة، لاستهداف طلاب المدارس والجامعات والمجتمع المدني.

💬 دعوة مفتوحة للشراكة والدعم

وفي ختام تصريحاته، دعا الدكتور عادل سليمان جميع الجهات المعنية – الحكومية، والبحثية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني – إلى المساهمة في دعم هذه المبادرة، باعتبارها خطوة استباقية لحماية الشواطئ المصرية وتأمين مستقبل المناخ.

“نحن لا نزرع المانجروف من أجل البيئة فقط، بل من أجل الإنسان، ومن أجل الأجيال القادمة التي تستحق أن تتنفس هواءً نقيًا، وتعيش في بيئة متوازنة”.