أخبارمنوعات

محاضرة المحاسبة طاهرة الحفناوى في ورشة الإسماعيلية ترسم خريطة الطريق نحو اقتصاد مسئول

التمويل المستدام.. الاستثمار في مستقبل أخضر وعادل

في يوم 2 يوليو، 2025 | بتوقيت 3:44 مساءً

الإسماعيلية سعيد حمال الدين

في إطار السعي نحو إيجاد حلول قائمة على الطبيعة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية المتزايدة، ألقت المحاسبة طاهرة الحفناوي، المدير المالي لجمعية “بيئة بلا حدود”، محاضرة علمية شاملة بعنوان “التمويل المستدام.. الاستثمار في مستقبل أفضل”، وذلك خلال فعاليات ورشة العمل البيئية التي نظمتها جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة، بالتعاون مع جمعية “بيئة بلا حدود” برئاسة الخبير البيئي الدكتور عادل سليمان، واحتضنها فندق بيوت شباب الإسماعيلية بحضور نخبة من الكتاب والصحفيين المعنيين بالبيئة والتنمية المستدامة.

ما هو التمويل المستدام؟

بدأت الحفناوي بتقديم تعريف شامل لمفهوم التمويل المستدام، مؤكدة أنه لم يعد رفاهية أو توجهًا نظريًا، بل أصبح أحد الأدوات الرئيسية لتحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة والعدالة الاجتماعية.

يعني التمويل المستدام توجيه التدفقات المالية نحو مشروعات تراعي الأبعاد البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG)، مثل الطاقة النظيفة، كفاءة الموارد، والعدالة في سوق العمل.

ورشة الإسماعيلية

أبعاد متعددة.. وفوائد ملموسة

عددت المحاضِرة مجموعة من الفوائد الجوهرية لهذا النوع من التمويل، منها:

  • دعم المشروعات البيئية (كالطاقة المتجددة وإعادة التدوير).
  • تعزيز العدالة الاجتماعية وتحسين ظروف العمل.
  • تقليل المخاطر المالية الناجمة عن ممارسات غير مسؤولة.
  • المساهمة المباشرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الأممية.
  • جذب المستثمرين الواعين بيئياً، وتشجيع الابتكار في التكنولوجيا الخضراء.

أمثلة على مشروعات التمويل الأخضر

عرضت الحفناوي مجموعة من القطاعات والمشروعات التي تمثل تطبيقات مباشرة للتمويل المستدام، أبرزها:

  • الطاقة المتجددة: كاستخدام الطاقة الشمسية وتوليد الكهرباء من المخلفات الحيوية.
  • كفاءة الطاقة: من خلال الإضاءة الموفّرة وتحديث خطوط الإنتاج.
  • البنية التحتية المستدامة: مثل إنشاء الطرق الخضراء ومحطات الصرف الصناعي.
  • البناء الأخضر: تصميم مبانٍ تقلل من استهلاك الطاقة.
  • النقل المستدام: مثل السيارات الكهربائية ووسائل النقل الهجينة.
  • الزراعة الذكية: باستخدام الري الحديث واستصلاح الأراضي بكفاءة.

أدوات التمويل المستدام

أوضحت الحفناوي أن التمويل المستدام يتخذ أشكالًا متنوعة، منها:

  • الاستثمار المسؤول اجتماعيًا (SRI).
  • السندات الخضراء (Green Bonds) لتمويل مشروعات بيئية.
  • السندات الاجتماعية لتمويل التعليم والصحة والإسكان.
  • التمويل المختلط (Blended Finance) الذي يجمع بين الموارد العامة والخاصة.
  • القروض الخضراء والمستدامة الموجهة لشركات تلتزم بالمعايير البيئية والاجتماعية.

تحديات تواجه التمويل المستدام

رغم الفوائد العديدة، نبهت الحفناوي إلى عدد من التحديات:

  • نقص المعايير الموحدة والبيانات الدقيقة.
  • تكاليف الإنشاء العالية لبعض المشروعات المستدامة.
  • تقلبات السوق الناتجة عن تغييرات سياسية أو تنظيمية.
  • ظاهرة “الغسل الأخضر” حيث تدعي بعض الشركات اتباع معايير الاستدامة دون التزام حقيقي.

التمويل المستدام.. ضرورة وليست رفاهية

اختتمت الحفناوي كلمتها بالتأكيد على أن التمويل المستدام هو رافعة حقيقية للتنمية المستدامة، مشيرة إلى أنه مع تزايد الوعي العالمي والضغوط البيئية والاجتماعية، ستصبح أدوات التمويل المستدام ضرورة استراتيجية للمستثمرين والحكومات والشركات على حد سواء.

خلاصة: دعوة للتحرك المشترك

دعت المحاضرة إلى ضرورة تكامل الجهود بين الحكومات والمؤسسات المالية والشركات والمجتمع المدني لتكريس ثقافة التمويل المستدام، مؤكدة أن التحول إلى اقتصاد أخضر ليس خيارًا، بل مطلبًا وجوديًا لمستقبل الأجيال القادمة.