عندما يتحدث العالم عن التجارة الالكترونية واستخدامها أيضا في المواضيع السياحية وهناك شركات كثيرة بتسخدمها الان ومنها جميع شركات أعضاء مجلس غرفة شركات السياحة واتحادها،ويكون هناك محاربة للمرشد الذى يقوم بهذا العمل أيضا مثلهم،فاعتبر ذلك براى الشخصى بانه ظلما اخر يقع على المرشد السياحى.ولايتحجج أحدا من هذه الشركات بان عمل المرشد لحساب نفسه يعارض لوائح وقوانين وزارة السياحة وكذلك غرفة الشركات السياحة.
فلو نظرنا الى المادة 10 من القانون رقم 121/83 والخاص بالمرشدين السياحيين،فان هذه المادة تقول بالنص ((على المرشد أن يقدم الترخيص وكذلك أمر الشغل المكلف به من جهة عمله إذا لم يكن يعمل لحساب نفسه والتعريفة المقررة كلما طلب منه أصحاب الشأن ذلك)) فهل يشرح لى أحدا من جهابذة الوزارة وغرفة الشركات ما هو تفسير هذه المادة؟؟ فنحن نتكلم بالقانون وليس من سطور مؤلفة وكانها لم تكن!!.
فنص هذه المادة على قدر علمى المتواضع يقول بان المرشد يمكنه بان يعمل لحساب نفسه وان يسوق لحساب نفسه وان يعمل برامج سياحية لحساب نفسه،ولكن كيف يمكنه التنفيذ وهنا يكون السؤال.فبطيعة الحال لان المرشد السياحى ليس صاحب شركة ولا عنده وسيلة نقل للسادة السياح فلابد له بان يتصل بأحد هذه الشركات ويعمل البرنامج من خلالها ويقوم هو بالتنفيذ وبذلك يمكن للمرشد بان يحقق ربحا لنفسه وكذلك للشركة التي تعطيه اسمها،وهذا هو العرف في الكثير من دول العالم والتي دخلت الان في مرحلة التسويق الالكترونى والسياحة الالكترونية وهكذا.فلما يتم محاربة المرشد،مع ان إدارة الفنادق مثلا بتسوق لنفسها كبيرة كانت ام صغيرة بل بعضها بيحارب بعضهم البعض في الأسعار وحرق الأسعار،ولا نجد حس ولا خبر من وزارة السياحة ولا حتى من غرفة الشركات او غرفة الفنادق،بل الهجوم دائما وابدا على المرشد السياحى.
ففي حقيقة الامر لدى سؤال شخصى ولا اجد الإجابة عليه هل مصر فعلا تريد التحديث ام تريد المزيد من التخلف والبعد عن السوق العالمى؟؟ فالسياحة الالكترونية تعتبر من المفاهيم الحديثة في علم السياحة الذي يتداخل ويرتبط ارتباطاً وثيقا بمفهوم التجارة الإلكترونية الذي يتفاوت مفهومها من مفهوم ضيق يقصر التجارة الإلكترونية على عمليات تبادل السلع والخدمات عن طريق وسيلة الكترونية.والغرض من هذا هو التحديث والسرعة والتقدم التكنولوجى أيضا.
فالادارة الالكترونية الان في عصرنا المتقدم هذا في المجال السياحى هي تلك الخدمات التي توفرها تكنولوجيا المعلومات والإتصال بغرض إنجاز وترويج الخدمات السياحية والفندقية عبر مختلف الشبكات المفتوحة والمغلقة بالإعتماد على مبادئ وأسس التجارة الإلكترونية.وفى الواقع العملى والفعلى فان مفهومها يتعدى الى ما هو ابعد من ذلك،حيث تستخدم فيها الأجهزة الالكترونية كالهواتف المحمولة والمفكرات الإلكترونية،وتعتبر بذلك سياحة متنقلة ومتبادلة المعلومات وغير ذلك من وسائل السرعة في عصر السرعة.
وفى واقع الامر الان على مستوى جميع دول العالم المنقدم فان تكنولوجيا المعلومات والإتصال تستخدم من طرف جميع شركاء القطاع السياحي من مؤسسات وهيئات وأفراد،وقد تستغل هذه التكنولوجيا في تشييد وإقامة كيانات سياحية يتطلب تشغيلها أيضا قدرا من المعرفة التكنولوجية لدى روادها،مثل الفنادق الذكية التي تعتمد في بنائها وتشغيلها وإدارتها على تقنيات حديثة.
وإذا نظرنا إلى السياحة الحديثة بشكلها الحالي سنجدها تختلف اختلافا كليا عن السياحة في الماضي،فالسياحة في الماضي كانت متمثلة في الرحالة الذين كانوا يجوبون البلاد لاكتشاف جزء جديد من العالم أو باحثين عن التراث والآثار التاريخية.ولكن بعد دخول عصر
الاتصالات وتقنية المعلومات والطفرة الهائلة في وسائل الانتقال ودخول عصر الإنترنت ازدادت السياحة الحديثة واكتسبت شكلاً جديداً وأهميه أكبر،وظهر ذلك جلياً في زيادة اهتمام الدول بمثل هذا النشاط ومحاولة تنميته والاستفادة منه الى أقصى درجة ممكنة حتى صارت السياحة في العالم عنواناً على عصر التقدم والتطور.وهكذا نجد اليوم في مصر مثلا أناس تنادى لأهمية التسويق الالكترونى
والتجارة الالكترونية في الشركات والمؤسسات السياحية والفنادق الا المرشد فقط الذى يحارب بكل قوة من غرفة الشركات وكاتنها غرفة لا تريد القتدم والنمو الا لنفسها فقط ولا يهم الاخرين مثال المرشد السياحى تحت ادعاءات كثيرة بلا حصر وكلها بيعدة عن الواقع والمنطق والمفهوم الوطنى الصحيح لتنشيط السياحة والنمو السياحى بصفة عامة.
فالتكنولوجيا الحديثة واستخدام تقنيات الانترنت من اجل تفعيل الموردين والوصول الى تسهيلات اكثر فاعلية للمستهلكين السياحيين
يعتبر هو العامل الأهم في عصرنا الحالي خاصة بعد اتجاه معظم الشركات والمؤسسات الى تفعيل العمل الإلكتروني باستراتيجيات تسويقية عالية وعالمية فما يحارب المرشد السياحى اذا حاول الدخول في هذا المضمار والعمل لحساب نفسه.ولو نظرنا الى مفهوم التسويق السياحى التي يتم الاعتماد عليه في تسويق المنتج السياحى نجد ان خيرا من يسوق الى هذا الامر هو الذى عمل فعلا مع الضيف الاجنبى ومعرفة اهتماماته ورغباته لانه يعيش معه بالفعل كل دقيقة في داخل الوطن الذى يزوره هذا السائح.
فالمرشد السياحى يعتبر بمثابة علامة تجارية لصالح وطنه لان هذه العلامة في حقيقة الامر وبدون ادنى غرور هي التي تقدم للسائح الخدمات والرغبات وبذلك يكون المرشد السياحى ع العلامة التجارية الصحيحة للاجنبى ىعلى مستوى العالم وكل مرشد بلغته وثقافته ومعرفةالدقيقة باضغر الأمور للسائح الذى يتحدث لغته.
حتى ولو تهمنا التجارة الالكترونية بتخفيض الأسعار وحرق الأسعار نقول بعلو فم الم تفعل الكثير من شركات السياحة ذلك،الم تكن جميع الفنادق بذلك،الم يحقروا الأسعار بدون رقيب ولا حسيب،يبقى هنا لماذا الاتهام الدائم للمرشد في مثل هذه الأمور؟؟ وهناك فارق كبير أيها السادة بين حرق الأسعار وبين سياسة تنشيط المبيعات ولكن هذا ليس مجالنا ههنا لان المرشد السياحى بيضع في هدفه عن العمل بالنظام الالكترونى والاتصال مع السادة الزائرين بيضع اول في اول أهدافه سياسة التنشيط وباسعار متميزة تجعله
يتفوق في سعره على شركات السياحة نفسها،مع انه بيضع لنفسه أيضا هامش الربح طبقا لما يراه من ميول الضيوف والمناقشة.
فسياسة تنشيط المبيعات عنصر أساسى يتم الاعتماد عليه فى عملية التسويق السياحى حيث أن تقديم الخدمات الاضافية عامل هام يساعد في زيادة الاقبال بصورة سريعة.
اقولها الان بكل صراحة وامانة إن جودة الخدمات السياحية في عصر التكنولوجيا والانترنت لن تتم إلا بإتاحة وإستخدام التكنولوجيا في مختلف مجالات السياحة من حيث تخطيط وترويج وتسويق وحجز وغيرها.وقد نبهت إلى ذلك منظمة السياحة العالمية الحكومات والهيئات والمؤسسات بأهمية إستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في قطاع السياحة والفندقة،وأصبحت
تكنولوجيا المعلومات والاتصال اللبنة الأساسية للتنمية السياحية،ولم تعد خيارا بالنسبة للقائمين على القطاع،بل حتمية تفرضها الأوضاع الإقتصادية الراهنة لتطوير وتنمية القطاع السياحي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إعتبار السياحة الإلكترونية هي منافسة للسياحة التقليدية،بل هي مكملة وضرورية من أجل تطوير قطاع السياحة.
الكاتب
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى