منوعات

“ومضة فقهية  “بقلم المستشار القانونى” مجدى أحمد رفاعى” ..حديث غير ذى سند وضعيف 

في يوم 7 مارس، 2019 | بتوقيت 10:39 مساءً

أعزائنا متابعى بوابة المحروسة الإخبارية حرصنا منا على توضيح بعض الأحاديث النبوية الشريفة التى تنتشر بالمناسبات الدينية ومنها مثلا حلول شهر رجب علينا؛ فيراسل بعضنا البعض بالحديث الشريف “اللهم بارك لنا في رجب و شعبان وبلغنا رمضان” ؛ وهنا يجب علينا ان نعرف صحة هذا الحديث فقهيا ؛و سنوضح لكم ذلك فى سطور موجزة وقليلة لدى متابعينا فى بوابة المحروسة الإخبارية  التى تهدف  إلى نشر الوعى الفقهى والشرعى الصحيح المبنى على السنة الصحيحة  ؛ كما نسعى لنشر ثقافة المعرفة من اقصر واقرب الطرق الى قلب وعقل القارئ الكريم ؛ فهيا معا بإذن الله تعالى وبتوفيق منه  لكى نعرف ونتعلم مع بعضنا البعض – صحة هذا الحديث .

“اللهم بارك لنا في رجب و شعبان وبلغنا رمضان” حديث ضعيف

المستشار القانونى مجدى أحمد رفاعى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فللمسلم أن يدعو بالدعاء المذكور، فهو من جملة الدعاء المشروع، وقد روى الإمام أحمد في المسند وغيره حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ الأَزْدِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الزِّيَادُ النُّمَيْرِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ ، قَالَ : ” اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ ” .وفي رواية غيره: … وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ؛وإسناده ضعيف، كما قال الألباني وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريجه لمسند الإمام أحمد (4/180 ح 2346) : )حديث مرفوع) إسناده ضعيف ..والله أعلم.

  • وقال ابن عثيمين رحمه الله : لم يرد في فضل رجب حديثٌ صحيح ، ولا يمتاز شهر رجب عن جمادى الآخرة الذي قبله إلا بأنه من الأشهر الحرم فقط ، وليس فيه صيام مشروع، ولا صلاة مشروعة، ولا عمرة مشروعة ولا شيء، هو كغيره من الشهوربمعنى صيام مخصص لهذا الشهر او صلاة أو عمرة .
  • وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: لا يجوز الاحتجاج بهميزان الاعتدال” (2/ 91)
  • ثم إن الحديث – مع ضعفه – ليس فيه أن ذلك يقال عند أول ليلة من شهر رجب ، إنما هو دعاء مطلق بالبركة فيه ، وهذا يصح في رجب وقبل رجب أيضا .
  • وقد سئل الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله :ما صحة حديث: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ؟ فأجاب :هذا حديث لا يثبت ، لكن إن دعا المسلم بأن يبلغه الله عز وجل رمضان، وأن يوفقه لصيامه وقيامه، وأن يوفقه لإدراك ليلة القدر ، أي بأن يدعو أدعية مطلقة فهذا إن شاء الله لا بأس به ” .
  • قال المناوي في فيض القدير (5/131 قال ابن رجب : فيه دليل ندب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرا .ا.هـ

والسؤال الأن : هل يصح الاحتجاج بالحديث الضعيف؟

  • الحديث الضعيف ليس بحجة في إثبات الأحكام الشرعية حتى في السنن والمستحبات باتفاق أهل العلم؛ وإنما قال بعض أهل العلم بأنه لابأس من إيراد الحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وليس في إثبات الأحكام، بثلاثة شروط:الأول: ألا يكون الضعف شديداً

الثاني: أن يكون العمل الذي ورد فيه الفضل قد ثبت بدليل صحيح.

الثالث: ألا يجزم بنسبته إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -.

  • ولشيخ الإسلام توضيح نافع كما في (مجموع الفتاوى 1/ 250-251) قال رحمه الله:” ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة، لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يروى في فضائل الأعمال ما لم يعلم أنه ثابت، إذا لم يعلم أنه كذب. وهذا كما أنه لا يجوز أن يحرم شيء إلا بدليل شرعي؛ فيجوز أن يروى في الترغيب والترهيب، ما لم يعلم أنه كذب، لكن فيما علم أن الله رغب فيه، أو رهب منه بدليل آخر غير هذا الحديث المجهول حاله “.أما ما ينقل عن الإمام أحمد من أنه يحتج بالحديث الضعيف فغير مسلم، وإنما مراده بالحديث الضعيف والمرسل الذي يحتج به: الذي ارتقى إلى درجة الحسن.
  • قال أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (1/ 251-252):”ومن نقل عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذى ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه، ولكن كان في عرف أحمد بن حنبل ومَن قبله من العلماء أن الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح وضعيف، والضعيف عندهم ينقسم إلى ضعيف متروك لا يحتج به، وإلى ضعيف حسن
  • وقال ابن القيم -رحمه الله- في إعلام الموقعين (1/31):ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف. وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثراً يدفعه، ولا قول صاحب، ولا إجماعاً على خلافه، كان العمل به عنده أولى من القياس ” اهـ.

وبهذا ينتهي الجواب والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمي

وكل عام وانتم بخير