أثار خطاب الشكر الصادر عن غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، والموجه إلى شركة “مطوف الماسيّة لخدمات الحجاج”، موجة من الغضب والاستياء العارم بين أوساط الشركات السياحية المصرية المنظمة لحج هذا العام، في ظل ما وصفوه بـ”التقصير الفادح” في أداء الشركة وعدم التزامها ببنود التعاقد المبرم بينها وبين الغرفة.
شكر غير مستحق يثير علامات استفهام
الخطاب الذي وقع عليه المدير التنفيذي للغرفة أسامة عمارة، وأصدر باسم الغرفة، أثنى على “الروح العالية والتكامل” بين الشركة السعودية والعاملين في البعثة، وهو ما اعتبره عدد من أصحاب الشركات السياحية “تشويهًا للواقع وتزييفًا للحقائق”، مؤكدين أن حجاجهم عانوا من سوء التنظيم وتكدس غير مسبوق داخل المخيمات، فضلًا عن نقص واضح في الخدمات، وغياب أجهزة التبريد، وعدم وجود رقابة فعالة من قبل الغرفة أو لجنة السياحة الدينية.
بالمستند ..غرفة الشركات السياحية تشيد بأداء “الماسيّة” وتثمن جهودها فى خدمة حجاج السياحة
بنود التعاقد “المعلقة”.. والخدمات “المفقودة”
وكانت غرفة شركات السياحة قد أعلنت في وقت سابق عن تعاقدها مع شركة “مشارق الماسيّة” السعودية لتقديم خدمات الطوافة لحجاج برامج الخمس نجوم، بعد ما وصفته بـ”منافسة شرسة” مع شركات طوافة أخرى، مشددة على أن الاختيار جاء بناءً على “معايير صارمة وضوابط دقيقة”. وقد نصّ التعاقد على:
- نقل مخيمات الحجاج من مربع “ب” إلى مربع “أ” الأقرب لجسر الجمرات.
- تجهيز المخيمات بأحدث أنواع التكييفات المقاومة للحرائق.
- توفير بوفيهات مفتوحة بمشعر عرفات ومنى.
- تقليل المسافة بين مخيمات عرفات وطريق النفرة.
إلا أن أصحاب الشركات أكدوا في تصريحات متطابقة أن هذه البنود لم تُنفذ على أرض الواقع، ما جعلهم يتهمون الغرفة بـ”غض الطرف” عن التجاوزات، و”التغطية الإعلامية الموجهة” لحماية صورة المطوفين رغم الشكاوى المتكررة.
اتهامات بتضارب المصالح
وأفادت مصادر مطلعة بأن إصدار خطاب الشكر جاء بضغوط من أحد أعضاء اللجنة العليا للحج والعمرة، والذي تربطه علاقات مصالح مع الشركة السعودية، حيث قيل إنه حصل على عقود رعاية إعلانية من الشركة، بالإضافة إلى محاولة تلميع مطوف سعودي بعينه عبر حملات إعلامية مصرية موجهة.
شركات السياحة: “الحج ليس صفقة إعلامية”
وتساءل عدد من أصحاب الشركات:”هل أصبحت المشاعر المقدسة ساحة ترويج إعلامي وصفقات إعلانية؟ وهل يعقل أن يتم تكريم جهة أخفقت في الوفاء بوعودها على حساب معاناة الحجاج؟!”
وشددوا على أن التجاوزات التي شهدتها مشاعر منى وعرفات من قبل المطوفين تمثلت في:
- التأخر في مواعيد التسكين.
- غياب وسائل الراحة الأساسية رغم الوعود.
- ضعف أداء فرق الخدمة الميدانية.
- مخالفة الجدول الزمني للنفرة من عرفات.
- اختناقات داخل المخيمات دون تدخل إداري.
دعوات للتحقيق وإعادة التقييم
وطالبت شركات السياحة الغاضبة بعقد اجتماع عاجل لمجلس إدارة الغرفة لمراجعة ما جرى، وفتح تحقيق شفاف حول أسباب تراجع مستوى الخدمات، والضغط لإعادة النظر في آليات اختيار شركات الطوافة مستقبلاً، بعيدًا عن المصالح الشخصية أو المجاملات.
واختتموا بأن التجربة أثبتت أن معيار النجاح في خدمة ضيوف الرحمن لا يُقاس بكم التصريحات، بل بمدى التزام الشركات والمطوفين بتقديم خدمة راقية تليق بالحاج المصري.
سعيد جمال الدين
