تتجه الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق “إيجوث”، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق، إلى خوض تجربة استثمارية جديدة ترتكز على التوسع في إنشاء وتشغيل فنادق ثلاث نجوم في المحافظات والمناطق السياحية التي تعاني من نقص حاد في هذه الفئة من الفنادق.
انطلاقة استراتيجية لتعظيم الإيرادات.. واستهداف شريحة السياحة الاقتصادية
الهدف من التوجه الجديد هو تلبية احتياجات شريحة واسعة من السائحين الباحثين عن إقامة سياحية بتكلفة مناسبة دون التنازل عن جودة الخدمة والمعايير الفندقية، وذلك في إطار رؤية واضحة لتعزيز موارد الشركة وتنشيط حركة السياحة الداخلية والخارجية.
شراكات ذكية.. وإدارة مباشرة لفنادق تحت أعين “إيجوث”
تسعى “إيجوث”، برئاسة حمدى رشاد رئيس مجلس الإدارة غير المتفرغ ، العضو المنتدب التنفيذي، وتحت إشراف المحاسب شريف بنداري، إلى تنفيذ هذه الخطة الطموحة من خلال عدة آليات:
-
الاستحواذ على فنادق قائمة.
-
إدارتها مباشرة عبر شركة الإدارة الفندقية التابعة لها، التي تدير حاليًا 3 فنادق.
-
الدخول في شراكات مع الملاك بصيغ متعددة منها حق الانتفاع.
وتمتد رقعة البحث لتشمل محافظات الصعيد والدلتا، حيث تركز الشركة على أسيوط، سوهاج، المنيا، بورسعيد، الغربية (طنطا والمحلة الكبرى)، والدقهلية، باعتبارها أسواقًا واعدة وجاذبة للسياحة منخفضة ومتوسطة التكلفة.
قفزة في الأرباح.. ونجاح سياسات الحوكمة وترشيد الإنفاق
جاء هذا التوجه الاستثماري الطموح مدعومًا بنتائج مالية إيجابية خلال العام المالي 2024 – 2025، حيث حققت “إيجوث” أرباحًا قياسية تجاوزت 2.8 مليار جنيه، مقارنة بـ1.5 مليار جنيه كانت متوقعة في موازنة العام المالي السابق.
ويعود الفضل في هذه الطفرة إلى السياسات المحكمة في الإدارة، والحوكمة، والتنسيق الفعّال بين رئيس مجلس الإدارة غير المتفرغ حمدي رشاد، والعضو المنتدب التنفيذي شريف بنداري، إلى جانب دعم المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، وتحفيزه لخطط التحول الرقمي وترشيد الإنفاق.
يشار إلى أن الفندق بدأ إنشائه عام 1866، ثم تم تطويره وتغيير اسمة إلى جراند كونتيننتال عام 1908.. وقد شهد الفندق أحداث تاريخية هامة ويعتبر ثانى فندق بعد فندق شبرد تم بناؤه وقت افتتاح قناة السويس في الستينات من القرن التاسع عشر.
وقد تم إسناد أعمال الترميم وسند الحوائط وتجفيف المياه الجوفية للفندق، بتكلفة تصل إلى 600 مليون جنيه، ومدة تنفيذ تبلغ 18 شهرًا، بهدف إعادته إلى سابق عهده كمَعلم تراثي فندقي عالمي.
الفندق الذي لطالما استقبل ملوكًا ورؤساء، وكان مقرًا لكبار ضيوف مصر، يقع في موقع استثنائي أمام الأوبرا الخديوية وتمثال إبراهيم باشا، وبجوار حديقة الأزبكية، وقد أنهت الشركة مؤخرًا كافة الإجراءات والتراخيص الفنية والإنشائية اللازمة بالتعاون مع حي عابدين، لبدء أعمال الإحياء المعماري على أسس تراعي الطابع التاريخي مع معايير العصر الحديث.
هذا ويتكون المشروع المستهدف إنشاء فندق بدرجة نجومية خمس نجوم Business Hotel و بطاقة إجمالية 250 غرفة وجناح، بالإضافة إلى مجموعة من القاعات والمطاعم ونادي صحي (سبا) وجيم ، وعدد ثلاثة أدوار تحت الأرض كأماكن لانتظار السيارات بطاقة استيعابية 691 سيارة، كذلك يتضمن المشروع مجموعة من المحلات التجارية لخدمة المنطقة وتتكامل مع الخدمات الخاصة بالفندق، وذلك بتكلفة تقديرية نحو 1.7 مليار جنيه.
5 فنادق مملوكة.. وتطوير مستمر يعزز العوائد
تمتلك “إيجوث” مجموعة من الفنادق المملوكة لها والتي تمثل قاعدة صلبة لاستراتيجيتها الاستثمارية، وتشمل فنادق: كليوباترا، كوزموبوليتان، شهرزاد، العريش، دهب، وأورا الإسكندرية، إلى جانب فندقين يخضعان لعمليات إعادة البناء والتطوير وهما: فندق شبرد القاهرة وفندق كونتننتال القاهرة التاريخي.
وتهدف الشركة إلى التجديد والتطوير المستمر لهذه الفنادق، بما يضمن تحقيق أفضل عوائد ممكنة تعكس الطموحات الاقتصادية وتنشيط الحركة السياحية المتنوعة.
تطوير التعليم السياحي.. تأهيل الأجيال القادمة لسوق العمل
إضافة إلى محور الاستثمار الفندقي، تضع “إيجوث” ضمن استراتيجيتها التطوير الدائم للعنصر البشري من خلال إدارتها لخمس معاهد تعليمية سياحية (3 معاهد عليا، ومعهدين فوق المتوسط) موزعة في الأقصر، الإسماعيلية، والإسكندرية، ويبلغ عدد طلابها أكثر من 17 ألف طالب.
تركز الشركة على تحديث المناهج الدراسية لتواكب أحدث المعايير العالمية المتخصصة في السياحة والفنادق، مع إدخال برامج تدريبية متخصصة وإنشاء تخصصات جديدة تلبي احتياجات سوق العمل المتطورة.
وذلك عبر الاستعانة بالخبراء والمتخصصين ومراكز التدريب المعتمدة دوليًا لتزويد الطلاب بالعلم والمهارات العملية اللازمة، مما يهيئهم بشكل متكامل للاندماج الفعال في سوق العمل وتعزيز فرصهم المهنية.
نقلة نوعية في خريطة السياحة المصرية
مشروع “إيجوث” يعكس تحولاً نوعيًا في فلسفة الاستثمار السياحي الحكومي، حيث لم تعد الشركة تركز فقط على الفنادق الفاخرة، بل توسعت لتشمل الفنادق الاقتصادية ذات الجدوى الاجتماعية والاقتصادية العالية، مع دعم متكامل لمنظومة التعليم السياحي، مما يضمن تنشيط السياحة في المحافظات وإعادة توزيع الاستثمارات بشكل عادل وفعّال.
