
في إطار المتابعة المستمرة لتطوير وتحسين تجربة الزائرين بمنطقة أهرامات الجيزة، عقد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، اجتماعاً موسعاً بمقر المتحف المصري الكبير، لمناقشة مستجدات التشغيل التجريبي لمشروع تطوير الخدمات السياحية، والذي انطلق في 8 أبريل الماضي، وتتولى تنفيذه شركة “أوراسكوم بيراميدز للمشروعات الترفيهية”.
مشاركون من الجهات السياحية والآثرية والمجتمع المهني
حضر الاجتماع الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور نادر الببلاوي، رئيس مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة، إلى جانب المهندس عمرو جزارين، الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم بيراميدز، وسمير عبد الوهاب، رئيس لجنة تسيير الأعمال بنقابة المرشدين السياحيين، وحسام نجم، القائم بأعمال وكيل مجلس نقابة المرشدين، بالإضافة إلى أشرف محيي، مدير عام آثار القاهرة والجيزة، وأحمد نبيل، معاون الوزير للطيران والمتابعة.
نقاشات لتجاوز التحديات وتحسين جودة الخدمات
تناول الاجتماع عدداً من الرؤى والمقترحات الهادفة لتطوير منظومة التشغيل التجريبي بما يرتقي بجودة تجربة الزوار ويجعلها أكثر تنظيماً وجذباً، مع التأكيد على احترام الطابع الأثري الفريد للموقع وضمان سلاسة الحركة داخل المنطقة.
كما تم استعراض الدروس المستفادة خلال الأسابيع الأولى للتشغيل، والوقوف على أبرز التحديات التي ظهرت، والتي أثارت تساؤلات عدد من الزائرين حول مدى كفاءة التنفيذ.
أزمات التشغيل: غياب الطاقة النظيفة وتخبط في الحركة
ورغم الجهود المبذولة، رصد الزائرون والمرشدون السياحيون عدداً من الإشكاليات على أرض الواقع، أبرزها عدم وجود منظومة نقل صديقة للبيئة كما كان مخططاً، وهو ما أدى إلى ارتباك في حركة انتقال الزوار بين المواقع داخل المنطقة الأثرية. كما لوحظ غياب واضح في تنظيم نقاط الصعود والهبوط للحافلات، وضعف في التنسيق بين نقاط الدخول والخروج، ما خلق حالة من التكدس والارتباك.
وأشار الحاضرون إلى أهمية معالجة هذه النقاط سريعاً قبل التوسع في التشغيل الكامل، خاصة أن المنطقة تستقبل آلاف الزوار يومياً، وتتطلب إدارة ذكية ومتكاملة للحركة والخدمات.
دعوة للتنسيق المستمر وعودة الاجتماعات الدورية
ووجّه الوزير شريف فتحي بضرورة استمرار التنسيق الكامل بين جميع الجهات المعنية، بما يشمل غرفة شركات السياحة، وشركة أوراسكوم، ونقابة المرشدين، والمجلس الأعلى للآثار، على أن يتم ذلك من خلال اجتماعات دورية لتقييم الأداء وتعديل المسارات والخطط إذا لزم الأمر.
كما شدد الوزير على أهمية الالتزام بالخطة الزمنية الموضوعة مسبقاً لضمان نجاح التشغيل التجريبي، والوصول إلى نموذج خدمة سياحية متكامل يليق بمكانة الأهرامات كموقع تراث عالمي.
متابعة ميدانية وضمانات للتحسين
وتواصل الوزارة جهودها الميدانية في مراقبة عمليات التشغيل من خلال التواجد المستمر لمفتشي الآثار بمحطات وقوف الحافلات والمواقع الرئيسية، لضمان تنظيم عملية الدخول والخروج، ومعالجة الشكاوى الفورية التي ترد من الزوار أو العاملين.
يأتي ذلك في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما سيؤول إليه هذا المشروع التجريبي، باعتباره نموذجاً يُبنى عليه مستقبل تطوير المواقع الأثرية في مصر وتحقيق تجربة سياحية تواكب المعايير الدولية.