آثار ومصرياتأخبار

الأهرامات بين مطرقة الاستثمار وسندان الحفاظ على التراث

ندوة بمجلس الآثاريين العرب غداً تُسلط الضوء على مخاطر مشروع تطوير الهرم وتدعو لتكرار نموذج "التجلي الأعظم"

في يوم 2 مايو، 2025 | بتوقيت 11:30 مساءً

 المحروسة نيوز – حبيبة سرحان 

تشهد مدينة الشيخ زايد مساء السبت 3 مايو الجاري ندوة علمية مهمة بعنوان “إدارة أزمات ومخاطر المواقع الأثرية والتراثية – حيثيات الإشكاليات ومنهجيات وآليات الحلول الممكنة”، وذلك بمقر مجلس الآثاريين العرب، في إطار نشاط حملة “الدفاع عن الحضارة المصرية”. يرأس الجلسة الدكتور محمد الكحلاوي رئيس مجلس الآثاريين العرب، ويتولى إدارتها الدكتور أيمن وزيري رئيس اتحاد الآثاريين المصريين.

مشروع “التجلي الأعظم” نموذج يُحتذى

في مداخلة لافتة بعنوان “الأهرامات بين مطرقة الاستثمار وسندان الحفاظ على التراث”، يستعرض الدكتور عبدالرحيم ريحان، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، النموذج الناجح لمشروع “التجلي الأعظم” في منطقة سانت كاترين، والذي تحققت فيه معادلة التوازن بين التنمية والحفاظ على التراث، من خلال إشراك كافة الأطراف: الآثار، الرهبان، المجتمع المحلي، البيئة، والجهات الحكومية.

الدكتور عبد الرحيم ريحان ، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية

ست جهات غائبة عن التنسيق في مشروع الهرم

وعلى النقيض، يطرح الدكتور ريحان أزمة مشروع تطوير منطقة الأهرامات الذي يعاني من غياب التنسيق بين ستة أطراف رئيسية، وهم:

  1. وزارة الآثار

  2. الشركة المنفذة

  3. الإدارة المحلية

  4. منظمة اليونسكو

  5. المرشدون السياحيون

  6. المجتمع المحلي (الجمّالة، الخيالة، الباعة المتجولون)

ويؤكد أن هذا الغياب أدى إلى مشكلات يومية تمسّ السياح والموقع نفسه.

أخطاء متكررة في التشغيل التجريبي

يشير ريحان إلى سلسلة من الإشكاليات التي صاحبت التشغيل التجريبي للمدخل الجديد للمنطقة، أبرزها:

  • حرمان السائح من رؤية الهرم الأكبر أولًا، وهو هدفه الرئيسي، بسبب خط سير غير مدروس.

  • إرهاق الزائرين بمسافات طويلة سيرًا على الأقدام، تتجاوز 1200 متر، على طرق غير ممهدة.

  • الإصرار على استخدام أتوبيسات الشركة فقط، رغم أنها لا تخلو من مصادر التلوث، وقلة عدد الحافلات الكهربائية.

  • فوضى في النقل أدت إلى التحرش بسائحة ماليزية، وانتشار القصة عالميًا.

  • تعقيد نظام ركوب الخيول والجِمال وغياب التنظيم، مما يصعّب عودة السياح أو الوصول إليهم في حال الانفصال عن المجموعة.

  • فصل السياح عن أمتعتهم وأدويتهم داخل أتوبيسات الشركة، ما يشكّل إهانة لخصوصيتهم وخطرًا صحيًا في بعض الحالات.

حفلات صاخبة وبيارات صرف تهدد قدسية الهرم

سلّط الدكتور ريحان الضوء على أخطار أخرى تهدد الهضبة، منها:

  • الحفلات والأفراح التي تقام بجوار الهرم، بأصوات تتجاوز 85 ديسبل، مما يسبب اهتزازات دقيقة في الحجارة.

  • استخدام معدات صوتية وضوئية تصدر ترددات وذبذبات خطيرة تصل إلى 60 هرتز، مع تأثيرات ضوئية وحرارية على الأسطح الحجرية والنقوش.

  • البيارات والمنشآت الخرسانية التي تؤثر على الصخور الجيرية شديدة المسامية لهضبة الهرم، من خلال تسرب مياه الصرف الصحي، ما يؤدي لتآكل الكالسيت، وتشقق الهضبة.

دعوة لتطبيق النموذج الكاثرينى في الهرم

أوصى ريحان بأن يُعاد النظر في آليات تطوير منطقة الأهرامات بما يراعي التوازن بين السياحة والاستثمار من جهة، وصيانة التراث والحفاظ على القيم الحضارية من جهة أخرى، داعيًا إلى استلهام تجربة مشروع “التجلي الأعظم” كنموذج تشاركي ناجح أثبت فعاليته.