آثار ومصرياتأخبار

“وادي الجرف” و”حائط الغراب”: أدلة قاطعة على أن المصريين هم بناة الأهرامات

مطالبات بفتح مدينة عمال الهرم للزوار المصريين وإتاحتها للباحثين تعزيزًا للهوية الوطنية

في يوم 1 مايو، 2025 | بتوقيت 7:30 مساءً

لا تقوم معجزة بناء الهرم الأكبر على عشوائية أو تدخل “كائنات فضائية”، كما يروج البعض، بل على فلسفة متكاملة تشمل التخطيط الهندسي، واختيار التوقيت المناسب، وتنظيم العمل، وتوفير مساكن وإعاشة لعشرات الآلاف من العمال. كل ذلك يعكس قدرة التنظيم المصري القديم، ويدحض الأقاويل التي تنسب هذا الإنجاز لغير المصريين.

برديات وادي الجرف: دليل موثق من عهد خوفو

في عام 2013، كشفت بعثة أثرية مصرية-فرنسية بميناء وادي الجرف على البحر الأحمر بقيادة بيير تالييه وسيد محفوظ عن مجموعة نادرة من البرديات، تؤكد أن فريق العمل الذي أدار هذا الميناء هو نفسه الذي ساهم في بناء الهرم الأكبر. أهم هذه البرديات تعود إلى “مرر”، أحد كبار الموظفين، وتحكي يوميات نقل كتل الحجر الجيري من محاجر طرة إلى الجيزة عبر نهر النيل.

حائط الغراب: سور المدينة ومفتاح الأسرار

توضح الدكتورة رنا التونسي، رئيس لجنة الدراسات العليا بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن “حائط الغراب” الذي يقع جنوب شرق تمثال أبو الهول، يمثل الحدود الفاصلة بين مساكن العمال والجبانة الملكية. وقد بناه المصري القديم في عهد الملك خوفو، وسمي كذلك لأن الغربان كانت تصطف عليه عند غروب الشمس.

اكتشاف مدينة العمال: صدفة قادت إلى كنز أثري

في أغسطس 1990، أدى حادث سقوط سائحة إلى الكشف عن مجموعة من المقابر جنوب شرق أبو الهول. وبدأت بعثة أثرية برئاسة الدكتور زاهي حواس حفائرها التي كشفت عن 11 مقبرة كبيرة و100 قبر صغير تعود لعمال بناء الأهرامات، محفوظة دون نهب، كونها تعود لعمال فقراء.

قرية حائط الغراب: استيطان متكامل للخدمة والبناء

أظهرت الدراسات أن الموقع احتوى على مبانٍ ضخمة شُيّدت بـ185 ألف طوبة طينية في كل مبنى، إلى جانب مساكن مؤقتة ودائمة، ومبنى إداري ملكي لتخزين الغلال، وأفران للخبز، ومناطق صناعية لإعداد الطعام، مما يدل على وجود بنية تحتية متكاملة لإعاشة آلاف العمال يوميًا.

قناة الإمداد: شريان الحياة من النيل إلى الهرم

قام العمال بحفر قناة بطول أربعة أميال تربط موقع البناء بنهر النيل لتسهيل نقل الإمدادات، مع إنشاء أرصفة ضخمة لتفريغ المؤن. كما كشفت الحفائر جنوب هرم منكاورع عن قاعات ضيقة تأوي نحو 50 عاملاً في كل قاعة، في مدينة استوعبت نحو 4000 عامل.

مطالب حملة الدفاع عن الحضارة

دعت الحملة برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى فتح هذه المقابر والمساكن للزوار المصريين، لتعزيز الهوية الوطنية، استنادًا إلى مبادرة رئيس الجمهورية لبناء الإنسان. كما طالبت بإتاحتها للباحثين المصريين، خصوصًا أن دخولها حاليًا مقصور على الأجانب برسوم مرتفعة وتصاريح محدودة.

خاتمة: تراثنا.. شرفنا وهويتنا

هذه الأدلة العلمية والتاريخية القاطعة تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن بناة الأهرامات هم المصريون القدماء، أصحاب الحضارة الأعظم في التاريخ. وحان الوقت لتكون هذه المواقع متاحة لكل مصري ليعرف ويفخر بتراث أجداده.